وبدأت أعمال البناء في ورش أول نصب تذكاري للمحرقة في شمال إفريقيا في 17 يوليوز الماضي، في مكان يقع على بعد 26 كيلومترا من مراكش، في اتجاه مدينة ورززات.
وأكّد أوليفي بينكوفسكي، مؤسّس ورئيس المنظمة الألمانية، لصحيفة جيروزاليم بوست، أنّ "النصب التذكاري الآخر الوحيد للهولوكوست في القارة الإفريقية موجود في جنوب إفريقيا".
ويصفُ خالد السفياني، رئيس مجموعة العمل من أجل فلسطين، ورش بناء النّصب التذكاري بـ"الفضيحة الكبرى" التي تخدش صورة المغرب. وقال: "يجب وقف بناء هذا النّصب المشؤوم، وعلى المسؤولين أن يقدّموا تفسيراً واضحاً ومستعجلاً لما يجري".
وأضاف السّفياني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "مؤسّس المنظمة الألمانية التي تقفُ وراء هذا النّصب التّذكاري لا ينفِي انتماءه إلى الماسونية العالميّة المعروفة باخْتراقاتها للمجتمعات".
وأشارَ رئيس مجموعة العمل من أجل فلسطين إلى أنّه "في وقت يتخلّص فيهِ العالم من الابتزاز الصّهيوني فيما يتعلّق بمحرقة الهولوكوست يأتي حديث عن بناء نصب لليهود في مراكش".
وأوضح النّاشط المغربي أنّه "في وقت يرتفع فيه مستوى الإجرام الصهيوني يأتي هذا النّصب التّذكاري الذي يرومُ تدريس موضوع الهولوكوست؛ لكنّهُ يسعى إلى أهداف خبيثة من بينها إعادة موضوع المحرقة إلى الواجهة بعدما أصبح يتهاوى على المستوى العالمي".
وشدّد السّفياني على أنّ "تشييد هذا النّصب يمثّل عملية اختراق خطيرة وغير مسبوقة، لأنّ المسألة لا تتوقف عند بناء نصب تذكاري؛ بل إن الأمر يتعلق باحتلال جزء من الأراضي المغربية لبناء ملحقة تابعة للكيان الصهيوني".
من جانبه، أورد النّاشط محمد النويني أنّ أكذوبة الإبادة الجماعية "الهولوكوست"، التي يدّعي اليهود بأنهم تعرضوا لها من قبل النّازيين الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، أُثبِت وبالأدلة القاطعة الاستحالة الهندسية لغرف الغاز التي زعموا أنهم أُحرقوا فيها".
وأشار النويني إلى أنّ "الحديث عن إقامة مجسّم للهولوكوست بنواحي مراكش يشكل من جهة مساهمة كاملة الأركان في جريمة الترويج لهذا التزوير السخيف للتاريخ ولأسطورة "الهولوكوست، ومن جهة أخرى يمثل شكلا تطبيعيا مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين وللمسجد الأقصى، والذي سفك دماء ألاف الأبرياء بدون موجب حق ولا قانون.
ويرى النويني أنّ الهدف من إشاعة هذه الكذبة هو خدمة مصالح الدول الاستعمارية، وخاصة بريطانيا التي كانت تقتضي الترويج لشائعات حول المجازر النازية بحق اليهود؛ لأسباب تتعلق بالرغبة في ترحيل اليهود إلى فلسطين لإقامة دولة لهم وكسب تعاطف العالم معهم.
ولفت النّاشط الانتباه إلى أن عدد ضحايا الحرب العالمية 59 مليون قتيل، لكنّه تم الترويج لمقتل 6 ملايين من اليهود فقط حسب زعمهم دونما الحديث عن باقي ضحايا الحرب والذي يقدر عددهم بـ 53 مليون قتيل.
المصدر: هسبريس