كيف سقطت هيبة السعودية في قمم مكة؟

الأحد 2 يونيو 2019 - 15:44 بتوقيت غرينتش
كيف سقطت هيبة السعودية في قمم مكة؟

السعودية-الكوثر: برزت السعودية خلال القمم الثلاث التي استدعتها تحت عنوان الطوارئ، مفقودة الهيبة، فاقدة السيطرة، مترهلة الهمة، قد آيست من نفسها، خصوصا بعد القرارات التي صدرت عن هذه القمم.

وحتى ممثل قطر الذي شارك في القمم لم يلق بالا للملك السعودي، في وقت امر نجله ولي العهد محمد بن سلمان، الاعلام السعودي، الا يصور الضيف القطري "الثقيل" عليه اثناء دخوله الصالون، حيث يوجد ولي العهد، تلافيا لظهور المصافحة، ان حصلت.

في الشكل ايضا، لم نر تلك الحماسة التي كانت تعتلي وجوه المشاركين وهم "يهجمون" على الملك ونجله لتقبيلهما، بل لم نجد التحاما حميميا الا بين بن سلمان وصديقه "اللدود" محمد بن زايد الاماراتي.

في المضمون، فان الكلامات التي القيت في القمم الثلاث، لم تكن منسجمة مع حجم الرغبات التي تتطلع اليها السعودية، بل ان الكثير من المشاركين، كان يركز على ضرورة تجنب التوتر وزعزعة الاستقرار في المنطقة، ويشدد على حجم مخاطر تدهور الاوضاع، مع العلم ان هدف دعوة السعودية من عقد القمم، كان التحشيد والتحريض ضد ايران، ومحاولة اظهار السعودية نفسها، كقائدة للدول العربية والاسلامية، سعيا لجر واشنطن الى "معركة مدفوعة الثمن" ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.

غير ان رياح المشاركين سارت عكس شراع السعودية، وظهر الملك وابنه، كغريبين عن هذه الامة ووحيدين، لا يُنَتفع منهما الا في سحب المال.

كذلك فان نصوص البيانات الختامية الصادرة عن القمم الثلاث جاءت حذرة حمالة اوجه، غير حاسمة وغير "حازمة" كما يرغب ملك الحزم ونجله ولي الحسم.

اما اسباب هذا الانهيار في الهيبة السعودية، وفقدان السيطرة، فكثيرة جدا، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. فشل السعودية في قيادة الحرب على سوريا.
2. فشل السعودية في قيادة الجماعات التكفيرية التي تم الرهان عليها في اسقاط النظامين السوري والعراقي.
3. فشل السعودية في ادارة ملف العدوان على اليمن بشكل كامل، خاصة في اعادة"الشرعية" الى صنعاء.
4. فشل السعودية في تشكل ائتلاف للعدوان على اليمن بعد خروج اكثر الاعضاء السابقين منه
5. فشل السعودية في تشكل الناتو "العربي" بالرغم من الدعم الاميركي.
6. فشل السعودية في حسم ملفات لا تزال عالقة في مصر وليبيا وتونس والجزائر والسودان
7. فشل السعودية في الدفاع عن اراضيها امام هجمات الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية.
8. فشل السعودية في حسم "المعركة" مع ايران، واقناع الاميركي بالانجرار الى توجيه ضربات لها.
9. فشل السعودية في تسويق صفقة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية (القمة الاسلامية لم تأت على ذكرها مطلقا).
10. نجحت السعودية في امر واحد، وهو الانبطاح امام الاسرائيلي والاذعان له في كل ما يرغب، لا سيما بيعه قضية فلسطين والقدس.

ولكن حتى هذا النجاح، دليل فشل، لانه لو لم يكن الانبطاح السعودي في مصلحة الاسرائيلي، لما حصل ذلك.

برز واضحا، هذا الفشل الكبير والضخم والمتراكم، امام العالم وتحديدا الاميركي، الذي ما فتئ يوجه الاهانات المباشرة ويمارس الاذلال، على الملك السعودي ونجله، ويستخف ويستهزئ بهما.
ويعني ذلك ان الاميركي لم يعد يقيم وزنا للقادة السعوديين، ويستخدمهم "لحلب الاموال"، ما دفع القادة العرب وزعماء دول العالم الاسلامي الى البحث عن مصالحهم بعيدا عن السفينة السعودية المتهالكة التي تتقاذفها الرياح الاميركية وتلطمها منظمات حقوق الانسان نتيجة الجرائم والمجازر المتراكمة في اليمن وغيرها من البلدان العربية والاسلامية، وتتهددها النزاعات بين اجنحة العائلة السعودية الحاكمة، وتترصدها تيارات المعارضة الداخلية، ويقودها ربان فاشل متهور (محمد بن سلمان)، مستعد لاغراقها في اي وقت يرى نفسه فيه مهددا بعدم الوصول الى العرش.

اذن تيقين القادة العرب ومن قبلهم القادة المسلمون ان السعودية، لم تعد جديرة بالقيادة التي كانت تتمتع بشيء منها، قبل العام الفين واحد عشر، اي قبل، اشعال ال سعود الدول العربية، بالنيران وتدمير وقتل وجرح وتهجير الملايين من ابناء شعوبها.

تيقن هؤلاء ايضا ان السعودية اصبحت "عجوزا مريضا" يحتار الاطباء في ايجاد العلاج المناسب لها. وباتت عبئا ثقيلا على كاهل الامة، ومصدر خطرا يتهدد الامن القومي للجيمع بعد ان زعزع ودمر علاقات الصداقة مع الدول العربية وهدم الجدار مع دول الجوار الصديقة وغير الصديقة، وخرج في تطبيعه وعلاقات مع الكيان الصهيوني الى خارج سرب الامة، ما وضعه في خانة العدو والمتآمر، واخرجه من خانه الشقيق والصديق والجار.

فكيان مثل هذا الكيان السعودي الاسروي، الذي بات غريبا حتى عن اجماع العائلة السعودية الحاكمة، لا يمكن الاعتقاد بانه سيعمر طويلا، وان الاميركي قبل غيره سيبحث عن بديل متوفر في اول فرصة تسنح له، بعد ان "هرم وشاخ وحان قطافه".

بقلم: حكم امهز