كورونا صناعة أميركية ...

الإثنين 3 فبراير 2020 - 13:22 بتوقيت غرينتش
كورونا صناعة أميركية ...

أسيا و الباسفيك _ الكوثر: فيروس كورونا ضمن سلسلة المواجهة الأميركيّة الصينيّة ولستُ هنا أبتدع ما يحاك من خيال وليست نظرية المؤامرة هي الموجّه وليس ما يتمّ تناقله من روايات حول مصدر الفيروس ومردّها إلى نوعية الطعام الذي يتناوله الشعب الصيني منذ مئات السنين دون إفراز ذلك الفيروس القاتل، فقائمة طعامهم ضمن ثقافتهم الممتدّة آلاف السنين.

نشرت صحيفة "البناء" اللبنانية اليوم الاثنين مقالا بقلم "سماهر الخطيب" حول هذا الموضوع جاء فيه: ليست صدفة ظهور هذا الفيروس القاتل في ظروف استعرت فيها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركيّة والصين العملاق الناهض والمهدّد بالتنافس الشركاتي والتقني والتكنولوجي والسيبراني الفضائي على مستوى العالم أجمع.

فكما أعلنت حالة الطوارئ لمواجهة ذاك الفيروس فكذلك أعلنت الولايات المتحدة حالة الطوارئ والجهوزيّة لمواجهة ذاك العملاق الصينيّ المنافس لها..

وفي العودة إلى ما قبل ظهور الفيروس بشهور قليلة وربما أعوام سنجد ما قامت به الولايات المتحدة اتجاه الصين من سياسات وتوجهات بدءاً من قضية الإيغور المسلمين في إقليم تشينغ يانغ وما حاولت القيام به من تدخّلات حقوقية بحجة حماية الأقلية المسلمة في هذا الإقليم، وصولاً إلى تظاهرات هونغ كونغ ودعمها أميركيّاً للتمرّد ضدّ نظام وضعته الصين تحت مسمّى دولة واحدة في نظامين، مروراً بتسليح تايوان ودعمها ما يشكّل تهديداً للصين وتجاوزاً للسيادة الصينيّة والتي تعتبر تايوان جزءاً من سيادتها.

ولم تكن الحرب التجاريّة ببعيدة عن تلك الأحداث والتي أعلنها الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب فور تسلّمه زمام الإدارة مع فرضه الرسوم الجمركيّة على البضائع الصينيّة.. إنما مع تطور العالم وما رافقه من تطور تقني وعلمي تطورت معه الحروب بأجيالها والتي صنّفها الخبراء العسكريون في أجيال عدّة من الحروب، وبالرّغم من اختلاف المعايير التكتيكية والعسكريّة، وكذلك المفاهيم النظرية التي تستخدم في التعريف أو التحليل، إنما ميّز معظمهم بين ستة أجيال.

و شرح كاتب المقال اجيال ستة في مراحل مختلفة حتي حروب الجيل السادس و قال: المقصود بهذا النوع من الحروب وفق الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين هو الحرب التي تُدار عن بُعد عبر استخدام أسلحة ذكية تدخل في صلبها شبكات الإنترنت عبر التجنيد الكامل للمجتمع المستهدف، وتتنوع وسائلها لتشمل استخدام وسائل تجسس جديدة تعتمد على الطيور والحيوانات والأسماك والتي لا يقتصر دورها على التجسس فقط إنما يذهب أبعد من ذلك إلى إلحاق الضرر عن بعد كـ التفجير عن بعد وتتبادل الاتهامات ما بين الولايات المتحدة الأميركيّة وروسيا حول مبتكر هذا النوع من الحروب ففي حين يعتقد بعض الخبراء بأن روسيا أول مَن أطلق هذه التسمية وفق ما قاله الجنرال الروسي «فلاديمير سليبتشينك»، حين قال للعالم أجمع «إنّ الحروب التقليدية قد عفا عليها الزمن، وأنّ كل الحروب بعد ذلك ستدار بأنظمة ذكية، وستحصد نتائج ذكية أيضاً». تذهب روسيا إلى رأي منافٍ بحيث ترجعه إلى وكالة «داريا» التابعة لـ البنتاغون..

وتستخدم في هذا الجيل من الحروب، الصواريخ القابلة للتوجيه عن بُعد، والقنبلة الذكية المجهّزة للتوجيه الذاتي، وطائرة بدون طيار الصغيرة الحجم لأغراض التجسس على المحادثات بين الأشخاص، والألغام التي يتم تفعيلها أو تعطيلها عن طريق الأقمار الصناعية، وجمع المعلومات الاستخباراتية واستغلال النظام العالمي لسواتل الملاحة (نظام تحديد المواقع العالمي)، وكل ما يمكن استهدافه عن طريق الكمبيوتر أو الأقمار الصناعية.

كذلك تستخدم أسلحة القتل النظيف، وهي عبارة عن تركيز أمواج راديوية بترددات خاصة وبطاقة عالية جداً إلى أعلى من طبقات الأوزون، بحيث يتم تسخين طبقات الغلاف الجوي بشكل مكثف وتعمل على جعلها كوسادة مطاطية تخزن الطاقة بشكل كبير، وتعمل على ردّة فعل بإطلاق موجات مغناطيسية تخترق الحي والميت نحو منطقة معينة وإطلاق هذه الطاقة وتحريرها من خلال الغلاف الجوي أو الأرض، وتعمل هذه التقنية على إثارة العواصف الماطرة والثلوج العنيفة والفيضانات والجفاف، كما أنها تساعد في كشف بواطن الأرض.

ويضاف إليها نوع جديد من الأسلحة يسمّى بـ»أسلحة الكيمتريل» وهو عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها على ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية مستهدفة وتختلف هذه الكيماويات طبقاً للأهداف، فمثلاً عندما يكون الهدف هو «الاستمطار» أي جلب الأمطار يتم استخدام خليط من أيوديد الفضة على بيركلورات البوتاسيم ليتم رشها مباشرة فوق السحب في ثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط أمطاراً، كما تستخدم هذه التقنية مع تغيير المركبات الكيماوية فتؤدي إلى الجفاف والمجاعات والأمراض والأعاصير والزلازل.

وتعتمد أيضاً سلاح «الصوت الصامت» وهي مجموعة من الأسلحة تتمثل في السيطرة الشاملة على العقل باستخدام التقنيات مثل أدوات العرض HD لإرسال هذه التأثيرات لكل بيت وكل أسرة وكل الشعوب المراد السيطرة عليها ضمن حزمة من التقنيات الجديدة والمبتكرة لإحكام السيطرة على العقل.

أما أهم ما ابتكرته من أسلحة هذا الجيل فهو «منظومة الجنّ الفضائي» وأطلق هذه التسمية أحد صحافيي الواشنطن بوست منذ أعوام مضت، لأنها اعتمدت على تقنيات عالية التطور تشبه الخيال المحض، فيما أطلق عليها البعض «القرصنة البيولوجيّة». وتشمل هذه المنظومة أقماراً صناعية صغيرة تقدّر بحوالي نصف مليون قمر صناعي في مدارات حول الأرض، بعيداً عن المدارات الاعتيادية متعدّدة الأهداف كالمساعدة في مسح خريطة النشاطات المغناطيسية للعقل والجسم البشري ودراسة إمكانية التحكم في الأفراد بما يعرف شرائح التحكم البشرية، وكذلك التعاون مع سلاح هارب في مزيد من التحكم في الظواهر والكوارث الطبيعية المصنعة، أيضاً تساعد على استهداف الأفراد بموجات مغناطيسية، كذلك التجسس حول العالم وغيرها من مشاريع القرصنة الحديثة بأنواعها المختلفة..

أخيراً استخدام ما سمّي بـ "الشعاع الأزرق" حين تمكنت الأقمار الصناعية من صنع انعكاسات ضوئية على الأرض تشبه كائنات حقيقية مع دمج الريبوتات النانوية مع مادة الكيمتريل الحديثة، وتتحرك تلك الكائنات في عيون من رأوها تحت شمس الظهيرة، وأكدوا أنهم يتعرّضون لغزو كائنات فضائية حقيقية، ولم تظهر حقيقة الأمر إلا بعد أشهر حين كشفتها معلومات استخباراتيّة أميركيّة.

وليس إعلان الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب بعسكرة الفضاء، وتحديد ميزانية خاصة لمواجهة التفوق الصيني والروسي في الفضاء ببعيدة عن هذا الجيل من الحروب، والذي يتميز بغياب مركز الثقل، وفق الخبراء، ففي الحروب السابقة يبرز الصراع بين كيانات ذات هيكلية مؤسسية سواء أكانت جيوشاً منظمة أم جماعات متمرّدة إلا أنها تتمتع بهيكلية هرمية تسلسلية وروح معنوية وإمدادات لوجستية ودعم سياسي وشعبي وما تحويه من مبررات قتالية سواء أكانت قانونية أو حقوقية أو حتى أخلاقية. وتنتهي تلك الحروب بتدمير مركز الثقل وبالتالي تدمير المؤسسة بكاملها أو جزئياً مع الاعتراف بالهزيمة، وهو ما كان سائداً في الحربين العالميتين وكذلك حروب الخليج (الفارسي) وغيرها من الحروب التي عنونت بحروب الجيل الأول والثاني والثالث. ناهيك عن أنّ مجال تلك الحروب كان البر والبحر معاً، لتتطوّر في جيلها الثالث مع التطور الاقتصادي والتكنولوجي في عصر الثورة الصناعية، ما أدّى إلى تطوّر أسلحة الدفاع الجوي والطيران وكذلك الغواصات وبدأ معها ضمّ المجال الجوي والفضاء الإلكتروني والمساحات تحت سطح البحار، إلى نطاق الحروب. لتنتقل في ما بعد حروب الجيل الرابع وما تلاها إلى مدى أبعد من الأرض نحو الإرادة، فشملت بنطاقها المجال السياسي والاقتصادي والثقافي والسيبراني والحضاري، فأضحت الحرب صراع إرادات سياسية، اقتصادية، سيبرانية، ثقافية وحضارية وليست مجرد صراع مسلح.

وبالتالي اتسم الجيل السادس من الحروب بسمة «الحرب غير المقيدة»، يجتمع فيها جميع أنواع الحروب الاقتصادية والسيبرانية والمعلوماتية والنووية والبيئية والجريمة المنظمة والحرب الهجينة والعصابات المدرّبة التي يمكن شنّها حتى في حالة السلم وعدم وجود صراعات عسكرية معلنة، وفيروس كورونا» ليس ببعيد عن هذا الجيل من الحروب البيولوجية والذي كشفت براءات الاختراع الأميركيّة تسجيله في عام 2018 كبراءة اختراع تحت رقم 10130701، ناهيك عن تدخل شركات الأدوية العملاقة لجني مليارات الدولارات سنوياً عبر ابتكار الفيروسات كالسرطان والإيدز وغيرها من أساليب الحروب البيولوجية والتي تعتمد كل شيء في سبيل تحقيق الغاية المرجوّة. وكيف الحال إذا كانت الغاية الأميركيّة القضاء على العملاق الصيني بلا أيّ تردّد ومهما كانت النتائج ولو كان عدد الضحايا بالملايين فهي مَن أطلقت قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناكازاكي.. ولا ننسى التطرّق إلى الثقافة الأميركيّة التي غزت العالم بالوجبات وبالأفلام التي ليست ببعيدة عمّا تطبّقه من سياسات فليس فيلم «نهاية العالم» ببعيد عما يحصل اليوم حين قامت تلك الطبيبة «الإسرائيلية» بإيجاد عُقار ينقذ البشرية من فيروس هتك العالم أجمع، ما يعني أن «إسرائيل» بنت لمواجهته جدار الفصل العنصري، لحماية كيانها من انتشاره، وفق أحداث الفيلم..

وبما أن العالم منقسم إلى عالم الشمال وعالم الجنوب، أو بلدان العالم المتقدم والعالم الثالث، كذلك أجيال الحروب منقسمة. فبينما نحن في الجيل الرابع من الحروب تبعاً للتراجع التقني والعلمي الذي يطغى علينا في حين باتت الحروب بين تلك الدول المتقدمة تقوم على الجيل الخامس والسادس وأحياناً متداخلة بين هذين الجيلين. يبقى علينا تحديد ميزانية خاصة للبحث العلمي وإدراك ما فاتنا من تقدّم عوضاً عن وضع الميزانية في شراء أسلحة باتت تقليدية المستفيد الوحيد منها تلك المجمّعات الصناعية العسكرية..