السعودية و'الصحفي' زم.. حاجة في نفس يعقوب

السبت 19 أكتوبر 2019 - 11:01 بتوقيت غرينتش
السعودية و

مقالات_الكوثر:

في يوم الثلاثاء 30 مايو / حزيران من عام 2017 قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال مقابلة مع قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية، انه لن ينتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سيعمل لكي تكون المعركة داخل إيران وليس في السعودية، وهو كلام أعاد للاذهان تخرصات قادة الكيان الاسرائيلي بشأن قدراتهم التجسسيه في العالم وفي ايران.

لا نبالغ ان قلنا ان مليارات الدولارات تنفقها السعودية الى جانب الكيان الاسرائيلي، بدعم استخباراتي امريكي وغربي، من اجل اضعاف الجمهورية الاسلامية في ايران، عبر خلق الفتن القومية والطائفية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، بعد ان فشلوا في استخدام القوة العسكرية والضغط من الخارج.

استخدام اجهزة الاستخبارات الغربية الى جانب السعودية و"الاسرائيلية" لشبكات التواصل الاجتماعي، لاثارة المجتمع الايراني، عبر تجنيد جواسيس وعملاء ومرتزقة من ضعاف النفوس من داخل ايران وخارجها ، لم يعد امرا جديدا ، بعد استخدام هذه الشبكات بشكل مفرط ضد ايران، والذي تجسد من خلال بعض احداث الشغب التي شهدتها بعض المدن الايرانية والتي لم تكن لديها اي مطالب محددة سوى اسقاط النظام، الى الحد الذي استعجل بعض المرتزقة المشاركين فيها لتحقيق اهدافها عبر حرق العلم الايراني واهانة المقدسات الاسلامية بعد ان تجاوزا كل الخطوط الحمر السياسية والاجتماعية للشعب الايراني.

من بين اهم العملاء والمرتزقة والجواسيس الذين باعوا انفسهم لاعداء الشعب الايراني ، وشاركوا مشاركة فاعلة في احداث الشغب التي شهدتها ايران خلال السنوات الماضية، بالاضافة الى اهانته للمقدسات الاسلامية ، وتحريض بعض الزمر الانفصالية، واثارة النعرات الطائفية والقومية والدينية، والعمل على نشر الرذيلة والفساد والانحطاط عبر محاربة القيم الدينية والاخلاقية للشعب الايراني وخاصة لدى فئة الشباب، كان العميل روح الله زم، الذي كان يتستر خلف مسؤوليته كـ"صحفي" على موقع "امد نيوز" على تطبيق التلغرام، والذي حوله الى منبر لنشر الاخبار الملفقة والمفبركة والتحريض على الجمهورية الاسلامية في ايران.

المدعو زم كان قد هرب بعد احداث الشغب التي شهدتها ايران عام 2009 بعد الانتخابات الرئاسية، وتم تلقفه من قبل المخابرات الفرنسية، التي وفرت له الحماية غير المسبوقة، حيث كان يتجول في فرنسا تحت حراسة مشددة ، اذ ترافقه عادة عدة سيارات مظللة ودراجات نارية للشرطة الفرنسية، بعد ان قام بتاسيس موقع "امد نيوز" بدعم وتمويل سعودي اماراتي.

رغم كل اجراءات الحماية وقع العميل السعودي"الاسرائيلي" الغربي في قبضة رجال استخبارات حرس الثورة الاسلامية، في 14تشرين الثاني / اكتوبر، ومنذ ذلك الوقت المخابرات الغربية و"الاسرائيلية" والسعودية تعيش حالة الصدمة، بعد وقوع هذا الصيد الثمين بيد العدالة الايرانية.

وسائل الاعلام الغربية و"الاسرائيلية" حاولت الا تقف طويلا امام الانتصار الذي حققته الاستخبارات التابعة لحرس الثورة الاسلامية، لانه سيكشف ضعف اجهزة استخبارات بلدانها ، كما سيكشف حجم تورطها في احداث الشغب وما تشهده ايران بين وقت واخر ، الا ان السعودية، وفي حاجة في نفس يعقوب، مازالت تغطي على الخبر وبشكل ملفت عبر قنواتها التلفزيونية ووسائل اعلامها وخاصة قناتي "العربية" و"الحدث".

لا يحتاج المرء لذكاء خارق ليعرف ما هو سبب اصرار السعودية على تناول خبر اعتقال العميل زم ، والتي تصر السعودية على اطلاق صفة "صحفي" عليه، فصحيح ان السعودية فقدت احد عملائها ، الا انها تحاول ان توحي للراي العام السعودي وكذلك العالمي انها ، اي السعودية، ليست الوحيدة التي تطارد الصحفيين ، كما كان مطاردتها للصحفي جمال خاشقجي، ، فهذه هي ايران تفعل نفس الشيء.

المعروف عن الاعلام السعودي، وكما يبدو من خلال اداء قناتي "العربية" و"الحدث" ، ان هذا الاعلام لا يرى ابعد من كروش مسؤوليه، فهؤلاء المسؤولون من المؤكد انهم ليسوا اذكي ممن ارسلهم ابن سلمان للتخاص من خاشقجي، عندما قتلوه تلك القتلة الشنيعة في قنصلية السعودية في اسطنبول، وإلا هناك العديد من الصحفيين الايرانيين ممن ينتقدون ايران في اوروبا وامريكا، دون ان تتعرض لهم ايران، بل ان هناك صحفيين موجودين داخل ايران ينتقدون الحكومة وبحرية كاملة دون ان يتعرض لهم احد، وهذه الحقيقة ثابتة وليست ادعاء ، ويكفي نظرة سريعة الى عناوين الصحف الايرانية وهي على اكشاش الصحف لتقف على هذه الحقيقة، وان المدعو زم لم يكن "صحفيا" كما تحاول "العربية" و"الحدث" الايحاء بذلك، فهذا العميل والمرتزق تسبب بازهاق ارواح بريئة، وانه وقع في قبضة العدالة الايرانية ولا عزاء للسعودية، التي مزقت جسد صحفي بالمنشار واذابت اجزاء من جسده في ماء النار واجزاء اخرها اذابته في الافران، بينما خاشقجي ليس لم يكن معارضا فحسب ، بل كان يرفض اطلاق صفة معارض على نفسه ، فانه كان من ابناء النظام السعودي ومن رجالاته ، وكان يفتخر حتى اللحظة الاخيرة بانه يدافع عن السعودية والاسرة السعودية الحاكمة.