مقاومة الشعب اليمني ستجبر العدوان على الانسحاب

الخميس 18 يوليو 2019 - 09:43 بتوقيت غرينتش
مقاومة الشعب اليمني ستجبر العدوان على الانسحاب

اليمن _ الكوثر: أتعب العدوان على اليمن العالم. اكثر من أربع سنوات من القتال أجهدت مشعلي المعركة، وأصابت داعميهم بخيبة وتململ، وأحالت المعركة تخبطاً عبثياً.

نتيجة أوصل إليها الصمود الأسطوري للمقاتل اليمني، ومِن خلفه شعب لا يزال ثابتاً رغماً عن الجوع والموت والدمار الذي ينشره التحالف الرباعي: السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا.

للمرة الأولى، يبدو هذا التحالف، على تفاوت وجهات نظره، بحسب رسائله في الكواليس واختبار مسار السويد، أقرب من أي وقت مضى من الاستهداء إلى مخرج ينشله من المستنقع.

وقد حذر قائد حركة انصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قبل عدة اشهر دول العدوان من أي تصعيد على اليمن، متوعدا برد يطال عمق دول العدوان (السعودية والإمارات).

وأوضح أن الحماية السياسية الأمريكية للعدوان والتأييد الصهيوني له لا يعطي شرعية للعدوان وأنه لا يملك أي شخص في الدنيا حق مصادرة بلاده وإباحة دماء أبناء شعبه للمحتل، مؤكدا “لا شرعية للعدوان وما يرتكبه من جرائم، ولا شرعية للاحتلال في أي محافظة”.

وذكر أن "وحشية وجرائم العدو بحق أبناء شعبنا والتهرب من الاتفاقيات تكشف حقيقة تحالف العدوان وأن الهدف الحقيقي للعدوان هو الاحتلال والسيطرة على البلد".

وقال السيد عبدالملك، إن مواجهة العدوان كانت واجبًا دينيًا كالصلاة والصيام والحج، مشيرا إلى أن "الأعداء استباحوا كل الخطوط الحمر وانتهكوا كل الأعراف والقوانين في عدوانهم على شعبنا".

وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنه "من غير المنطقي أن يكون شعبنا في موقف الباطل، وأن تكون امريكا وإسرائيل والسعودية والخونة في موقف الحق".

وأضاف أن الصمود هو أهم درس من حصيلة السنوات الأربع الماضية، مشيرا إلى أن صمودنا تسبب بخسائر فادحة في قوى العدوان بشريًا وماديًا واقتصاديًا.

وفي الجانب العسكري، ذكر السيد الحوثي أن الشعب اليمني يمتلك حاليا تقنيات مهمة على مستوى التصنيع العسكري لا تمتلكها السعودية والإمارات.

وقال: سيندم أعداؤنا لأنهم سيدركون أن بلدنا أصبح منتجًا للقدرات العسكرية ليتبوأ مكانًا مهمًا على مستوى التصنيع العسكري، مؤكدا أن العام الخامس هو عام تطوير القدرات العسكرية.

على الصعيد ذاته أكد الرئيس مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن امس الأربعاء، أنه في حال استمر العدوان فلا يوجد لدى اليمنيين غير مواجهته باعتباره فرض عليهم وأن سقف اليمنيين لا يزال كما هو ولم يتغير والذي يتمثل في وقف العدوان واحترام السيادة اليمنية واستقلال البلاد.

وأعرب الرئيس المشاط خلال لقاءه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن غريفيث عن أمله في أن يتم استغلال الأجواء المشجعة في المنطقة للتقدم خطوات نحو السلام في اليمن، مؤكداً في الوقت ذاته أنه طالما استمر العدوان، سيستخدم الجيش اليمني كل ما هو متاح لديه لضرب العدو في عمقه حتى إجباره على وقف عدوانه.

ولفت إلى أن الحملات والتصرفات التي تصدر من الطرف الآخر، تؤكد أنه لا يريد السلام، وأن هناك أطرافا من العدوان، ستتضرر من التوصل إلى السلام، وبالتالي تعمل على إفشال أي خطوات إيجابية، مشيرا في الوقت ذاته على الحرص على السلام في كل الظروف باعتبار ذلك غاية لم تتغير بتغير ظروف المعركة سلباً أو إيجاباً.

وفيما يتعلق باتفاق السويد، أشار الرئيس المشاط إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية نفذت ما يعادل نصف التزاماتها في اتفاق الحديدة من جانب واحد، فيما لم ينفذ الطرف الآخر ولو خطوة تثبت أن لديه نوايا نحو السلام، ناهيك عن إقدامه على خطوات وإجراءات ضاعفت من معاناة أبناء الشعب اليمني.

وأضاف" التنفيذ الأحادي من جانب الجيش واللجان الشعبية جاء في إطار حرصنا على السلام ورفع المعاناة عن أبناء شعبنا على الرغم أن تلك الخطوات جاءت من موقع قوة وليس من موقع ضعف ".

وأكد على ضرورة قيام الأمم المتحدة بالضغط على الطرف الآخر لتنفيذ التزاماته والضغط على دول العدوان لفتح مطار صنعاء ووقف الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني وعدم تسييس الاقتصاد.

وفي اعقاب الضربات الموجعة التي وجهها الجيش اليمني واللجان الشعبية، ضد المرافق الحيوية للعدوان السعودي واليمني خلال السنوات الماضية ردا على استمراره بفرض الحصار الجائر على اليمن واستهداف المدنيين الأبرياء والمنشات العامة اعلنت الامارات عن عملية سحب لقواتها من اليمن.

وقال مسؤول إماراتي كبير في تصريح صحفي ، إن الإمارات تقوم بعملية سحب لقواتها في اليمن ضمن ما سماه خطة إعادة انتشار لأسباب إستراتيجية وتكتيكية.

وذكر المسؤول الذي لم يتم الكشف عن هويته أن “أبوظبي تعمل على الانتقال من إستراتيجية عسكرية إلى خطة تقوم على تحقيق السلام أوّلا”، وفق تعبيره.

ويعتبر المراقبون، أن التصريح الإماراتي الأخير يعد تراجعا واضحا لدولة الإمارات واعترافا ضمنيا بالفشل في الساحة اليمنية التي اصبحت مستنقعا يبتلع المزيد من القوى الإماراتية الغازية للبلاد خاصة مع تطور قدرات حركة “أنصار الله” التكتيكية والنوعية يوما بعد يوم وتزويدها بطائرات مسيرة وصواريخ محلية الصنع التي أصبحت تربك السعودية وحليفتها الإماراتية خوفا عن مرافقهما الحيوية والمناطق الحساسة.

في هذا السياق، وفي أول رد فعل يمني رسمي، دعا عضو المجلس السياسي اليمني الأعلى “محمد علي الحوثي”، دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، إلى إعلان الانسحاب من اليمن في هذا الوقت بالذات.

وقال الحوثي في تغريدة: ”‏ندعو دول العدوان لإعلان الإنسحاب من اليمن فالجمهورية اليمنية ترفض العدوان والحصار والحظر الجوي.”

وأكد عضو المجلس السياسي الأعلى، أن الانسحاب من اليمن هو القرار المثالي الذي يجب اتخاذه في هذا الوقت بالذات.

وأضاف الحوثي: ”يكفي دول العدوان استخدامها لليمن حقل تجارب للسلاح الأوروبي والأمريكي طوال خمس سنوات أثبتت للعالم بشاعة إجرامهم.”

من جهته، أوضح رئيس حكومة الإنقاذ الوطني عبد العزيز بن حبتور، أن معرض الرئيس الشهيد الصماد لصناعات العسكرية اليمنية الذي أقيم مؤخرا ليس غرضه المباهاة، بل تأكيدا على سعينا لمنع أي تمادي على اليمن.

وأضاف بن حبتور : “بدأنا تأسيس توازن الردع مع قوى العدوان”. وأشار إلى أن السعودية تمتلك أكبر ترسانة عسكرية لكن المفتاح بيد المصنعين في الغرب، فيما يمتلك اليمن أسلحته الخاصة.

تطورات الأوضاع الميدانية في اليمن تشير الى أن الجيش واللجان الشعبية يسيرون في طريق سيؤدي في نهاية المطاف الى انتصار اليمنيين على قوى الغزو والعدوان رغم تسليح هذه القوى بأحدث الاسلحة الأميركية والبريطانية التي تستخدم لقتل الشعب اليمني، لأن القدرات اليمنية في تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة تعتمد على الخبرات والكفاءات المحلية في التصدي للعدوان الى جانب إرادة الصمود التي يمتلكها الشعب اليمني وأثبتت جدارتها في الميدان.