الشيخ الزكزاكي.. مأساة لم تنته

الثلاثاء 9 يوليو 2019 - 18:41 بتوقيت غرينتش
الشيخ الزكزاكي..  مأساة لم تنته

نيجيريا_الكوثر: استشهد وأصيب عدد من المواطنين النيجيريين برصاص قوات الامن خلال مسيرة سلمية تطالب بالافراج عن زعيم الحركة الاسلامية الشيخ ابراهيم الزكزاكي في العاصمة أبوجا. هذا واكد السفير الايراني في نيجيريا مرتضى رحيمي، أنه تم اتخاذ إجراءات جيدة لإطلاق سراح الشيخ الزكزاكي.

 

استشهد وجرح عدد من النيجيريين باطلاق القوات الامنية النار على مسيرة تطالب بالافراج عن الشيخ الزكزاكي بالعاصمة النيجيرية أبوجا. وقال مراسل قناة العالم في أبوجا أن القوات النيجيرية أقدمت على عمليات دهس للمتظاهرين السلميين.

هذا وشهدت الايام الاخيرة تطورات جديدة في قضية معاناة زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا الشيخ ابراهيم الزكزاكي الذي يزرح في السجن منذ اعتقاله عام 2015 في نيجيريا بعد إصابته برصاص الجيش النيجيري.

وفي احدث موقف في هذا المجال، اكد السفير الايراني في نيجيريا مرتضى رحيمي، أنه تم اتخاذ إجراءات جيدة لاطلاق سراح زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا الشيخ الزكزاكي.

واعرب مساعد الشؤون الدولية في المركز الطلابي لحقوق الانسان في الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال اتصال هاتفي مع سفير ايران في نيجيريا مرتضى رحيمي عن قلقه ازاء وضع الشيخ الزكزاكي، واستفسر عن الاجراءات التي قامت بها سفارة ايران مطالباً بمزيد من المتابعة بهذا الشأن.

ونوه إلى ان مؤسسات حقوق الانسان قلقة على الحالة الصحية للشيخ الزكزاكي وهي تعقد الآمال على نتائج اجراءات الجهاز الدبلوماسي وسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية.

ولفت إلى ان المركز ارسل رسالة الى الامين العام للأمم المتحدة منوها فيها بمهام الامين العام، مؤكدا ان الاجراءات الدبلوماسية والاعلامية المنسقة يمكنها ان تثمر في حل هذه القضية.

وأعرب عن شكره للسفير الايراني مرتضى رحيمي مشيداً خلال هذا الاتصال الهاتفي بالاجراءات التي قامت بها السفارة الايرانية في نييجريا.

بدوره قال مرتضى رحيمي، تم الى اللحظة اتخاذ اجراءات متعددة وجيدة لاطلاق سراح وعلاج الشيخ ابراهيم الزكزاكي وزوجته من قبل مختلف الاطراف، مؤكدا ان السفارة الايرانية مضت بخطوات مكثفة في هذا الشأن وكانت على اتصال بمختلف الجهات.

وأضاف، نتيجة تلك الاتصالات تم قبول فريق طبي ايراني لعلاج الشيخ وزوجته كما تم المضي بخطوة مؤثرة في توفير ارضية علاجهم خارج نيجيريا.

وكان محمد الزكزاكي نجل الشيخ قد كشف بأن صحة والده في غاية الخطر حيث توجد في دمه كميات كبيرة ومميتة من الرصاص والكادميموم مشدداً على ضرورة نقل الشيخ الى مستشفى تخصصي خارج السجن، الامر الذي ترفضه الحكومة رغم تدهور صحته.

وقال محمد ابراهيم الزكزاكي انه قابل يوم السبت الموافق 6 يوليو /تموز 2019 ، والده ووالدته في المعتقل، وان تدهور حالة والده اصبح الآن واضحا؛ موضحا بالقول ان "أسنان أبي تميل الى السواد تماما منذ شهر تقريبا، وان ما يثير المخاوف ان الاعراض البادية عليه تشبه الاعراض التي بدت عليه في العام 2018 وتسببت بتعرضه لأزمة عصبية قادت الى اصابته بالشلل".

نجل الشيخ الزكزاكي عبر عن اسفه عن ظروف اعتقال والده وقال: كل الخيارات لبقاء والدي على الحياة قد ضاعت ويجب ان تتحرك السلطات فوراً لتخفيض معاناة الشيخ.

وفي سياق متصل، قال طبيب متخصص تمكن من رؤية نتيجة الفحوصات الطبية للشيخ زكزاكي، لوسائل الإعلام: حسب دراسة الفحوصات تبين بأن الشيخ يعاني من نوعين من المرض. الأول هو مرض قلبي حاد وضغط الدم والمرض الثاني يأتي بسبب بقاء الرصاص الذي أصاب جسد الشيخ اثناء اعتقاله عام 2015.

واشار د. حميد اوليايي الى أن السلطات النيجيرية سمحت مؤخاً بنشر صور من تقارير صحية عن وضع زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا واضاف بأن هذا الأمر لن ينكر بأن ظروف اعتقال الشيخ كانت سيئة للغاية لأن الإهمال الطبي ادى الى ما نشهده اليوم.

وختم قوله بأن إصابة الشخص بالتسمم الرصاصي يتسبب بأمراض الجهاز الهضمي او يمكن ان يؤدي الى الشلل التام للمريض مشددا على ضرورة علاج الشيخ الزكزاكي في مكان خارج السجن.

من هو الشيخ الزكزاكي؟

ولد الشيخ ابراهيم الزكزاكي عام 1953 في شمال نيجيريا. اكمل دراسته الدينية قبل التحاقه بكلية الإقتصاد في جامعة احمد بلوازريا عام 1975 ثم انضم بإتحاد الطلاب المسلمين ليتم تعيينه اميناً عاماً للإتحاد مطلع عام 1979. في العام نفسه تمكن الزكزاكي من زيارة الإمام الخميني (قدس سره) في منفاه بباريس الذي اثر على شخصية الزكزاكي حيث رحل بعد انتصار الثورة الإسلامية الى ايران لتفتح صفحة جديدة من حياة الشيخ في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة.

بعد انهاء دراسته في إيران عاد الشيخ الزكزاكي الى نيجيريا حيث بدأ نشاطه الإسلامي والثقافي بدعوة الشباب الى الإسلام الأصيل وقام بتأسيس الحركة الإسلامية في نيجيريا بالتزامن مع تركيزه على تأسيس المدارس الدينية. جهود الشيخ ادت الى تأسيس اكثر من 300 مدرسة دينية في انحاء نيجيريا ودول الجوار لنشر الثقافة الإسلامية الأصيلة.

وجود الشيخ الزكزاكي وجهوده لنشر الثقافة الإسلامية لم يكن يرضي السلطة الحاكمة في البلاد. ففي عام 2014 اقتحمت قوات من الجيش النيجيري المسيرات السلمية ليوم القدس العالمي في مدينة زاريا الشمالية مما ادى الى استشهاد 34 شخصاً بينهم ثلاثة من أبناء الشيخ.

هذه الحادثة لم تكن نهاية المأساة ففي عام 2015 شنت قوة من الجيش النيجيري هجوماً على حسينية بقية الله (عج) في مدينة زاريا لإعتقال الشيخ بتهمة تخطيطه لإغتيال رئيس هيئة الأركان كما حدثت اصطدامات بين الجيش وانصار الشيخ أمام بيته انتهت بإعتقال الشيخ الزكزاكي مصاباً بالرصاص.

اعتقال الشيخ ابراهيم الزكزاكي أثار موجة كبيرة من الإستنكار في العالم الإسلامي للمطالبة بالإفراج عن شخصية دينية لم تساهم في نشر العنف والكراهية وانما قام بنشر الإسلام الاصيل الذي يرفض كل أشكال الإرهاب بإسم الدين لكن الحكومة النيجيرية مازالت تصر على بقاء الشيخ قيد الإعتقال رغم خطورة حالته الصحية واصدار حكم من المحكمة النيجيرية العليا عام 2016 يقضي بإطلاق سراحه فورا.