صدر حديثا كتاب جديد، للأمير السعودي المعارض "خالد بن فرحان آل سعود"، تحت عنوان "مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي.. (السعودية حقائق وخفايا)"، يتنبأ فيه بسقوط الدولة السعودية.
ويتناول الكتاب، حسب مؤلفه، حقائق وأسرار "لا يعملها الكثير من شعوب العالم عن النظام الحاكم في السعودية".
وقال الأمير في شرح كتابه إنه "يتضمن مجموعة من المعطيات المتمثلة في عدد كبير من الحقائق والخفايا التي لا تتنبأ فقط، بل تجزم من خلال التحليل الدقيق، بسقوط المملكة العربية السعودية في عهد الملك الحالي سلمان وولده المدلل محمد".
ووصف الأمير المنشق عن الأسرة الحاكمة "آل سعود"، النظام الحاكم في الكتاب بأنه "نظام ملكي مطلق بوليسي ديكتاتوري مستبد".
وعن سبب تسمية الكتاب بهذا الاسم، قال: "صفة الصمت، هو اسم متعارف عليه عامة عن السعودية، وله بعدان داخلي يمثل صمت الحكومة السعودية، وعدم إفصاحها عن أبسط المسائل والأمور التي تخص الدولة والمواطنين".
وأضاف: "البعد الخارجي وهو صمت القوى العالمية الكبرى، خاصة الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية، عن ممارسات الحكومة السعودية غير الإنسانية وغير القانونية، سواء على الصعيد الداخلي والخارجي؛ نظرا لحجم المصالح التي تربطها معهم".
وتابع الأمير "خالد" إن تسمية "الاستعباد" جاءت "لأن القوي الفاعلة في العائلة الحاكمة السعودية تنظر إلى مواطنيها بنظرة دونية، فيها انحطاط كبير لقدره، ولذلك تعاملهم كالعبيد".
وزاد: "تعتقد الأسرة الحاكمة أن الدولة أرث وراثي مستحق لهم، من قبل الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة لأبنائه".
ويتنبأ الأمير "خالد"، في كتابه، بحتمية سقوط الدولة السعودية، على يد ملكها الحالي "سلمان" وولي عهده "محمد بن سلمان"، من خلال تحليله لمعطيات الواقع الحالي، وأسلوب إدارة الدولة.
وقال الأمير السعودي المعارض، إن "مشاكل السعودية المرتبطة بالفساد السياسي والمالي باتت عميقة لا يمكن علاجها إلا من خلال تغيير جوهري شامل".
وأوضح أنه "لا يمكن تحقيق أي تغيير إلا بوسيلة من وسائل الضغط، سواء السياسي أو الإعلامي أو الشعبي، ولا ينبغي التعويل في التغيير إلا من خلال الجهد الحقيقي الداخلي الشعبي".
واعتبر الأمير "خالد"، أن "الواقع المؤسف المرير الذي تمر به اليوم المملكة والعالم العربي والإسلامي يدعو إلى التأمل في أسباب هذا الهبوط الكبير الذي نحن بصدده الآن، وما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل القريب".
وتحدث الكتاب عن إفراط النظام السعودي المالي في ظل دعواته للتقشف، وقال كاتبه: "رأى الجميع مؤخراً اختفاء وسرقة تريليون ريال من الميزانية السعودية بدون رقيب ولا حسيب، وشراء بن سلمان يختاً ولوحة للمسيح وقصراً بفرنسا تقدر بمليار دولار، في الوقت نفسه الذي يعلن فيه عن حالة التقشف وفرض ضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية وغلاء أسعار البترول بصورة استفزازية".
وعن القضاء السعودي، قال الأمير السعودي: "أكدت أن السياسة الداخلية قائمة على قمع وإرهاب أي نوع من أنواع المعارضة المشروعة السلمية، واستخدام القضاء الشرعي المزعوم لتبرير هذا القمع، وتكررت في الآونة الأخيرة كثرة الأحكام بالسجن أو القتل ظلماً لمن يترفع عن التطبيل، وبالتأكيد لمن ينتقد سياسة الدولة أو أي شخصية رسمية خاصة داخل العائلة الحاكمة وكأنهم أنبياء لهم قداسة تحول دون انتقادهم".
والشهر الماضي، أعلن الأمير السعودي، إنشاء حركة سياسية سعودية معارضة تسعى إلى تحويل نظام الحكم في السعودية إلى الملكية الدستورية.
وتستهدف الحركة إقامة ملكية دستورية، واجراء انتخابات لتعيين رئيس وزراء وحكومة؛ من أجل محاربة ما أسماها بانتهاكات حقوق الإنسان المزمنة، وانعدام العدالة في البلاد.
وتعهد الأمير "خالد"، بحماية المعارضين الفارين من المملكة، لاسيما بعد تصاعد القمع بعد حادثة اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، العام الماضي.
يذكر ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان قد اكد خلال مقابلة قبل ايام ان النظام في السعودية أصبح كهلاً وكبيراً مشيرا الى ان هذا النظام قد يكون في مراحله الأخيرة لأسباب طبيعية وهي الظلم خلال مئة عام، ونهب أموال الشعب خلال مئة عام، والفساد المستشري في هذا النظام وفي هذه الدولة، وقمع الحريات وأسباب كثيرة أخرى من قبيل استئثار العائلة المسماة بالعائلة المالكة أو الحاكم.
ولفت الى ان الذي عجل وسيُعجل في نهاية هذا النظام الأسود في الحقيقة هو أداء المسؤولين الحاليين والفعليين، ويختلف عن أداء المسؤولين السابقين من حيث الشكل وطريقة العمل. مثلاً ذهاب محمد بن سلمان إلى إعلان الحرب على اليمن وما تفعله السعودية في اليمن من مجازر مهولة ومن عدوان كبير، هذا الأمر سيترك آثاراً على مستقبل النظام السعودي. السنن الإلهية والسنن التاريخية وطبيعة الأمور تقول إن هؤلاء لا يمكن أن يستمروا طويلاً.
واضاف السيد نصرالله في هذا الشأن: لأول مرة نحن نسمع طنين شعار الموت لآل سعود في أكثر من بلد عربي. لأول مرة نسمع قوى سياسية وشعبية وحكومات تأخذ موقف معلن من آل سعود بسبب جرائمهم وتدخلاتهم في العالم العربي. البحرين، واليمن، والعراق، وأفغانستان، وباكستان والآن في ليبيا هناك حرب في مدينة طرابلس، أحد الفريقين في الحد الأدنى يقول إن السعودية والإمارات تتآمران لتدمير طرابلس وتدمير ليبيا.
ويعتبر المراقبون والمعارضة السعودية أن سقوط النظام السعودي بات وشيكا، دون مبالغة بسبب التمادي السعودي في عدوانها وعجز بن سلمان في حسم المواجهة لصالحه في اليمن وانكشاف عمالته، يتجرأ على المقدسات وعلى الدين يسجن العلماء والمصلحين ويعتدي على النساء الناشطات وينتهك حرمات المسلمين.. طبيعي أن يكون ردة الفعل هو العنف، ومن يظن غير ذلك فهو واهم ويعيش في وحي الخيال.