وسط مظاهرات رافضة.. الرئيس الجزائري المنتخب يقترح الحوار على الحراك الشعبي

السبت 14 ديسمبر 2019 - 07:22 بتوقيت غرينتش
وسط مظاهرات رافضة.. الرئيس الجزائري المنتخب يقترح الحوار على الحراك الشعبي

الجزائر-الكوثر: عبر الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون عن استعداده لما سماه حوارا جادا مع الحراك الشعبي بالجزائر.

وأضاف تبون في أول مؤتمر صحفي بالعاصمة الجزائر عقب إعلان النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة أن الحراك كان سببا في إعادة البلاد إلى ما سماها سكة الشرعية.

ووجه تبون مساء يوم الجمعة الشكر لكافة أبناء الشعب الجزائري، خاصة الشباب الذين دعموه بقوة ووضعوا ثقتهم فيه، مجددا التزامه للشباب بالانحياز لهم والعمل على إدماجهم الفعلي في الحياة السياسية والاقتصادية ولتمكينهم من استلام الراية.

وأضاف الرئيس الجزائري المنتخب أنه سيعمل على إعداد مسودة أولية للدستور بمشاورة خبراء القانون الدستوري وستطرح للنقاش في الداخل والخارج، ثم ستطرح على استفتاء شعبي ليوافق عليه الشعب.

وتعهد تبون بالعمل على رفع الظلم عن ضحايا "العصابة"، في إشارة على ما يبدو إلى الأشخاص الذين كانوا حول الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة.

وأضاف تبون أنه سيعمل مع جمع الجزائريين "بلا تهميش أو إقصاء ودون أي نزعة للانتقام"، مشيرا إلى أنه سيعمل على طي صفحة الماضي وفتح ما سماها صفحة الجمهورية الجديدة بعقلية جديدة وأخلاق جديدة، ووجه التحية لمنافسيه الأربعة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الخميس والذين هنؤوه بالفوز.

كما نفى الرئيس المنتخب اعتزامه تأسيس حزب أو حركة سياسية، وقال إنه سيعمل على استرجاع هيبة ونزاهة ومصداقية الدولة لدى الشعب.

وكان الرئيس الجزائري المنتخب أعلن عقب فوزه عبر توتير التزامه بالتغيير الذي يطالب به الشارع.

ونشر تبون تغريدة عبر حسابه على تويتر جاء فيها "بالتغيير ملتزمون وعليه قادرون.. أشكر جميع الجزائريين على الثقة الغالية التي وضعوها في شخصي"، وتابع "أدعوكم جميعا إلى اليقظة والتجند لنبني معا الجزائر الجديدة".

مظاهرات رافضة

يأتي ذلك بينما احتشد المتظاهرون في وسط الجزائر العاصمة وبمدن أخرى يوم أمس، للتعبير عن رفضهم رئيس الجمهورية المنتخب عبد المجيد تبون رئيس الوزراء الأسبق في نظام الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة.

وردد المتظاهرون "الله أكبر، الانتخاب مزور"، و"الله أكبر، نحن لم نصوت، ورئيسكم لن يحكمنا" في الجمعة الـ43 على التوالي منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في فبراير/شباط الماضي.

وأشار مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن عدد المتظاهرين الذين احتشدوا في مناطق مختلفة من العاصمة الجزائر يقارب عدد من تجمعوا خلال المظاهرات السابقة ضد الانتخابات الرئاسية.

وحمل البعض لافتات كتب عليها "ولايتك يا تبون ولدت ميتة"، و"رئيسكم لا يمثلني".

وبحسب النتائج التي أعلنتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، فاز رئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون (74 عاما) بالاقتراع الرئاسي في الدورة الأولى.

وقال رئيس السلطة محمد شرفي إن تبون حصد 58,15% من الأصوات في انتخابات أجريت في جو مشحون، وسط رفض واسع لها من قبل منظمي الاحتجاجات.

وبادر المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية عز الدين ميهوبي بتهنئة المرشح الفائز عبد المجيد تبون الذي انتخب رئيسا جديدا للبلاد، مؤكدا احترامه للإرادة الشعبية.

وعلى المستوى الخارجي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات الجزائرية لبدء "حوار" مع الشعب الجزائري بعد انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للبلاد في اقتراع رفضه المتظاهرون.

وقال الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحفي في بروكسل "أخذت علما بالإعلان الرسمي عن فوز السيد تبون في الانتخابات الرئاسية الجزائرية من الجولة الأولى"، مشددا على ضرورة "بدء حوار بين السلطات والشعب".