بحيث يمكن للعلماء والخطباء الواعين أن يستغلوها أيما إستغلال في تعبئة الجماهير من أجل الإقدام على مسائل في غاية الأهمية لصالح الأمة، وهنا بالذات تكمن أهميتها، فإن الأبعاد السياسية لهذه الشعائر والمجالس تفوق في أهميتها سائر الأبعاد والأمور الأخرى، ولهذا فليس من العبث ما كان يوصينا به بعض أئمتنا من إقامه مجالس العزاء عليهم، وأمرهم لنا بالبكاء والإبكاء والتباكي، وأن من يفعل ذلك فإن له كذا وكذا من الأجر، فالمسألة في جوهرها ليست مجرد مسألة البكاء والتباكي، وإنما هي مسألة سياسية، كان الأئمة يهدفون من ورائها ومن خلال نظرتهم الإلهية للأمور إلى تعبئة هذه الشعوب وزيادة أواصر التلاحم فيما بينها، وذلك لئلا تكون عرضة للأخطار في المستقبل.
(صحيفة الامام ، ج13، ص253)