الصحافي المعروف ورئيس تحرير الموقع، ديفيد هيرست، قال إن التقرير السري الذي أعدته القيادة الإماراتية انتقد ردة فعل السعودية على الهجمات التي استهدفت ناقلات النفط في منطقة الخليج (الفارسي).
وجاء فيه إن الإعلام السعودي كان متسرعا في الإشارة بأصابع الاتهام لحركة انصار الله ، وهذا دليل على عدم “حرفية” هذا الإعلام، كما اتهمت الوثيقة وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، بأنه الذي قدم تفاصيل ووصفا للهجمات إلى الإعلام. وجاء في الوثيقة أن الرد متسرع، وشابه الذعر مقارنة مع الرد الإماراتي على الفجيرة في 12 أيار/مايو. وكشف التقرير أن وزير الخارجية الإماراتي لم يشر بأصابع الاتهام لأي طرف ولا إيران كمسؤولة عن الهجمات.
وجاء في الوثيقة: “كان الموقف الإماراتي هو التأكيد على أهمية الانتهاء من التحقيقات قبل اتخاذ القرار”.
ويقول هيرست إن هذا هو بروتوكول تتبناه الإمارات في أوقات “الهجمات الخطيرة”، الأمر الذي ظهر في نفي مسؤولين إمارتيين لوقوع هجوم يمني من انصار الله على مطار أبو ظبي في يوليو/تموز الماضي. وبحسب التقرير: “هذا هو البرتوكول الذي تتبعه الإمارات في وقت الهجمات الخطيرة مثل ضرب مطار أبو ظبي، الذي تحملت حركة انصار الله مسؤوليته. وترك هذا البروتوكول الباب مفتوحا أمام التحقيق قبل اتهام إيران ومن خلال الأدلة على هذه الهجمات”.
وبدلا من ذلك، يقول هيرست، قام التقرير بذكر ما قاله “خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي، الذي قدم وصفا تفصيليا لمنشآت الطاقة التي تم استهدافها والمهاجمين والسلاح المستخدم وآثار الهجوم على سوق الطاقة العالمي، وهي تفاصيل كان يمكن تأخيرها حتى يظهر تقرير لمجلس الأمن الدولي”.
“التقرير الشهري عن السعودية”
والتقرير الاستخباراتي هو واحد من تقارير يصدرها شهريا مركز السياسات الإماراتي، المقرب من الحكومة والاستخبارات الإماراتية.
يشير التقرير إلى 155 هجوما من اليمنيين بالطائرات المسيرة في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو على السعودية والخليج ( الفارسي) بشكل عام، وهو عدد أكبر مما كشف عنه في الماضي.
وجاء التقرير بعنوان “التقرير الشهري عن السعودية، رقم 24، أيار/مايو 2019″، وعادة ما يتم توزيع التقرير في حدود ضيقة ومخصص للمسؤولين الإماراتيين، ولم يظهر على منشورات المركز في موقعه على الإنترنت. وحصل موقع “ميدل إيست آي” على نسخة. واتصل موقع “ميدل إيست آي” بالمركز للحصول على تعليق من دون رد.
ويكشف التقرير عن الدفاعات السعودية الضعيفة أمام الطائرات المسيرة التي يطلقها اليمنيون على العمق السعودي. ويشير إلى 155 هجوما بالطائرات المسيرة في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو على السعودية والخليج الفارسي بشكل عام، وهو عدد أكبر مما كشف عنه في الماضي. وجاء فيه أن الهجوم على قاعدة لحج العسكرية يظهر ضعف الدفاعات الجوية السعودية وغياب القدرة لديها في مجال الحروب الإلكترونية، إن أخذنا بعين الاعتبار بساطة وبدائية هذه الطائرات المسيرة التي لم تطلق من مدرج.
وبحسب التقرير، فقد شنت السعودية هجوما على مغاور في الجبال اليمنية، حيث يتم الاحتفاظ بهذه الطائرات، ولكنها فشلت في تدميرها. ويضيف أن “الدفاعات الجوية مثل بطاريات باتريوت لم تكن قادرة على اعتراض الطائرات المسيرة لأن هذه الأنظمة مصممة لكي تعترض صواريخ سكود طويلة ومتوسطة المدى”.
وتم استهداف مطار نجران بطائرات اليمنيين رغم حمايته بنظام باتريوت. ويقول التقرير إن نجاح اليمنيين في استخدام الطائرات المسيرة لأغراض قتالية أثر في معنويات الجنود السعوديين على الحدود الجنوبية. وأظهر اليمنيون قدراتهم يوم السبت عندما استهدفوا حقلا نفطيا قرب الحدود.
ويكشف التقرير الإماراتي عن اعتماد السعودية على السياسة الأمريكية المتشوشة تجاه إيران. وكشف كيف تابعت الدوائر الإعلامية في الديوان الملكي “باهتمام شديد” التحليلات التي يكتبها الباحث في الشؤون الدولية، ستيفن وولت، المحاضر بجامعة هارفارد. ولاحظ وولت كيف تراوحت السياسة الأمريكية من التخلي عن حلفائها في المنطقة إلى محاولة تغيير النظام في إيران. وعلق التقرير أن “تحليل وولت يكشف عن التداعيات النابعة من اعتماد المملكة على السياسة الأمريكية المتشوشة تجاه إيران، من دون سياسة واضحة أو أهداف محددة أو وسائل تكشف عن الموقف الأمريكي”.