العظمى بريطانيا لم تعد عظمى!!

الإثنين 22 يوليو 2019 - 06:30 بتوقيت غرينتش
العظمى بريطانيا لم تعد عظمى!!

مقالات – الكوثر:

كم هو ملفت ومثير أن ترى نجم شباب السبعينات وقد صار الآن في السبعينات وهو يحكي ذكرياته الدون جوانية وكيف أنه حفظه الله لم يطق العيش أكثر من ربع ساعة من دون امرأة!!.

كان يا ما كان يا سعد يا إكرام حيث يبق من الدون جوان سوى نص لسان وهو لم يعد يملك شيئا في أرض الواقع ولم يعد حتى يملك الجرأة على طلب الطعن والنزال!!.

 

لا شيء يدوم أيها الدون جوان!!.

 

يذكرني الرجل بالأسد البريطاني العجوز الذي يخاف حتى من الزئير لأن هذا سيكشف أنه أصبح بلا أسنان ولم يعد يجرؤ إلا على التهديد والوعيد فلا وعد ولا مواعيد!!.

 

وكما قال شاعر الأغاني: ودع زمان وانساه وانساني عمر اللي فات ما حيرجع تاني!!.

 

في مقاله اليوم بجريدة الجارديان البريطانية شرح (سيمون تيسدال) كيف ورط جون بولتون بريطانيا الغارقة حتى أذنيها في أزمة نهاية العمر تزامنا مع أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي، في أزمة إضافية مع إيران عبر احتجازها ناقلة النفط العملاقة في جبل طارق ثم تركها لوحدها ومضى دون أن يقدم لها أي مساندة بعد احتجاز الناقلة البريطانية في مياه الخليج.

 

ليس فقط صديقهم ترامب ومستشاره بولتون هو الذي خذلهم بل الأوروبيون أيضا بدءا من الأسبان الذي تم احتجاز الناقلة في مياههم الإقليمية رغم إرادتهم فكان أن تنصلوا من هذه الحماقة مرورا بألمانيا وفرنسا والصين واليابان حيث لم يستجب أي منهم لنداءات الاستغاثة وطلب العون الذي أطلقه وزير خارجية الإمبراطورية العجوز مما أظهر هشاشتها وضعفها وعجزها.

 

على أرض الواقع وفي مياه الخليج كانت هناك فرقاطة بريطانية على مسافة أمتار من الناقلة البريطانية لم تظهر أي قدرة على المقاومة والفعل في مواجهة بحرية الحرس الثوري الإيراني كما أن الإمبراطورية العجوز لم تتلق أي مساندة من الأسطول الأمريكي المتواجد في المنطقة والذي يكتفي بتوجيه الإنذارات والتهديدات دون أن يحرك ساكنا!!.

 

زمن الأفول

 

من الواضح أن الغرب رغم أنه أصبح أمريكيا ورغم أن هذا قد يعني أنه اصبح أكثر شبابا إلا أن هذا التصابي الأمريكي لا يعدو كونه مجرد اقتباس من أوروبا (القارة العجوز) كما يصفهم الأمريكيون فلا تجديد أخلاقي أو حضاري بل مجرد محاكاة لأساليب الغرب الأوروبي الاستكباري الحقير الذي حقق نهضته من نهب خيرات شعوبنا وشعوب دول العالم الثالث، أما الأخلاق فهي نفس الأخلاق المنحطة التي لا تعرف قيمة العدل أو احترام الآخرين.

 

تتبجح بريطانيا التي لم تعد عظمى بالاستيلاء على ناقلة نفط إيرانية متوجهة إلى سوريا وتستنكر على إيران الرد بالمثل.

 

بريطانيا التي لم تعد عظمى هاجمت مصر واحتلتها سنة 1882 بدعوى أن قائد الجيش أحمد عرابي قام بترميم بعض الطوابي الساحلية على خلاف رغبتها وإرادتها!!.

 

أما الإعلام العربي فلا يزال يأمل أن تقوم أمريكا التي لن تصبح عظمى هي الأخرى في المنظور القريب بتسوية إيران بالأرض لنصبح كلنا في الذل شرق!!!.

 

خاب فألكم وبطل سعيكم!!.

 

دكتور أحمد راسم النفيس

 

‏الأحد‏، تموز‏ 21‏، 2019