بعد الإعلان عن الانتصارات الكبيرة التي حققتها حركة أنصارالله اليمنية يوم السبت في عمليات "نصر من الله" وبثها لمشاهد مصورة من هذا الإنجاز الميداني المهيب، مازالت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية تلتزم سياسة الصمت المطبق تجاه ذلك.
- الوثائق المصورة التي تم بثها لهروب جنود ومرتزقة السعودية واستسلامهم وتسليمهم الأرض إلى القوات اليمنية، فضلاً عن إثباتها لحجم الانتصار اليمني الكبير، فهي أثبتت للرأي العام العالمي الهيئة الحقيقية للسعودية والإمارات كونهما نموراً ورقية باتت في قبضة المقاتلين اليمنيين، والذين لا يملكون سوى الأسلحة الخفيفة. ومما تدل عليه هذه المشاهد الوثائقية هو أن ننتظر من الآن فصاعداً ازدياد صرخات الاستنجاد والاستسلام والمهادنة لمرتزقة السعودية والإمارات أمام القوات اليمنية، كما قد نشهد ازدياد ضغوط داعميهم الغربيين على اليمن أكثر من ذي قبل، من أجل أرغامه لقبول السلام.
- إخفاق القوات السعودية والإماراتية أمام القوات اليمنية المشتركة يكشف كذلك عن السر الكامن خلف إصرار السعودية لتوريط أميركا مع إيران في المنطقة، أي يكشف عن سبب حنق بن سلمان حين يتوعد ساخطاً عن جر الحرب إلى داخل الحدود الإيرانية، أو يكشف عن الاستراتيجية الإماراتية المتحفضة أكثر من الساسة السعوديين.
- مع انتشار هذه الفيديوهات لعمليات "نصر من الله" اتضح للرأي العام العالمي وكذلك السعودي والإماراتي أن التطورات الأخيرة وخاصة استهداف أرامكو وكما قيل مراراً هي ليست إلا من صنع يد المقاتلين اليمنيين. فقبل هذا كان يصعب على بن سلمان الإذعان أو القبول رسمياً بهزيمته أمام اليمنيين، وأن توقف منشآته النفطية ليس إلا إنجازاً حققه ثلة مقاتلون وبأسلحة تقليدية غيرمتطورة، لكنه الآن بات مرغماً للقبول بهذه الحقيقة، كما ليس من المستبعد أن يقدم - وكما أذعن بمسؤولية قتل خاشقجي – أمام الكاميرات وفي القريب العاجل على قبول الإخفاقات والهزائم المتتالية التي يتكبدها في اليمن.
- الانتصارات التي حققها اليمنيون خلال الأسابيع الأخيرة والتي تم الكشف عنها إعلامياً يوم أمس، تلفت الانتباه إلى عدة أمور.. أولاً: التفوق الأمني والاستخباراتي وكذلك الإعلامي لأنصار الله أمام العدو، ثانياً: أن أنصارالله استغلت الجانب الإعلامي لاستهداف أرامكو حسن استغلال حيث عمدت بعد ذلك على الإعلان عن عمليات "نصر من الله". في الحقيقة جاء إجراء أنصارالله الإعلامي الفطن بشكل حيث لم تتأثر أصداء عملية استهداف أرامكو بأصداء العمليات الأخيرة.
- ربما يكون التحدي الأكبر للقوات اليمنية المقاتلة بعد هذا الإنجاز الميداني الكبير، هو إشباع بطون هؤلاء الـ2000 أسير الذين وقعوا في قبضتهم.. وتكمن أهمية هذه المهزلة التاريخية في أنه وخلال حروب الإرادات إن الانتصار إنما هو رهين في الإرادات الصلبة وليس رهين التكنولوجيا والأسلحة المتطورة.