وظهر المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري بزي عسكري في مؤتمر صحفي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أكد خلاله أن الحل العسكري للنزاع في ليبيا هو الطريق الأمثل، ما يؤكد رفضهم لأي مبادرة حول تسوية سياسية مرتقبة للأزمة.
"غضب رسمي"
ولاقى هذا الظهور المفاجئ للمسماري في الإمارات ردود فعل رسمية غاضبة، حيث استنكرت حكومة الوفاق الليبية عقد المؤتمر هناك، واصفة أبوظبي بأنها أصبحت منصة إعلامية للمليشيات المعتدية على العاصمة.
واعتبر بيان للحكومة أن ظهور "أحد العناصر المليشياوية والرافض للدولة المدنية الديمقراطية بزيه العسكري في دولة أجنبية، يعبر عن تفريط جسيم بالسيادة الوطنية، متوعدا بتعريض القائم به للملاحقة القانونية" حسبما افاد موقع عربي 21.
"دعم الانقلاب"
في حين، استهجن المجلس الأعلى للدولة الليبي هذا التصرف من قبل الإمارات، معتبرا أن ذلك دليلا إضافيا على ضلوع الامارات في تأجيج الحرب في ليبيا، وشاهد آخر على سلوكها السياسي المشين الداعم للانقلاب على الشرعية، وفق بيان صدر عنه.
وطالب المجلس البعثة الأممية ومجلس الأمن بتوثيق هذه الخروقات وإدانتها بشكل قوي، "واستنكار هذا الاصطفاف الواضح إلى جانب الجهات المعتدية والخارجة عن الشرعية"، داعيا حكومة الوفاق "لاتخاذ ما يلزم من إجراءات دبلوماسية للرد على هذا الخرق السافر ووضع حد له"، وفق البيان.
ولكن، ما الدلالة والرسالة من ظهور المسماري في الإمارات في هذا التوقيت؟ ولماذا هاجم دولا بعينها وأطلق مجموعة من "الأكاذيب" بحسب مناوئيه؟
"استمرار تورط الإمارات"
من جهته، اعتبر الصحفي المقرب من حكومة الوفاق الليبية محمد الشامي أن "ظهور ناطق عسكري بزي إماراتي من داخل العاصمة أبوظبي، هو أكبر دليل على استمرار تورط دولة الإمارات في العدوان على طرابلس، وأنها هي من تقود حفتر في هذه الحرب، وما هو إلا أداة في أيديهم".
وبخصوص رد فعل الحكومة على هذه الخطوة، قال لـ"عربي21": "رغم ظهور بيان، إلا أنه للأسف رد باهت، وكان عليها سحب السفير الليبي من هناك وإرسال رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة كإثبات حالة على تورط الإمارات في الحرب على العاصمة وعلى الحكومة".
"على المكشوف"
ورأى الناشط السياسي الليبي، محمد خليل أنه "بعد الهزائم المتتتالية لحفتر في عدوانه الأخير على طرابلس، تريد حليفته "الإمارات" إرسال رسالة مفادها أنها لن تتخلى عن خيار الحرب، وأن اللعب الآن أصبح على المكشوف".
وأضاف لـ"عربي21": "كما يؤكد ظهور متحدث باسم حفتر هناك أن هذه الدولة "الإمارات" دخلت كطرف رسمي في الحرب، أما تعمّد الهجوم على تركيا من هناك، فهو محاولة إماراتية لتبرير عدوانهم على ليبيا بصراعهم الإقليمي الموهوم"، وفق تعبيره.
"رسالة لغسان سلامة"
لكن الناشطة من الشرق الليبي، هدى الكوافي أشارت إلى أن "هذا الظهور يريد إيصال رسالة للمبعوث الأممي غلى ليبيا، غسان سلامة الذي تحدث عن مفاوضات وتسوية سياسية قريبا، أن القوة والحرب هي خيارهم للوصول إلى حكم ليبيا".
وأوضحت لـ"عربي21" أن "ظهور المسماري في أبو ظبي، يؤكد استمرار الإمارات في سيناريو تدمير ليبيا وخلق نظام يشبه نظامها في الحكم".
"مشروع العسكرة"
لكن الباحث السوداني المهتم بالملف الليبي، عباس صالح، أوضح أن "هذه الخطوة تنطوي على تغير ما في مواقف أبوظبي تجاه مستقبل الأوضاع في ليبيا، وأن ظهور المسماري مرتديا البزة العسكرية يشكل إضعافا كبيرا لمواقف تياره سياسيا وعسكريا".
وتابع: "كما أن هذا الظهور السافر، يؤكد أن الإمارات ماضية في دعم مشروع العسكرة من خلال تدخلها في الشأن الليبي، وأنها غير مهتمة بالانتقادات الموجهة لها سواء محليا أو دوليا"، وفق تصريحه لـ"عربي21".