قيل ان الخبر الوحيد الذي تسرب من خارج المحافظات التي تشهد تظاهرات شبه يومية، كان الخبر القديم الجديد، الذي جاء من المحافظات الغربية ، ومفاده ان القوات الامريكية في قاعدتي الحبانية والبغدادية فتحت باب التطوع لتشكيل جيش من القوات الخاصة يضم أربعة آلاف مقاتل.
وجاء في الخبر ايضا، أن العشائر التي ستشكل هذا الجيش هي عشيرة البوفهد والبوعلوان والمحامدة والبونمر، وان تعليمات من واشنطن أكدت منح المتطوعين في هذا الجيش رواتب مغرية تصل إلى ثلاثة الاف دولار وهو أكثر من ضعف الراتب الذي يتقاضاه الضباط في الجيش العراقي.
وقيل ايضا ان هذه الاجراءات تأتي بالتزامن مع حراك سياسي يقوده سياسيون لتأسيس محافظة جديدة ضمن الرقعة الجغرافية لمحافظة الأنبار، وتضم المحافظة الجديدة عددا من المدن الحدودية المرتبطة إداريا بالانبار، وبينت مصادر في مجلس محافظة الأنبار أن هذا الحراك ربما يكون تمهيدا لإعلان "إقليم المنطقة الغربية" بدعم أمريكي، وان الجيش الجديد سيتولى حراسة حدود الإقليم المقترح.
لا نعتقد ان هذا الخبر كان سيمر هكذا مرور الكرام لو كانت بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية تعيش اوضاعا طبيعية، فأمريكا لن تدفع هكذا 3 الاف دولار لاربعة الاف مسلح من اجل عيون اهالي المحافظات الغربية، فمن المؤكد ان امرا ما يُبيت للعراق والعراقيين.
امريكا ومنذ عام 2003 لم تخف نيتها في تقسيم دول المنطقة وخاصة تلك التي ترى فيهات خطرا على الكيان الاسرائيلي، فهذه سوريا رغم انها طوت صفحة "داعش" او كادت ، الا ان امريكا التي دخلت المنطقة بذريعة محاربة "داعش"، مازالت تقيم القواعد شرق سوريا ولكن بذرائع جديدة، بينما هدفها الاكيد والواضح هو الابقاء على سوريا مشتتة ومقسمة خدمة للكيان الاسرائيلي.
حال العراق ليس بافضل من حال سوريا، فالمطلوب امريكيا تقسيم العراق وزرع الفتنة بين ابنائه من خلال زرع الفتن الطائفية والقومية، وان المخطط الامريكي الاخير والرامي الى تاسيس جيش من المناطق الغربية بحجة دفع مخاطر "داعش" المحتملة، هي حجة تضحك الثكلى، فحال "داعش" في العراق كحاله في سوريا انتهى او يكاد، ولا حاجة لبناء جيش لمقاتلة "عدو" لا وجود له.
السياسة الامريكية ازاء "داعش" هي سياسة منافقة ، فلو كانت امريكا حقا يهمها هزيمة "داعش" لكان حريا عليها ان تكافيء الحشد الشعبي صاحب الفضل الاول في هزيمة "داعش"، لا ان تناصبه العداء وتقوم بقصف مقراته بالتواطؤ من الكيان الاسرائيلي، وعبر تحريك مرتزقتها للاندساس في التظاهرات واستغلال الاوضاع الاستثنائية التي يعيشها العراق لاغتيال وقتل ابطال الحشد الشعبي امثال الشهداء علياوي وغيرهم وكذلك الشهداء من المتظاهرين السلميين ، بينما تأتي في المقابل وتقوم ببناء جيش من ابناء المحافظات الغربية وتحت ذريعة محاربة "داعش"، العدو الذي داس عليه عليه الحشد الشعبي وانقذ المحافظات الغربية منه.
ليس من باب الصدفة ان تاتي حملات التسقيط ضد الحشد الشعبي التي تقودها السفارة الامريكية في العراق، كاتهام الحشد بانه وراء استخدام القنابل المسيلة للدموع، بينما يتم التغطية على عمليات اعتقال اشخاص وهم يحملون اسلحة كلاشنكوف واخرين يقومون بقنص المتظاهرين ويحرقون المقرات والمنشات العامة، واخيرا حرق الطابق العلوي لبناية المطعم التركي كما ظهر ذلك بالصوت والصورة، مع ما تسرب من اخبار على تشكيل جيش واقليم في غرب العراق!.
ان امرا ما يُدبر بليل للعراق، فعلي العراقيين ان يعوا ما يحاك ضدهم ، فهذه المرة ما يتم تنفيذه ضدهم قد تم اعداده على نار هادئة، بعد ان استنفرت امريكا كل شذاذ الافاق من مجرمي البعث وسفاحي داعش ومرتزقة الدولار والجهلة عبر التسلل الى التظاهرات المطلبية للمتظاهرين السلميين، والاساءة اليها كم خلال رفع شعارات طائفية وشوفينية وعنصرية من مخلفات الثقافة البعثية الداعشية المنحطة بهدف اثارة الفتن بين ابناء الشعب الواحد ، والاساءة الى العلاقة التي تربط العراق بجيرانه.