سُدْ بِاقتِدارِكَ يا كريمَ الدّارِ
فلأَنتَ رايةُ صَولةِ الأحرارِ
يا أيها اليَمنُ المُجاهِدُ فتنَةً
نَشَبَتْ بأرضِ الوَحْيِ والأخيارِ
جارتْ على الإخوانِ وهي حليفةٌ
للغاصِبينَ وجَبهةِ الكفّارِ
نشرَتْ حرائِقَها وكلَّ فظيعةٍ
في الآمنينَ ونكّلَتْ بالجارِ
(صنعاءُ) ذاقتْ من لَظاها مَقتَلاً
وجرائماً "عَصَفَتْ" بِشَرِّ سُعارِ
يا أيها اليمَنُ العَصِيُّ على الونَى
لُعِنِ المُغِيرُ عليكَ باستكبارِ
مازلتَ مُصطَبِراً تقارِعُ ظالِماً
حرَقَ الدَّيارَ بعادِيَاتِ النَّارِ
سحَقَ الأَنامَ اُمومَةً وطُفُولةً
وأطاحَ بالأشجارِ والأزهارِ
وأَشاعَ بالحقدِ الدَّمارَ مُحارِبَاً
أهلَ الفضيلةِ في حِمى الأبرارِ
مَنْ يعرِفِ (اليمَنَ السعيدَ) بخِصبِهِ
وبشعبهِ المِقدامِ والمِغوارِ
يُنْبِيكَ عنْ صَرحِ الحضارةِ رِفعَةً
وعَريقِ تاريخٍ مِنَ الأَنصارِ
غَدَرَ " السَعُودِيُّ" الحَقودُ مُكابِراً
والغَدْرُ ديدَنُ زُمرةِ الفُجّارِ
وعَدَا ولم يَحسِبْ بأنَّ عِداءَهُ
للصامِدينَ طريقَةُ الإصرارِ
إنَّ الشهادةَ للاُباةِ مَعَزَّةٌ
وسبيلُ نهضتِهمْ لأَخْذِ الثّارِ
ها هُمْ اُولاءِ بَنُو اليَمانِ بَواسِلٌ
يَرمُونَ بالطَّودِ الخَصيمَ الضّارِي
ويُحوِّلُونَ مَصائباً حَلَّتْ بهم
ومَحارِقاً سَرقَتْ حياةَ صِغارِ
حِمَمَاً تطارِدُ قاتِليهِم صَيحَةً
دَكَّتْ مَخادِعَهُم بعُقْرِ الدّارِ
وسيعلمُ الباغي بأنَّ فِعالَهُ
جُرْمٌ يؤُولُ الى مَصيرِ العارِ
لا أمنَ للمستكبرينَ وأرضِهم
فَحَذارِ مِنْ غضَبِ (اليَمانِ) حَذارِ
فإلى ثَرى اليَمَنِ الأبيِّ تحيةٌ
ممزوجةٌ بالحُبِّ والإكبارِ
فهناكَ مَلحمةٌ وثمَّةَ رايةٌ
يَمَنيَّةٌ تغدُو بخيرِ شِعارِ
لتُناصِرَ المَوعُودَ نهضةَ ثائرٍ
سِبطاً إمامَاً طاهِرَ الأفكارِ
أعظِمْ بشُجعانِ اليمانِ بواسلاً
قد بدَّدُوا اُكذوبَةَ الأشرارِ
إنَّ المآثرَ ترجمانُ بُطولةٍ
لِبَنِي اليَمانِ وخِيرَةِ الثُّوارِ
___
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي