اذا ما تجاوزنا الاسباب التي دعت هذه الادارة للانسحاب من الاتفاق النووي بين ايران والقوى الست الكبرى ومن بينها اميركا، دون ادنى مبرر منطقي، وفرض اميركا رغم الرفض الدولي حظرا احادي الجانب على الشعب الايراني ، واذا ما تجاوزنا مواقف اميركا المتناقضة من الاتفاق، فهي من جانب انسحبت منه وتعتبره الاسوء على الاطلاق ، بينما مازالت تطالب ايران بتنفيذه وعدم الخروج منه!، الا اننا سنكون مضطرين للتوقف امام موقف اعضاء هذه الادارة من حقيقة التفاوض مع ايران، من اجل ان نبين من خلال هذه المواقف ، مدى صوابية الموقف الايراني الرافض لاجراء اي مفاوضات مع ادارة ترامب.
من اكبر اعضاء هذه الادارة هما الرئيس الاميركي ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، والذان من المفترض ان يكونا على تنسيق كامل فيما بينهما ازاء القضايا الدولية المهمة مثل الاتفاق النووي وقضية المفاوضات مع ايران، ويكفي القاء نظرة سريعة الى مواقف الرجلين من ايران ، حتى يتبين وبشكل صارخ كذب وعدم جدية هذه الادارة فيما تقوله.
كلنا يتذكر الشروط ال12 التي اعلنها بومبيو ، والتي يجب ان تنفذها ايران قبل اي مفاوضات مع اميركا، وهي شروط تعني عمليا استسلام ايران بشكل كامل لاميركا، هذه الشروط كررها بومبيو في 29 مايو / ايار2019 ،داعيا ايران الى تطبيقها، قبل اي مفاوضات.
الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وبعد ايام من تصريحات وزير خارجيته ، وبالتحديد يوم الجمعة 10، قال إنه على استعداد لإجراء محادثات مع قائد الثورة الاسلامية في ايران الامام علي الخامنئي أو الرئيس الايراني حسن روحاني، دون أي شروط مسبقة.
في يوم الثلاثاء المصادف 10 ايلول / سبتمبر ، اعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، كما نقلت عنه وكالة رويترز، إن الرئيس دونالد ترامب قد يلتقي بالرئيس الإيراني حسن روحاني، في اجتماع الأمم المتحدة المقبل، دون شروط مسبقة.
هذه المرة كذب ترامب وزير خارجيته ، حيث اعلن بعد ستة ايام ، اي في 16 من نفس الشهر، في تغريدة على موقع "تويتر"، :"وسائل الإعلام الزائفة تقول إنني أرغب بلقاء بإيران دون شروط، وذلك تصريح غير صحيح كالعادة".
بامكاننا ان نسرد العشرات من الامثلة عن المواقف المتناقضة للرجلين ازاء قضية مهمة مثل قضية الاتفاق النووي، وهو ما يؤكد مدى تخبط هذه الادارة ، وعدم جديتها، فالادارة التي لا تستقر على موقف سياسي ثابت ازاء قضية دولية باهمية الاتفاق النووي ، كيف يمكن الاطمئنان لها وعقد الاتفاقيات معها؟!.
هناك اسباب كثيرة يمكن الاشارة اليها، تجعل من الصعب على ايران ان تثق بالادارة الاميركية الحالية، وقدرة هذه الادارة على الوفاء بالتزاماتها، منها شخصية ترامب النزقة والمتقلبة وكذلك شخصيات المحيطين به ، وكذلك اللوبي الصهيوني الذي ينخر بالقرار الاميركي، والتاثير السلبي لخزائن السعودية والامارات المفتوحة على مصرعيها امام ترامب.