حذر ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، من "خطر عظيم" يهدد المجتمع العراقي وخاصة الشباب.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف "نواجه غزواً من القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية الجذابة التي تجعل الابناء يسهرون الى الصباح وتعطيل سبل تطورهم وتنميتهم".
وأضاف "نشهد هذه الأيام بدء العطلة الصيفية لطلبة الجامعات والمدارس او قرب الامتحانات النهائية للبعض الآخر من هؤلاء الطلبة وهذا يعني انتهاء موسم شهد فيه الكوادر التدريسية والطلبة الذي يقدر عددعم بالملايين، موسم كانوا فيه حالة من الجد والاجتهاد والسهر والمطالعة والكتابة والفكر والتهيؤ فهؤلاء الطلبة هم بناة المستقبل".
وأوضح ان "مرحلة الشباب تمثل الحيوية والنشاط والتألق والابداع الفكري وهي فرصة ثمينة للبناء الصحيح والناجح، وكيف لنا ان نستثمر هذه العطلة الصيفية لبناء جيل المستقبل وكيف نتعامل بالشكل الذي ينظر اليه الاسلام والمجتمع وكيف تقدمت الشعوب وتعاطت في هذا الموسم من التعطيل".
وأشار الشيخ الكربلائي الى "كيفية تعامل المجتمع مع هذه العطلة وتارة هناك استخدام صحيح وتارة ضار" مبينا "لو نحسب حياة الطالب منذ الابتدائية الى الجامعة فان موسم التعطيل يكون أربعة أشهر وهم في المستقبل سيتولون الوظاف المهمة وسيتصدون للمسؤولية".
ولفت الى ان "الطالب والاستاذ يشهدان موسماً شاقاً ومتعباً من الدراسة وحسب الطبيعة الانسانية ياخذ الانسان قسطاً من الراحة حتى يستعد لموسم أصعب وأشق ولكن الراحة يفهم للكسل والتعطيل للطاقات فهل الاستعداد بالكسل وتضييع هذا الوقت الثمين بأمور ربما ضارة وغير نافعة بينما ينبغي ان يكون وفق نظرة الاسلام موسماً للاستجمام العقلي والفكري والنفسي والجسدي فلابد ان يكون لدينا وعي وفهم لحياة الفراغ لدى الانسان".
وتابع ان "الفراغ للطالب في العطلة نعمة يجب اغتنامها باستثمار هذه الطاقة وعدم الانشغال بالمسؤوليات بما يؤدي الى البناء الصحيح للطالب فالمنهج الدراسي لا يكفي لبناء حياة شخصية ناجحة للانسان كونه سيتحمل مسؤولية قيادية ووظيفية وأسرية واذا لم يبن بالشكل الصحيح لا ينجح ويجب استثمار هذه الفرصة من العطلة في استكمال شخصية الطالب ونحتاج الى إشاعة ثقافة التشارك والتآزر والتعامل في تحمل المسؤولية".
وشدد الشيخ الكربلائي على "ثقافة التشارك وتحمل المسؤوليات بتمامها وهو واجب تربوي ووطني ونحتاج الى بناء الطلبة والطالبات بالبناء الديني والاخلاقي والعقائدي والنفسي والاجتماعي الصحيح وهناك الكثير من المراكز الدينية والتربوية والمهنية لديها امكانات في كيفية استثمار طاقات الشباب والشابات بشكل صحيح لكن هذه المراكز ينقصها المال".
وأستطرد بالقول ان "إدخال الطلبة والطالبات دورات التقوية في الدروس خلال العطلة الصيفية هو أمر مطلوب ولكن يجب ان يقابله أمر آخر وهو بناء شخصياتهم فهم في خطر عظيم بسبب ما غزانا من القنوات الفضائية وشبكات التواصل والألعاب الالكترونية الجذابة التي تجعل الابناء يسهرون للصباح وهذا يتطلب مشاركة الجميع في المسؤولية بدءاً من الأسرة وادارة المدرسة والجامعة والكوادر التدريسية والكل يتحمل هذا البناء واستثمار العطلة الصيفية بذلك".
ونوه "نقدر ان هذا الطالب والانسان يحتاج الى الترويح ومنها السفرات الدينية واذا كانت للأماكن الطبيعية فينبغي ان يطلع على عظيم خلق الله" مشيراً الى ان "بعض الشباب اهتموا بعمل تطوعي خيري في العطلة الصيفية وتوجهوا الى عوائل الشهداء والايتام وساعدوهم ونتج ذلك عن كثير من الخدمات الانسانية ويجب تشجيع وتحفيز ذلك".
وأعرب ممثل المرجعية العليا "عن أمله من أستاذة الجامعات والمدراس والمعلمين الاجتماع في آخر السنة مع الطلبة والطالبات والتلاميذ والتنبيه على هذا الامر المهم في اغتنام فرصة العطلة وتعليمهم الاسلوب الصحيح ويحذرونهم من كثير من المواقع الإلكترونية المفسدة والضارة عقائدا واخلاقيا".
كما دعا الى "حثهم على استغلال نعمة الشباب والفراغ وعدم تضييع العطلة في أمور ضارة او ليس ذات جدوى وهذه مسؤولية الجميع حتى ينجح الطالب والطالبة بالنجاح المأمول وهو لا يقتصر على الجانب العلمي التخصصي فهو جزء من البناء المتكامل وبالتالي بناء وتشكيل مجتمع زاهر متقدم