هل ظهر خاشقجي آخر أم الهدف التغطية على فضيحة نجران؟

الأحد 29 سبتمبر 2019 - 12:35 بتوقيت غرينتش
هل ظهر خاشقجي آخر أم الهدف التغطية على فضيحة نجران؟

السعودية_الكوثر:

أثار خبر مقتل حارس الملك سلمان ضجة واسعة على مواقع التواصل. فبينما حاولت الجهات الرسمية الإيحاء بأن مقتل اللواء عبدالعزيز الفغم كان حادثا شخصيا، شكك مغردون بالرواية ورأوا بأن القضية ربما تكون تصفية جسدية تحت أمر ولي العهد أو تغطية على عملية قتل وأسر عدد كبير من الجنود السعوديين بمحور نجران.

كشفت السعودية اليوم الاحد، عن مقتل اللواء "عبد العزيز الفغم"، الحارس الشخصي للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وكان اللواء الفغم حارسا شخصيا للملك السابق عبد الله بن عبد العزيز، وبعد وفاته أصبح حارسا شخصيا للملك سلمان بن عبد العزيز.

وفي البداية، تجنبت كبرى الصحف السعودية الحديث عن سبب وفاة الفغم، واكتفت بذكر مناقبه والمناصب التي شغلها، قبل أن يصدر في وقت لاحق من صباح اليوم بيان رسمي من شرطة منطقة مكة عن تفاصيل ما جرى.

الرواية السعودية الرسمية

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن المتحدث الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة قوله إن اللواء عبد العزيز الفغم قتل بعد إطلاق النار عليه من صديقه، مشيرا إلى إصابة خمسة من رجال الأمن.

وذكر المتحدث الإعلامي أنه "في مساء يوم السبت الموافق 29 / 1 / 1441هـ وعندما كان اللواء بالحرس الملكي/عبدالعزيز بن بداح الفغم، في زيارة لصديقه تركي بن عبد العزيز السبتي، بمنزله بحي الشاطئ بمحافظة جدة، دخل عليهما صديق لهما يدعى/ممدوح بن مشعل آل علي، وأثناء الحديث تطور النقاش بين اللواء (عبد العزيز الفغم) و(ممدوح آل علي) فخرج الأخير من المنزل، وعاد وبحوزته سلاح ناري وأطلق النار على اللواء/عبدالعزيز الفغم، ما أدى إلى إصابته واثنين من الموجودين في المنزل، هما شقيق صاحب المنزل، وأحد العاملين من الجنسية الفلبينية".

وتابع: "عند مباشرة الجهات الأمنية للموقع الذي تحصن بداخله الجاني، بادرها بإطلاق النار رافضاً الاستسلام، الأمر الذي اقتضى التعامل معه بما يحيد خطره".

وأشار إلى أن ما جرى أسفر عن "مقتل الجاني على يد قوات الأمن، ومقتل اللواء/عبدالعزيز الفغم بعد نقله للمستشفى جراء اصابته من رصاص الجاني، وإصابة تركي بن عبد العزيز السبتي سعودي الجنسية، وجيفري دالفينو ساربوز ينغ فلبيني الجنسية الموجودين بالمنزل، كما أصيب خمسة من رجال الأمن بسبب طلق النار العشوائي من قبل الجاني، وقد جرى نقل جميع المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم وحالتهم مطمئنة"، لافتا إلى أن "الجهات المختصة تواصل تحقيقاتها في هذه القضية".

وفي وقت سابق، تحدث أحد أبناء عائلة الفغم عن تفاصيل الوفاة، حيث أشار نايف الفغم إلى أن "عمه قتل عن طريق صديق سابق له، حيث كان موجودا في منزل صديقه فيصل السبتي"، قبل أن يأتي مطلق النار ويرديه قتيلا.

وأضاف أنه "تم إطلاق النار عليه من صديق آخر سابق له بعد اقتحام المنزل؛ بسبب خلاف بينهما".

مواقع التواصل

وبعد الاعلان عن مقتل المفعم، نعى السعوديون، اللواء المقتول الحارس الشخصي للملك سلمان، حيث تصدر وسم "عبدالعزيز الفغم"، مواقع التواصل الاجتماعي، ليحتل المرتبة الأولى في السعودية وعدد من الدول العربية، فضلا عن مرتبة متقدمة بين الوسوم الأكثر تداولا في العالم.

وحصد الوسم أكثر من مليون تغريدة، في أقل من 10 ساعات، تنوعت بين نعيه والحديث عن مناقبه، وأخرى تتخوف من إمكانية اغتياله بخطة مسبقة.

تغريدات وشكوك

وشكك مغردون في رواية وفاة الفغم، وتساءل بعضهم عن سبب وجود قوات الأمن خارج المنزل وقت الحادثة، وعن قتل الجاني مباشرة لإغلاق الملف.

وربط بعض الناشطين، منهم المغرد الشهير مجتهد، ربط مقتله بمشاكل مع القيادة السعودية، على رأسها محمد بن سلمان، وأشار البعض إلى أن حادثة القتل قد تكون تصفية من ولي العهد السعودي.

وتحدث آخرون أن الفغم كان من الحرس القديم غير الموالي لولي العهد محمد بن سلمان، ملمحين إلى إمكانية اغتياله.

حيث قال حساب "مجتهد"، الذي دأب على نشر تسريبات من داخل أروقة النظام السعودي، على حسابه بموقع "تويتر": إن "الفغم كان في القصر وقت الحادث وليس مع صديق"، كما تحدثت حسابات غير رسمية.

وأوضح مجتهد أن محمد بن سلمان يعتبر "الفغم من الحرس القديم الموالي لآل سعود عموماً"، مؤكداً أن الأخير "لا يثق بإخلاصه له شخصياً".

وكشف أن بن سلمان "ردد أكثر من مرةٍ رغبته في إبعاده عن موقعه الحالي"، في رواية تتفق مع ما ذكره المعارض السعودي محمد المسعري، عندما وجَّه تحذيراً إلى حارس الملك من نية ولي العهد تصفيته جسدياً.

واستهجن مجتهد ما ذكره حساب "بن عويد" (غير رسمي) على "تويتر"، متسائلاً: "من أعطاه حق نشر هذه المعلومة سواء كانت صحيحة أو كاذبة؟"، ثم أكد أنَّ نشر هذه المعلومات على هذا الحساب يُعد "جزءاً من ترتيب قتل الفغم".

وغرد آخرون:

وأعاد الناشطون، نشر تغريدة المعارض السعودي المقيم بلندن محمد المسعري، الذي كان قد حذر فيها "الفغم"، قبل 5 أشهر من إمكانية تصفيته على يد بن سلمان.

وقال المسعري في تغريدة نشرها على حسابه بـ"تويتر"، في مايو/أيار الماضي: "يا عبدالعزيز الفغم.. بكرة (غدا) محمد بن سلمان يعس على راسك ومجموعتك، ويستبدلكم بمجموعة من بلاك ووتر الكولومبيين".

الشيخة مريم آل الثاني، كان لها أيضا رأي يرجح نظرية الإغتيال، حيث قالت ما نصه: "خاشقجي قتل بلا ذنب وبدم بارد وإلى الآن لم يتم الاقتصاص من القتلة.. والآن جاء الدور على الفغم.. والله أعلم! إنها مملكة المناشير.. حسبنا الله ونعم الوكيل! الله ارحم عبدك عبدالعزيز الفغم واجبر كسر أهله على فراقه، وانتقم من كل ظالم متجبر".

وتساءل ناشط آخر قائلا: "ثلاثة أسئلة تجعل الرواية (الشبه رسمية) في #مقتل_عبدالعزيز_الفغم غير مقنعة: كيف عرف القاتل موقع المجني عليه؟! اذا كان القاتل ينوي القتل فمن الأفضل أن ينتظره خارج المنزل واذا لم يكن ينوي القتل لماذا كان مسلحا؟! كيف تواجدت الجهات الأمنية خارج المنزل بهذه السرعة؟!"

وقال الناشط يحيى عسير مستغربا نشر الذباب لقصة مقتله قبل إنتهاء التحقيقات، وقصة لا تقنع أي شخص، حيث قال في تغريدته ما نصه: “"قصة الذباب عن مقتل الحارس الشخصي للملك #عبدالعزيز_الفغم غير منطقية، وقتل “الجاني” مباشرة لاغلاق الملف، يزيد الشكوك! كيف كانت قوات الأمن حاضرة مباشرة في نفس الموقع؟! وكيف عرف ونشر ذباب تويتر التفاصيل قبل السلطات؟!"

وعلق ناشط آخر بأن القضية قد تكون للتغطية على عملية قتل وأسر كمية كبيرة من الجنود في اليمن في أكبر ضربة للسعودية، حيث قال حسب رأيه: "بص العصفورة…الحوثي اسر وقتل نصف الجيش السعودي في عملية واحده اسهل من طلب نص كبسه. المخابرات السعوديه اي عمليه قتل تشغل الناس عن عمليات الحوثي .وكمان تغطي على ذكرى مقتل خاشقجى. والله اعلى واعلم".

ختاما، يقول محللون إنه بناء على التسريبات التي نشرها معارض سعودي قبل فترة فيما يخص بأن ولي العهد محمد بن سلمان كان يتربص اللواء الفغم وأنه قد يدبر له مكيدة ويقضي عليه نظرا لأنه من الحرس القديم الأوفياء لوالده، فإن هؤلاء المحللين يرون أن كفة الميزان تميل الى الذين يشككون في الرواية الحكومية الهادفة الى التقليل من أهمية هذه الجريمة الى مسألة خلافات شخصية.

هذا فيما يرى آخرون وهو قد يكون رأيا سديدا، أن هذه الجريمة تمت للتعتيم على الهزيمة النكراء التي تلقتها القوات السعودية على يد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنيین في محور نجران جنوب السعودية، وإلهاء الداخل السعودي بهذه القضية لفترة من الزمن.