لا تبدي دمشق اكتراثا للترحيب الأميركي بالإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية، لكنها أي دمشق مرتاحة لما آلت إليه حال تلك اللجنة ومرتاحة أيضا لهذا الترحيب الأميركي لأنه يخفي تحته اعترافا من البيت الأبيض بما ستفضي له مخرجات هذه اللجنة وهو يعني تاليا أن واشنطن ستعترف بأن "النظام السوري" قد قام بخطوة سياسية تحسب له رغم تقدمه الميداني والعسكري غير المحدود، وتاليا أيضا ستعترف واشنطن بأن بقاء منطقة شرقي الفرات خارج سلطة الدولة الشرعية هو خرق للدستور الأصلي إن بقي على حاله أو حتى المعدل ان جرى تعديله. وهل ثمة شيء أفضل للسلطة السورية من ذلك؟.
وهكذا، وبعد أن اطمأنت دمشق إلى أن مفاجأة سيئة لم يعد ممكنا أن تحصل، صارت تتعامل مع ملف اللجنة الدستورية بأريحية أكثر وتتحدث عنها كقضية محببة بعد أن كانت عرضة للألغام والمتفجرات السياسية. فتكشف صحيفة الوطن السورية بشكل شبه رسمي عن أسماء أعضاء فريق الحكومة في اللجنة الدستورية ويتناقل السوريون تلك الأسماء على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ويتحدثون عن الاحتمالات والمالات.
يتقدم ملف اللجنة الدستورية في أولويات السوريين على اعتبارها مفتاحا من مفاتيح انتهاء المخاض السوري الدامي المستمر منذ تسع سنوات، يهتم السوريون بمرحلة ما بعد الانتهاء من أعمال اللجنة الدستورية أكثر بكثير من اهتمامهم بما سيخرج عن تلك اللجنة، لأن معظمهم يبدي كفاية للدستور الحالي فالأهم بالنسبة لهم أن يقول الجميع على هذا الكوكب أنه ان أون نهاية الحرب وأن السوريون اتفقوا في هذه اللجنة على مرحلة جديدة يكون فيها الدستور هو الحكم.
بقلم:كامل صقر
المصدر: اوقات الشام