التقطت الكاميرات الأسبوع الماضي صوراً للأميرة هيا أثناء وصولها للمحكمة العليا البريطانية بصحبة محاميتها البارزة البارونة فيونا شاكلتون، وكانت هذه أوّل مرّة تُرى فيها الأميرة البالغة من العمر 45 عاماً في مكانٍ عام منذ شهور.
ويأتي ظهور هيا من جديد بالتزامن مع نشر مجلة “Vanity Fair” مقالاً أثار ضجةً واسعةً حول حياة الأميرة في دبي، وقد استعرض دلائل مثيرة حول سبب قرار الأميرة الأردنية بالهرب من حياتها البرّاقة في دبي.
ولم تتزوج الأميرة هيا من أحد أفراد العائلة المالكة فحسب، بل وُلِدت في حياة مَلَكية. إذ إنها كريمة ملك الأردن الحسين بن طلال من زوجته الثالثة الأميرة علياء (يشار إلى أن الملك الحالي للبلاد هو عبدالله الثاني، وهو أخوها غير الشقيق). وحين توفيت والدتها بشكل مأساوي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر عندما كانت تبلغ من العمر عامين فقط، لم تُكلل طفولتها بالثراء الفاحش فحسب، بل بالحبّ الفيّاض أيضاً، بحسب الموقع الأسترالي.
وقالت الأميرة هيا في حديثها إلى مجلة Tatler في عام 2017: «في الأوقات التي لا نكون خلالها في المدرسة، كنا نذهب إلى المكتب بصحبة الملك حسين، وكانت العطلات الأسبوعية لنا. إذ كان يقود بنا السيارة ويطوف أنحاء البلاد ليرينا الأماكن التي ترعرع فيها، ويتحدّث إلينا عن خبراته. لم تكن هناك مُربّيات، كان يأخذنا بنفسه ولا نكون مع أحدٍ سوى أبينا».
مقترحات من
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وبحسب تقرير “عربي بوست”، التقت هيا مصادفة بالشيخ محمد في سباق للخيول في إسبانيا، وحين التقيا كان بن راشد بالفعل قد تزوّج من خمس سيدات ولديه أكثر من 20 ابناً. ورغم ذلك، كان زواجهما عن حب ولم يكن زواجاً تقليدياً مُرتَّباً. وفي عام 2004 تزوّجا وأنجبا طفلتهما الشيخة الجليلة في عام 2007، وابنهما الشيخ زايد في عام 2012 (ويُعتقَد أن الشيخ محمد قد أنجب 30 ابناً وابنة)، بحسب الموقع الأسترالي.
اللعب حسب القواعد
رغم أن صورة دبي قد تبدو كملعبٍ صحراوي يمتلئ بالفنادق من فئة الخمس نجوم، والشواطئ الرملية، ومراكز التسوّق الحديثة، فإن حقيقة وضع النساء، حتى أفراد العائلة الملكية منهنّ، يجسّد في جوهره تناقضاً صارخاً مع ما يبدو عليه الأمر الشبيه بالصدأ المطليّ بالبريق، بحسب الموقع الأسترالي.
في يناير/كانون الثاني من هذا العام، منح الشيخ محمد أربع جوائز للمساواة بين الجنسين، جميعها للرجال. (وقد تمتّع Twitter بيوم حافل بالسخرية من تلك الخطوة).
في حديث مع مجلة Vanity Fair هذا الأسبوع، قال أحد المنشقين العرب للمجلة: «إنك تنعمين بلقب مذهل لكونك أميرة، وبالطبع لديك حاشية تلبّي أبسط طلباتك وأعظمها، ولكنّك في الأساس سجينة، ليس من المنوط بك التواصل مع الآخرين، وليس لك حياة طبيعية».
قال مصدرٌ مطلع على شؤون الأسرة الحاكمة في دبي: «أعتقد أن الأميرة هيا كانت من النوع الذي يعلم أنه بمجرد أن يصير المرء جزءاً من العائلة المالكة، فعليه أن يلعب وفق القواعد التي يضعونها، والتي تشمل الحفاظ على الذات بأيِّ ثمن».
لغز الهروب
على الرغم من عدم طرح إجابة محددة تروي سبب فرار الأميرة هيا فجأة من وطنها الثاني بعد زواج استمر 15 عاماً، تدور إحدى النظريات الشائعة لتفسير الأمر حول اثنتين من كريمات زوجها.
في عام 2000، هربت الأميرة شمسة آل مكتوم من عقار يملكه الشيخ محمد الذي تبلغ تكلفته 150 مليون دولار. وذكرت صحيفة الغارديان أنه بعد أسابيع، اختُطِفت شمسة من أحد الشوارع في كامبريدج وأُعيدت إلى الإمارات العربية المتحدة. وفي وقت سابق من هذا العام، قالت تينا جوهياينين، وهي امرأة فنلندية قضت بعض الوقت مع العائلة المالكة الإماراتية، في حديثها مع موقع news.com.au، إنه يُزعم تعرّض شمسة للتعذيب والسجن والتخدير.
وقال أصدقاء الأميرة هيا، في يوليو/تموز من هذا العام، لصحيفة Evening Standard البريطانية إنها غادرت دبي «خوفاً على حياتها».
في حين أن دوافع هيا لمغادرة دبي لا تزال مُكللة بالغموض، هناك جانبان مثيران للاهتمام لهذه القصة ظهرا مؤخراً. إذ أفادت Vanity Fair أن هيا غادرت ومعها مبلغ 58 مليون دولار وأن «الآخرين يتساءلون ما إذا كانت هي والشيخ محمد قد حسما أمر انفصالهما قبل مغادرتها».
وبالإضافة إلى ذلك، فإن دبي بها كاميرات مراقبة أكثر من أي مكان آخر على وجه هذا الكوكب. لذلك لا توجد إجابة عن سؤال كيف استطاعت الأميرة التخطيط والهرب دون عِلم زوجها.
وتترافع عن هيا البارونة فيونا شاكلتون، التي وُكِلت للدفاع عن الأمير تشارلز خلال طلاقه عام 1996 من ديانا، أميرة ويلز، وقد تضمنت قائمة موكّلي المحامية، التي يطلق عليها لقب «فولاذ منغوليا» لقوّتها في الساحة القانونية، مجموعة كبيرة من أفراد العائلة المالكة، وكانت محامية دوق كامبريدج ودوق ساسكس كما مثّلت الأمير أندرو وبول مكارتني أمام القضاء أثناء طلاقهما.