ووفقا للصحيفة، فإن ذلك يأتي في ظل سعي الكونغرس إلى فرض عقوبات بحق تركيا، رغم "الضوء الأخضر" الذي منحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، بشن عدوانه العسكري في شمال سوريا ضمن عملية "نبع السلام" والتي تستهدف تطهير المنطقة الحدودية من الإرهابيين"، على حد تعبير تركيا.
من طرفه أيد ترامب اتخاذ إجراءات عقابية ضد تركيا في أعقاب تلقي رد فعل عنيف من حزبه الجمهوري؛ بسبب قبوله بالعدوان التركي في سوريا.
بالمقابل فرض الاتحاد الأوروبي، الاثنين، حظر على بيع الأسلحة لتركيا، كما سيفرض مشروع قانون يقوده الحزبان الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس الأمريكي عقوبات على قادة تركيا، ويُفترض أن يقطع إمدادات الأسلحة الأمريكية عنها.
بدوره، تعهد أردوغان برد قاطع على المحاولات الغربية لعزل تركيا، مشددا على أنه لن يوقف اعتداءه العسكري في سوريا.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة ميليشيات الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لطرد مقاتلي جماعة "ي ب ك/ بي كا كا" و"تنظيم داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم حسب زعمهم.
وقالت الصحيفة إن وجود قنابل نووية من طراز "B 61"، في القاعدة الجوية إنجرليك التركية، التي تبعد عن الحدود السورية نحو 160 كيلومترا، وهي قاعدة تجمع القوات الجوية الأمريكية مع نظيرتها التركية، أدى إلى تعقيد حسابات واشنطن حول نيتها فرض عقوبات على تركيا.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في تقرير، الاثنين، إن المسؤولين في الإدارة الأمريكية يراجعون آلية نقل القنابل. ونقلت عن مسؤول كبير قوله إن القنابل أصبحت رهينة لدى أردوغان، وأن إخراجها من القاعدة الجوية سيكون بمثابة نهاية التحالف التركي الأمريكي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لطالما أرادت نقل هذه القنابل، لكن ذلك لم يحصل. وبالرغم من أنه ليس من المفترض أن يناقش المسؤولون وجود قنابل نووية أمريكية في تركيا وأربع دول أخرى من حلف شمال الأطلسي، لكنها أصبحت الآن بمنزلة الأمر المعروف، فهي بقايا الحرب الباردة وليس لها وظيفة عملية في خطط الحرب.
وأضافت الصحيفة أنه إذا ما أرادت الولايات المتحدة استرجاعها أو نقلها، فستضطر إلى إرسال طائرات لهذا الغرض؛ لأن تركيا لا تملك طائرات معتمدة لحمل أسلحة نووية.
وتعثرت المناقشات داخل حلف الناتو على مدى العقود الثلاثة الماضية حول نقلها؛ بسبب معارضة الدول الأعضاء، بما في ذلك تركيا، التي رأت أنها رموز قيمة لالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عنها عن طريق الردع المتواصل.
وقال مسؤول أمريكي سابق، إن الدبلوماسيين الأتراك أخبروا نظراءهم الأمريكيين بأنه في حال قررت واشنطن نقل هذه القنابل، فإن تركيا ستشرع في تطوير أسلحة نووية خاصة بها، رغم أنها وقعت على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
بدوره، قال الخبير في مجال عدم انتشار الأسلحة النووية، في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، جيفري لويس، إن أمريكا "ليست بحاجة إلى موافقة تركيا على إزالة الأسلحة، وتستطيع فعل ذلك من جانب واحد".
أما فيبين نارنانغ، وهو خبير نووي وعالم سياسي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فقد قال إن إزالة الأسلحة لن تكون مباشرة، لافتا إلى أن نقلها في هذه الظروف قد يكون "محفوفا بمخاطر غير متوقعة؛ لأنه سيشمل إزالة 50 سلاحا نوويا من الأقبية، ونقلها على أرضية قاعدة تركية، وإخراجها من المجال الجوي التركي. ويمكن أن تكون القنابل عرضة للحوادث أو السرقة أو الهجوم"