وذكر التقرير الصادر عن منظمة هارتلاند ألاينس الدولية، أن هناك خطرا يتمثل في أن ازدياد أمثلة انتهاكات الحقوق يمثل تحديا كبيرا لصورة الولايات المتحدة كدولة راعية لحقوق الإنسان.
ويقول التقرير الذي أطلقته جماعة مقرها شيكاغو اسمها "هارتلاند ألاينس" أن "قلب الولايات المتحدة به قضايا وأمثلة عديدة لانتهاكات لحقوق الإنسان صارخة وخصوصا في الوسط الغربي".
وقال التقرير الصادر يوم الجمعة تحت اسم "في ساحة فنائنا: انتهاكات لحقوق الإنسان في القلب الأمريكي" إن المنظمة استطاعت توثيق انتهاكات تشمل قضايا تتراوح من استعمال العبيد والاعتقالات التعسفية وحتى ضياع الحق في الإسكان والتشرد وسوء معاملة المهاجرين.
وقال "سيد مون" رئيس منظمة هارتلاند ألاينس إن سوء المعاملة الذي تم توصيفه في التقرير يتحدى هيبة أميركا كدولة تقدس حقوق الإنسان.
وقال:"تاريخيا كان يتم اعتبار الولايات المتحدة كأعظم مدافع عن حقوق الإنسان في العالم غير أن هذا التقرير يبرهن على انه يجب علينا ألا ننظر إلى العالم الخارجي لاكتشاف إساءات حقوق الإنسان ـ أن هذه الانتهاكات تحدث هنا في أحيائنا ومدننا".
وقال التقرير إن أهم الانتهاكات الاتجار في البشر وسوء المعاملة والقسوة، عمليات اعتقال قسرية، منع الحق في اللجوء السياسي، انتشار الفقر المزمن، قلة السكن المعتدل التكاليف، قلة الرعاية الصحية والرعاية السيئة لكبار السن.
وقال مون انه على الرغم من أن العنف والقسوة والتعذيب تسيطر على حقوق الإنسان إلا أن انتهاكات للعدالة تحدث بشكل كبير في وسط أميركا وخصوصا سوء معاملة الأقليات وازدراء ثقافات الآخرين من الأجناس العرقية المختلفة. وقال مون:"إن التقرير يبين أن أغنى وأقوى دولة في العالم توجد بها انتهاكات ومشاكل حقوقية كثيرة".
ويذكر أن الولايات المتحدة تستخدم موضوع حقوق الإنسان كذريعة للتدخل في شؤون الدول الأخرى، وتعرضت لانتكاسات بالغة في هذا المجال بعد تكشف فضائح وانتهاكات جسدية وجنسية في معاملة الجنود الأمريكيين للأسرى في أفغانستان والعراق علاوة على مقتل الآلاف من المدنيين في تلك الدول.
وقال التقرير إن هناك ما يقرب من 500 ألف شخص من المهاجرين في أمريكا ممن تعرضوا للتعذيب في بلادهم الأصلية ممن يتعرضون لانتهاكات وسوء المعاملة هنا في أمريكا أيضا على يد السلطات أو على يد عامة الشعب، وأنهم ممن يضطرون غالبا إلى "وظائف الكفاف" تكاد لا تكفي حاجاتهم.
ويسرد التقرير قصة مواطن عربي تم تعريفه على أن اسمه الدكتور "مروان" وهو طبيب كان يعمل بشكل قانوني في الولايات المتحدة، وانه انصاع بتسجيل اسمه مع الآلاف من العرب والمسلمين الذين طلب منهم تسجيل أنفسهم مع سلطات الهجرة بعد أحداث 11 سبتمبر.
وبعد التسجيل سافر الطبيب لزيارة أهله في الشرق الأوسط وعاد إلى أمريكا ثم ذهب إلى سلطات الهجرة لتسجيل نفسه بعد رجوعه بفترة ليست قصيرة، فألقت السلطات القبض عليه ووضعته قيد الترحيل الجبري بحجة انه لم يسجل نفسه في الوقت المناسب، وانه فعل ذلك عن عمد لا عن جهل. وتم سجنه وترحيله عنوة.
كما يذكر التقرير قصة فتاة مسلمة شابة اسمها "أميرة" تم سجنها بسبب جنحة جنائية، وقالت للمسئولين في السجن إنها كمسلمة لا يمكن أن تأكل بعض أنواع الأطعمة مثل لحم الخنزير، فرفضت إدارة السجن التي منعتها أيضا من ارتداء الحجاب أو تغطية رأسها، مما أدى في النهاية إلى رفضها الطعام وإصابتها بالأمراض نتيجة شح طعامها.
ورفضت إدارة السجن التنازل عن موقفها وادعت أن إصابتها بمرض نفسي هي التي منعتها من الأكل.
ويذكر التقرير أمثلة شخصية عديدة منها قصة "بيير" وهو شاب يبلغ من العمر 34 عاما من أمريكا الوسطى اضطر إلى الفرار إلى أمريكا والعيش في منطقة شيكاغو وترك أولاده وبناته وزوجته في وطنه، واضطر للعمل في محل حلاقة كعامل نظافة وكان يجبر على المبيت في دورة المياه "لأنها كانت أدفأ جزء في المحل".
ولم يكن يسمح له بالدخول إلى المتجر إلا ليلا أثناء خروج أصحاب المحل منه ويتم إقفال المكان عليه حتى الصباح من الخارج ليقوم بعملية التنظيف. وأخيرا أجبر بيير على العيش ليلا خارج المحل لأنه لم يكن يتحدث الإنجليزية"، حسب ما ذكره التقرير.
ويحكي التقرير قصة مواطن من أمريكا اللاتينية أيضا اسمه "سيرجى" جاء إلى أميركا طالبا اللجوء السياسي عام 2002 لكن تم اعتقاله وإيداعه السجن لمدة تسعة اشهر كاملة في احد السجون الريفية بدون أي جريمة جنائية، إلى أن تمت الموافقة على إعطائه حق اللجوء السياسي، وعندما خرج لم يحصل على وظيفة لعدم وجود أوراق أو جواز سفر يثبت هويته.
ويتزامن هذا التقرير مع تكاثر الاتهامات داخليا لإدارة بوش بانتهاك حقوق الإنسان وتقييد الحريات، إذ قال مركز التقدم الأمريكي، وهو مؤسسة ديمقراطية معارضة، إدارة الرئيس جورج بوش ترى أن تأثير الولايات المتحدة العالمي في مجال حقوق الإنسان يتناقص.
وقال المركز في بيانه:"إن إدارة الرئيس بوش تبعث برسائل مزدوجة بشأن التزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان في الوطن وفي الخارج. إن الإدارة الأمريكية تزعزعت من السلطة الأخلاقية للبيت الأبيض حيث ترى دول العالم أن أمريكا هي جزء من المشكلة بدلا من أن تكون حلا".
وقال التقرير بعبارة أوجزت الكثير"كان يجب أن تبدأ القيادة الأخلاقية من هنا، من وطننا".
المصدر: لها أون لاين