اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي يوم أمس، المسجد الأقصى المبارك، لتفريق آلاف المصلين الذين احتشدوا للحيلولة دون اقتحام المستوطنين في أول أيام عيد الأضحى المبارك، لإحياء ما يسمى ذكرى خراب الهيكل المزعوم.
واندلعت مواجهات مع المقدسيين الذين تصدوا لاقتحام قوات الاحتلال لباب المغاربة بالمسجد المبارك، حيث تصدى المرابطون للمستوطنين والشرطة بالتكبير والتهليل في باحاته.
واعتدت قوات الاحتلال على المصلين بالضرب المبرح باستخدام العصي، ودفعتهم، ومنعتهم من الوجود أمام المصلى القبلي بالمسجد المبارك. كما أغلقت القوات المصلى القبلي بالسلاسل والأقفال، وانتشرت في الساحات، ولاحقت المصلين في أرجاء المسجد كافة. وأغلقت شرطة الاحتلال، صباح الأحد، باب المغاربة أمام المستوطنين بعد توافد عشرات آلاف المصلين من القدس وخارجها إلى المسجد الأقصى.
المواجهات أدت الى إصابة عشرات المصلين، بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت، التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بغزارة تجاههم. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع 61 إصابة نقل 15 منها إلى مستشفى المقاصد، وأخرى إلى هداسا عين كارم، حيث تم علاج البقية ميدانيا بعد قمع الاحتلال للمصلين في المسجد الأقصى.
ودعا خطيب المسجد الأقصى المصلين للبقاء هناك وعدم مغادرته وتركه فريسة للمستوطنين الذين يتجمعون بأعداد كبيرة على الجانب الآخر أمام باب المغاربة بانتظار أي فرصة للاقتحام.
وأدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أمس الأحد، صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.
هنية يحذر من المساس بالمسجد الأقصى
وحذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" من أي خطوة من شأنها المساس بالمسجد الأقصى المبارك وأهله أو محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني أو أي إجراء من شأنه تغيير الهوية الإسلامية للمسجد.
وشدد هنية في تصريح صحفي على أن "حماية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية تتم في ظل معادلة تقوم على توحيد شعبنا وتراكم القوة وتفعيل المقاومة بكل أشكالها".
وقال إن قيادة حركة حماس "تتابع الإجراءات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك وقمع المصلين والمرابطين فيه والدعوات المتكررة لاقتحامه وخاصة في عيد الأضحى المبارك بما يشكل انتهاكا ومساسا بحقوق ومشاعر ملايين المسلمين في أنحاء العالم كافة في هذه الأيام المباركة".
وذكر هنية أن ما يجري في المسجد الاقصى يكشف مجددا حقيقة البعد الديني للصراع ويعتبر مؤشرا على محاولة رسم أساطير صهيونية لا أصل لها، لذلك ندعو للعودة إلى أصل العلاقة مع هذا الاحتلال والتخلي عن أوهام التسوية والتعاون الأمني وضرورة سحب الاعتراف بالكيان عبر تصحيح البوصلة ووقف كل أشكال التطبيع مع العدو وإحياء المقاومة، إذ أن حماية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية تتم في ظل معادلة تقوم على توحيد شعبنا وتراكم القوة وتفعيل المقاومة بكل أشكالها.
ودعا هنية الأمة العربية وشعبنا الفلسطيني إلى تحمل المسؤولية التاريخية تجاه ما يجري في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك وإسناد أهلنا هناك المرابطين على أهم ثغر إسلامي، ودعم صمودهم لمواجهة المؤامرة الأخطر على أولى القبلتين وثالث المساجد التي لا يشد الرحال إلا إليها.
حماس: الأقصى خط أحمر لن نتهاون في حمايته
أكدت حركة "حماس" أن جنون سلطات الاحتلال ومتطرفيها الداعين للمساس بالأقصى سيرتد وبالا عليهم، مشددة على أن المسجد خط أحمر، ولن نتهاون في حمايته.
وحملت حماس، في بيان لها الأحد، الاحتلال مسؤولية تداعيات هذا العدوان السافر، الذي يقود إلى انفجار الأوضاع، "كما سبق لأحداث الأقصى أن كانت شعلة انتفاضات شعبنا ووقود ثورته طوال تاريخه النضالي".
ودعت أطياف شعبنا للتوحد والوقوف خلف أهلنا في القدس بتوفير كامل الدعم والإسناد لهم في معركتهم الشرسة ضد الاحتلال ومستوطنيه، حتى يأتي وعد الله بتحرير القدس وتطهير الأقصى من دنس الغاصبين.
وقالت: "في لوحة مشرفة ملؤها التضحيات تنسجم مع نفحات عيد الأضحى المبارك، هب المقدسيون كرجل واحد دفاعا عن مسجدنا الأقصى، وسطروا بثباتهم وصمودهم أروع ملاحم البطولة والفداء في وجه الاعتداء الصهيوني الغاشم".
وأضافت أنهم سجلوا بذلك نصرا جديدا ضمن سلسلة انتصاراتهم المباركة؛ فتمكنوا من إفشال مخطط الاقتحام الموسع الذي دعت له عصابات الهيكل، واستطاعوا بصدورهم العارية رد جموع المستوطنين خائبين.
وشددت على أن شعبنا أثبت المرة تلو الأخرى تمسكه بالمسجد الأقصى واستعداده الكامل للدفاع عن حرمته، وإبطال مخططات الاحتلال الرامية لتهويده وتقسيمه، مؤكدين أن الأقصى خط أحمر، لن نتهاون في حمايته، ولن نسمح للاحتلال ومستوطنيه في التمادي بمهاجمته.
الجهاد تدعو الى تصعيد الانتفاضة ضد الاحتلال
الى ذلك، دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى تصعيد الانتفاضة والمقاومة ضد الاحتلال كخيار وحيد لكسر غطرسته والرد على إرهابه وعدوانه.
جاءت الدعوة، ردا على توالي جرائم الاحتلال في القدس وغزة وسائر فلسطين، مطالبة بموقف وطني بتصعيد المواجهة،وقد توجهت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالتحية لأهالي القدس والأرض المحتلة عام 48 الذين يتقدمون الصفوف في أشرف وآكد الواجبات دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك الذي يحاول العدو الصهيوني مجددا فرض مخطط إحكام السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وتقسيمه.
واعتبرت حركة الجهاد، أن هذه الحرب التي يشنها العدو ضد المسجد الأقصى وضد المقدسيين تتزامن مع عدوان واسع يمارسه العدو الغاصب ضد أبناء شعبنا وأرضنا، وما تصعيد العدوان في عيد الأضحى المبارك بهذا الحجم من الإرهاب إلا دليل على مستوى الوحشية التي وصل إليها جيش الاحتلال الذي يمعن في جرائم القتل والاقتحامات والاعتداءات على أبناء شعبنا في غزة والقدس والضفة وسائر فلسطين.
وحملت حركة الجهاد، العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدوانه وجرائمه، ونؤكد أن ما يقوم به العدو سيقابل برد فعل فلسطيني، فشعبنا المقاوم لن يتهاون أبدا أمام هذا العدوان الذي يطال الانسان ويطال الأرض والمقدسات.
الخارجية الفلسطينية: شعبنا سيسقط المؤامرة
كذلك، نددت وزارة الخارجية التابعة للسلطة الفلسطينية، بالاعتداءات الصهيونية على المصلين في المسجد الأقصى، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة بـ"رفع صوتها عاليا في وجه انتهاكات وجرائم الاحتلال".
وشددت في بيان، على أن "شعبنا والمواطنين المقدسيين سيسقطون المؤامرة وسيحمون الأقصى مهما بلغت التضحيات".
وأدانت الخارجية الأردنية من جهتها، "استمرار الإنتهاكات الإسرائيلية السافرة ضد المسجد الأقصى، التي كان آخرها اليوم الأحد حيث اعتدت القوات الإسرائيلية على مصلين وطواقم إدارة أوقاف القدس داخل الحرم الشريف".
وأكدت في بيان "رفض الأردن المطلق لهذه الممارسات العبثية والاستفزازات غير المسؤولة في أول أيام عيد الأضحى المبارك"، محملا الحكومة الصهيونية "نتائجها بالكامل وما نجم عنها من عنف وتوتر شديد". وطالب سلطات الإحتلال بـ"الوقف الفوري لهذه الممارسات"، داعيا المجتمع الدولي إلى "التحرك والضغط على تل أبيب لوقف ممارساتها العدوانية".
ولفت الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، "سفيان القضاة" إلى أن "الوزارة وجهت مذكرة احتجاج رسمية عبر القنوات الدبلوماسية على الإنتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وطالبت السلطات الإسرائيلية باحترام حرمة المسجد ومشاعر المصلين".