وبعيداً عن كل ما تم تداوله من روايات لشهود عيان، حول هذا المغدور، فإن ماحدث بعيد كل البعد عن اهداف التظاهرات و يعد تشويه لصورة المتظاهرين السلميين، حتى و ان كان مندس فمن غير المقبول التمثيل به، فمرتكبو هذه الفعلة الاجرامية الشنيعة البشعة، في ساحة الوثبة، ليسوا سوى مجرمين ارهابيين، واجرامهم لايختلف عن إجرام داعش والمليشيات القذرة، والمؤكد انهم عناصر في إحدى هذه التنظيمات الإرهابية، ولاتكفي فقط براءة المتظاهرين من الجريمة، بل يجب تطهير ساحات التظاهر من أيتام البعث والدواعش.
ومن الطبيعي عندما توجد هذه السحنات المنتشرة بين المتظاهرين، فسنجد أن هذه العادات الداعشية مثل "قطع الرؤوس والسحل وحمام الدماء"، لم تكن غريبة وهي متوقعة، و أول الغيث قطرة.
وكما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إيّاكم والمثلة، ولو بالكلب العقور »" .
فهذه هي تعاليم الاسلام ، التي امتنع عن سماعها عناصر داعش الارهابيين مدّعين الاسلام، وكلما ضاق خلقهم وتعطشوا للدماء، كانوا يأتون بضحيتهم، و يتفننون بتقطيع الجثة والتمثيل بها، وهم يتفاخرون كل المفاخرة بما يصنعون.
ومن الظاهر أن معدل التعطش للدماء عند هؤلاء الدواعش، بدء بالارتفاع من جديد، بعد مرورعامان على ذكرى هزيمتهم وجلوسهم بدون أعمال قتل وسحل، لتأتي بعض الدول مثل أمريكا واسرائيل وبعض دول الخليج الفارسي، وبدأوا من جديد بتجنيدهم، وهمعملاء من البعثيين والدواعش والبعض المغرر بهم، للانخراط في المظاهرات، ورفع ذات الشعارات البعثية الداعشية العنصرية والطائفية المقززة، والقيام بسلوكيات اجرامية كجريمة ساحة الوثبة التي شهدناها اليوم، والتي تجاوزت كل الخطوط الحمراء للشعب العراقي ، وأيضاً الاساءة الى الاسلام والشعائر الحسينية والى مراجع الدين والاعتداء على المتظاهرين وقتل ابطال الحشد الشعبي واضرام النار في الاضرحة والقنصليات الايرانية.
والصمت والتجاهل عن خطورة ما حدث اليوم، و عن هذه الجرائم والمخالفة للشريعة، تشكل منعطفاً خطيراً في توجيه المتظاهرين، لما تمتلك من خطر منضوي تحت عباءة السلمية، وجريمة القتل وتعليق الجثة اليوم، تمثل فكراً يجب أن يكافح، وإلا استفحل وأحرق الوطن والشعب، إذ بات من الضروري فرز وتشخيص العناصر المندسة في التظاهرات التي تعمد إلى أساليب التخريب والاجرام، وأيضاً يتطلب وقفة جادة لحماية المتظاهرين السلميين من بطش العناصر المندسة من قبل القوات الأمنية، لأن الفوضى تسمح لتبديل ساحة التظاهرات إلى ساحة تصفيات للحسابات، والتدخل الخارجي الذي لايمكن الخلاص منه كما حذرت منه المرجعية الدينية العليا في العراق، مراراً وتكرارا.ً
بقلم : خليل حاج خليل