ومن التدخلات الاجنبية التدخل العسكري خاصة من قبل الولايات المتحدة وما نتج عنها من زعزعة الامن والاستقرار في الخليج الفارسي ومضيق هرمز.
وتعد مبادرة "هرمز" للسلام التي قدمها الرئيس الايراني حسن روحاني والرسائل التى بعثها الى القادة السعوديين والبحرينيين عبر الكويت، مؤشرا على عزم ايران الجاد لمعالجة الخلافات مع جيرانها وارساء السلام والاستقرار في المنطقة حيث تلقت ترحيبا لدى الاطراف العربية.
ولا بد من القول بان هناك مؤشرات مستقاة من مجموعة من الاخبار والتقارير التي تشير الى ترحيب دول المنطقة بهذه المبادرة خاصة بعدما قام الرئيس روحاني بتوجيه رسائل الى قادة الدول الاعضاء في مجلس التعاون بشان هذه المبادرة.
وكان الرئيس روحاني قد اكد في كلمته أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ، انه بناءً على المسؤولية التاريخية لبلدي في الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار والتقدم في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز، فإنني أدعو كافة الدول التي تتأثر بتطورات الخليج الفارسي ومضيق هرمز إلى "تحالف الأمل"، حيث تختزل كلمة HOPE عبارة "Hormoz Peace Endeavor" أي"مبادرة هرمز للسلام".
وتهدف المبادرة الى ارساء الامن في الخليج الفارسي وبحر عمان ومضيق هرمز بمشاركة جميع دول المنطقة بعيدا عن تدخلات القوى الاجنبية التي اثارت لحد الان مشاكل وتهديدات للمنطقة والممرات البحرية وامن الملاحة والنفط والطاقة.
وقد نشر السفير الإيراني لدى الكويت "محمد إيراني" مقالا في بعض الصحف الكويتية تحت عنوان "مبادرة هرمز للسلام" وقال ان الهدف من هذه المبادرة التي تم إرسالها الى جميع دول المنطقة بما فيهم دولة الكويت الشقيقة، هو إرساء الأمن في الخليج الفارسي وبحر عمان ومضيق هرمز بمشاركة جميع البلدان في المنطقة وبمعزل عن تدخلات القوات الأجنبية التي تسببت في العديد من المشاكل والتهديدات للمنطقة والممرات المائية وأمن الملاحة البحرية والنفط والطاقة فيها حتى الآن.
وأردف، ان الميزات الأخرى لهذه المبادرة تتمثل في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية والرخاء لسكان المنطقة، وضمان الأمن للملاحة البحرية، وانعاش التجارة، والاقتصاد، وتعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية، والتفاهم المتبادل، وتعزيز العلاقات الودية، والعمل المشترك بين أبناء شعوب المنطقة، ومعالجة جميع النزاعات القائمة من أجل إرساء أمن جماعي يعم على جميع البلدان في المنطقة.
كما تهدف مبادرة هرمز للسلام أيضا إلى مواجهة الصراع الطائفي، وإخماد الاضطرابات والحروب القائمة حاليا من خلال توظيف الأساليب السلمية، والحوار والتعاون في القضاء على الإرهاب والتطرف، وتحقيق الأمن الجماعي، واحترام سيادة الدول، و سلامتهم الإقليمية، ومواجهة التهديدات والعنف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
واكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في مقال كتبه في صحيفة "الراي" الكويتية على مبادرة هرمز للسلام التي اطلقها الرئيس روحاني في كلمته خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة وقال ان طهران تدعو كافة دول المنطقة لمبادرة بناء الثقة بين بعضها البعض تحت عنوان مبادرة هرمز للسلام.
وکتبت صحيفة الجريدة الكويتية أن إيران وجهت "في خطوة غير مسبوقة، أول رسالة رسمية مكتوبة إلى السعودية والبحرين عبر الكويت، عرضت فيها مشروعها لتأمين الملاحة في مضيق هرمز وخطتها لتحقيق السلام مع جميع جيرانها في المنطقة".
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصدر بوزارة الخارجية الإيرانية أن "إيران سلمت إلى مساعد وزير الخارجية الكويتي الرسالتين الموقعتين من الرئيس حسن روحاني إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة".
وأوضح المصدر أن إيران "تابعت الأمر عبر الوسائط الدبلوماسية ووجدت ردة فعل إيجابية من دول المنطقة في هذا المجال، خصوصاً من ناحية تأمين الملاحة في مضيق هرمز وإحلال السلام بالمنطقة وحلحلة الخلافات مع الجيران".
وبعد ساعات من نشر هذا الخبر في الجريدة ايد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس موسوي هذا الامر في اول رد رسمي من جانب ايران.
وقال موسوي، انه وبعد طرح مشروع "هرمز" للسلام من قبل رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال اجتماع الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة في العام الجاري، بعث نصه الكامل الى رؤساء الدول المعنية ودعا فيها الى تضافر الجهود من قبل الجميع لتفعيله.
واضاف، ان هذا الامر مؤشر الى جدية الجمهورية الاسلامية الايرانية وايلائها الاهمية لدول المنطقة في توفير الامن والاستقرار في منطقة الخليج الفارسي.
کما ايد المتحدث بإسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي خبر الجريدة بشان ارسال الرئيس روحاني رسالة الى الملك السعودي وقال ان السيد روحاني بعث برسالتين الى كل من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة حول السلام في المنطقة، مشيرا الى ان تلك الرسائل ركزت على السلام والاستقرار في المنطقة.
وأضاف، نعتقد بأنه يمكن أن يكون هناك العديد من العلاقات الثنائية في المنطقة ولا يجب ان تؤدي ضغوط أمريكا الى ابتعاد دول الجوار عن بعضها.
واكد رئيس الوزراء القطري الاسبق "الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني"، مخاطبا قادة الدول العربية المطلة على منطقة الخليج الفارسي، ان رسائل ايران بشان اجراء الحوار تحت اشراف الامم المتحدة يجب اخذها على محمل الجد في مجلس التعاون لانها تشكل فرصة قد لاتتكرر في المستقبل.
واورد الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في تغريدة له :ان "ما نسمع هناك رسائل من إيران لدول المجلس لبدء حوار جاد تحت مظلة الأمم المتحدة. وأنا أعتقد أن هذه فرصة مهمة يجب مناقشتها بكل مسؤولية من دول المجلس، وأن يضع الطرفان على الطاولة كل مخاوفهم بشكل واضح للوصول إلى تفاهم واتفاق يطبع الوضع المتأزم في المنطقة على الأقل من قبل أهله..وهذه الفرصة قد لا تتكرر إذا تم اتفاق بين إيران وأمريكا لأنها ستكون غير ضرورية لإيران".
كما أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، أن بلاده تسلمت مبادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني المتعلِّقة بأمن الخليج الفارسي، وهي عاكفة على دراستها حالياً.
وردّاً على سؤال من قبل الصحفيين في احتفالية اقيمت في الأمم المتحدة في وقت سابق، حول مبادرة الرئيس الإيراني حسن روحاني المتعلِّقة بأمن الخليج الفارسي، قال الجارالله إن «الكويت تسلًّمت هذه المبادرة، ونحن ندرسها حالياً، وعندما نتخذ القرار سنبلغ طهران به».
وعلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، لؤلؤة الخاطر، قبل شهر على مبادرة هرمز للسلام وقالت في مقابلة مع موقع "المونيتور": "فيما يتعلق بالمبادرة نفسها فإننا اطلعنا عليها مثل الجميع، ولا يزال الحديث مبكرا عن مبادرة شاملة".
واضافت "ومع ذلك، ما نأخذه من المبادرة وجود استعداد ما نأمل أن يبنى على أساسه موقف إيجابي من إيران في إجراء محادثات إيجابية".
وتابعت: "بالنسبة لنا في المنطقة، ليس فقط في قطر - ولكن في بلدان أخرى في المنطقة لا ترغب في رؤية مواجهة عسكرية - سنظل على استعداد لتسهيل أي عملية، وبالطبع، ينبغي للأطراف أن تنخرط في مثل هذه العملية، من أجل إلغاء تصعيد التوتر في المشهد الخليجي".
عن وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "ارنا"