واعتبرت الصحيفة أن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من أبوظبي على مدينة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات هادي، يكشف عن خلافات عميقة داخل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في هذا البلد.
فرغم أن هذين البلدين الحليفين (السعودية ـ الإمارات) يقاتلان حركة انصار الله المتحالفة مع ايران التي تسيطرعلى العاصمة اليمنية صنعاء، إلا أن أهدافهما متباينة.
في المقابل تضيف ‘‘لوبينيون’’ يسعى الإماراتيون، من جانبهم، إلى توسيع نفوذهم الإقليمي منذ أحداث الربيع العربي، وذلك عبر مقاربة ذات اتجاهين تجمع بين التدخل العسكري من اليمن إلى ليبيا، ثم التوسع الاقتصادي، وخاصة عبر شركة موانئ دبي العالمية.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن أبوظبي، من خلال سماحها لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالسيطرة على مدينة عدن الساحلية، فإنها تسعى بذلك إلى فرض ميزان قوى جديد على الأرض.
وأشارت ‘‘لوبينيون’’ إلى أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد زار يوم الاثنين الماضي مكة المكرمة، حيث اجرى محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) عن ولي العهد الإماراتي قوله: ‘‘الإمارات والسعودية دعتا الأطراف اليمنية المتصارعة إلى إعطاء أولوية للحوار’’. ومع ذلك، لم يطلب محمد بن زايد من الانفصاليين الجنوبيين في اليمن الانسحاب من مدينة عدن.
وخلصت الصحيفة إن‘‘ الانفصاليين ليسوا جميعًا موالين للإماراتيين’’، وبالتالي لم تستبعد ‘‘لوبينيون’’ أن يؤدي الوضع الحالي إلى تفاقم الانقسامات بين الجنوبيين في اليمن، وخاصة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحراك الجنوبي المؤيد للاستقلال، الذي يضم العديد من الجهات الفاعلة السياسية والعسكرية، مما قد يتسبب في مزيد من عدم الاستقرار في البلاد.