وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب روبرت فيركايك، بعنوان “الحاكم الحديدي لمنطقة ساري البريطانية”: إن “الناس كانت تظن أن هذا السياج نصب حماية للشيخ من عيون العامة في بريطانيا، ولكن يبدو أن هناك غرضاً آخر لهذا السياج؛ وهو منع زوجات الشيخ وبناته من الهرب”.
وقال الكاتب: إن “هروب الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين (شقيقة الملك عبد الله الثاني)، الزوجة السادسة والأصغر سناً بين زوجات حاكم دبي، أثار أسئلة خطيرة حول الحكم القمعي للشيخ محمد في دبي، وفي الوقت نفسه مصالحه التجارية واسعة النطاق في بريطانيا”.
كما دفع ناشطين ومنظمات حقوقية محلية ودولية إلى مطالبة الحكومة البريطانية بتجميد جميع أصول أملاك الشيخ في بريطانيا والضغط على الإمارات لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان.
ولفت الكاتب إلى أن الإمارات تنفق الكثير من الأموال لتحسين صورتها في الخارج وإبرازها كدولة متقدمة ومتطورة واجهتها الشيخ محمد.
كما نقل الكاتب عن هبة زيدان، من المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، قولها: إن “حكام دولة الإمارات حريصون على هذه الصورة لدولتهم أمام العالم كجزء من القوة الاستراتيجية الناعمة التي يحرصون عليها لجذب الاستثمارات الأجنبية لبلدهم”.
وأردفت هبة: إن “استثمارات الإمارات في بريطانيا ما هي إلا جزء من محاولتها ممارسة القوة الناعمة لإخفاء حقيقة نظامها بدلاً من تعديل وتغيير القوانين والسياسات التي تسمح وتشجع على التعسف”.
من جانبه قال توبي كادمان، المحامي الدولي لحقوق الإنسان: إنه “أمر مقلق للغاية أن يستمر حكام الإمارات بالاستثمار التجاري في بريطانيا، لكن ما يقلق أكثر هو أن تحافظ الأسرة المالكة البريطانية على علاقات حميمة مع نظام لا يعطي المرأة حقوقها، ويقضي على أي معارضة ويسحقها بشكل وحشي”.
ويرى الكاتب أن النمو المتسارع في دبي والعلاقات الودية مع الغرب لم تخلُ من الجدل؛ إذ على الرغم من أن جميع الدعايات السياحية لدبي تعد الزوار بعطلات وإجازات فاخرة خالية من أي منغصات، شهدت السنوات الماضية إساءة معاملة بريطانيين على يد رجال المخابرات والأمن العام التابع للشيخ محمد، فإذا كان هذا هو حال القوانين في التعامل مع الأجانب فإن الأمر سيكون أسوأ عند التعامل مع المقيمين والمواطنين.
وأشار الكاتب إلى أن جماعات حقوق الإنسان تقول إن أكثر من 250 ألف عامل أجنبي يعيشون في ظروف توصف بأنها “غير صالحة حتى لمن هم دون البشر”، كما أن من يعارض أو يتحدث ضد الشيخ محمد أو عائلته فإنه يتعرض للملاحقة الأمنية وقد يُخفى قسرياً أو يصادر جواز سفره.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: إن “ما قد يثير قلق حاكم دبي هو القضية التي رفعتها زوجته الأميرة هيا، والتي تهدد بكشف النقاب عن حياته الخاصة أمام الملأ”.