والتأويل - كما هو معروف - إرجاع الكلام وصرفه عن معناه الظاهري الى معنى اخفى منه؛ مأخوذ من آلَ يؤول: إذا رجع وصار اليه.
فاﻵيات التي فيها الفاظ وتعابير؛ أمثال: وجه الله، يد الله، عين الله، سمع الله، بصر الله، كلام الله، كلمة الله، نظر الله، النظر الى الله، كتابة الله، اخذ الله، كرسي الله، عرش الله، لقاء الله، الهجرة الى الله، الرفع الى الله، الرجوع الى الله، قرب الله وعند الله، وشهادة الله، وروح الله، ونحوها من الألفاظ والتعابير كلها مؤولة ومحمولة على غير ظاهرها، او فيها إضمار.
وإليكم تأويل بعض هذه اﻵيات:
فقوله: (وجه الله) أي: ذاته المقدسة. و(يد الله) أي: قدرته. و(عين الله) أي: رعايته. (سمع الله) أي: سمع علم ودراية. و(ﻻ يكلمهم الله) أي: يغضب عليهم. و(ﻻ ينظر اليهم) أي: نظر رحمة. و(سنكتب) أي: سنأمر الملائكة الكتبة أن يكتبوا. و(اخذ الله) أي: أخذ بواسطة أنبيائه. و(كرسيه) أي: علمه. و(عرش ربك) أي: المحل الذي خلقه الله لنفسه تشريفا، او علمه.
و(ملاقو ربهم) أي: ملاقو جزاء ربهم. و(فاني قريب) أي: قرب الاطلاع والعلم والدراية. و(مهاجرا الى الله) أي: قاصدا إقامة حكم الله. و(رافعك إلي) أي: رافعك إلى محل كرامتي في السماء. و(اليه راجعون) أي: الى ثواب الله وعقابه. و(تجدوه عند الله) أي: في دار ثواب الله. و(شهد الله) أي: شهد خلق الله. و(بكلمة منه) أي: بخلق منه. و(روح منه) أي: روح مخلوق منه. و(الى ربها ناظرة) أي: الى رحمة ربها؛ والله العالم.
إن الله ليس بجسم؛ تعالى عن صفات خلقه علوا كبيرا.
المصدر: مجلة الهدى الثقافية