قوى التغيير بالسودان تتهم العسكر بإشعال نار العنف

الأحد 2 يونيو 2019 - 13:29 بتوقيت غرينتش
قوى التغيير بالسودان تتهم العسكر بإشعال نار العنف

السودان-الكوثر: قال قادة الاحتجاجات في السودان إن القادة العسكريين يفكرون في إشعال نيران العنف، ويخططون لفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، في وقت أكد الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي أن المجلس لن يسمح "بالفوضى".

وقد تجدد العنف في محيط ساحة الاعتصام بالخرطوم مساء أمس السبت حين حاولت قوات أمنية إغلاق شارع النيل. وقالت لجنة الأطباء داخل الاعتصام إن 11 شخصا أصيبوا إثر إطلاق نار في محيط الاعتصام، ثم أعلنت أن أحد الجرحى فارق الحياة.

وقالت قوى الحرية والتغيير -في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس- إن القوات الأمنية والعسكرية اتجهت مجددا إلى "استخدام القوة المفرطة، وأطلقت الرصاص في مواجهة المدنيين العزل في شارع النيل، ولا تعير اهتماما لحياة الأبرياء على الرغم من التواصل المستمر للجنة الأمنية مع لجنة العمل الميداني".

وأضافت "الترتيبات المتفق عليها لم تنفذ، بل وينفذ القادة العسكريون ما يفكرون به، وللأسف لا تفكير سوى في إشعال نيران العنف". وأشارت إلى أن الوضع في شارع النيل ظل محل نقاش مع اللجنة الأمنية "لكنها تجاهلت هذه النقاشات وتوجهت للتصرف من جانب واحد ليسقط مصابون أبرياء".

تحذير من مجزرة

بعد فشل جولات التفاوض بين العسكر والمدنيين في الخروج باتفاق على ترتيبات المرحلة الانتقالية، تغيرت لهجة المجلس العسكري باتجاه عدم تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة من قبل كل أطياف الشعب السوداني، كما تأتي في هذا الإطار الاتهامات بتحول مقر الاعتصام إلى وكر للجريمة وخطر على الدولة.

من جهة أخرى، أصدر تجمع المهنيين (الذي يقود الاحتجاجات) بيانا قال فيه إن هناك مخططا للمجلس العسكري بغرض فض اعتصام القيادة العامة بالقوة، معتبرا أن استخدام الرصاص الحي يمهد لارتكاب مجزرة بغرض فض الاعتصام.

واتهم تجمع المهنيين المجلس العسكري بممارسة الإلهاء بالمفاوضات للتغطية على نيته فض الاعتصام، وقال إن إيقاف بث بعض القنوات ومنعها من دخول ميدان الاعتصام يمثل تهديدا للميدان.

كما أصدر تحالف قوى الإجماع الوطني، أحد مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير، بيانا قال فيه إن المجلس العسكري يحاول تمرير "خطط مكشوفة" لاتهام ميدان الاعتصام السلمي بأنه أصبح وكرا للجريمة، مضيفا "أن لغة المجلس تشير إلى احتمال اتجاه المجلس نحو فض الاعتصام أو اختلاق أحداث ليمرر عبرها مخططه".

وفي وقت سابق، حذر القيادي في قوى الحرية والتغيير محمد يوسف أحمد المصطفى خلال مؤتمر صحفي من عملية "التراخي المنظم" للأجهزة الأمنية في عدم احتواء المجموعات الخارجة عن القانون، متهما فلول النظام السابق بإثارة المشاكل في شارع النيل لتشويه صورة الثورة، حسب تعبيره.

وجدد القيادي في المعارضة تأكيده أن "العنف مرفوض وثورتنا سلمية، وهو شعارنا الرئيسي خلال الاحتجاجات في الفترة الماضية"، معتبرا أن "هناك جهات لديها مصلحة في اندلاع العنف من أجل إثارة العنف والفتنة".

المعارضة: دعوة لإقامة صلاة العيد في الميادين

كما أعلنت قوى الحرية والتغيير في بيان برنامجها للأسبوع الجاري، الذي تضمن إعلان التعبئة في ميادين الاعتصام بالخرطوم وبقية مدن السودان، والدعوة لإقامة صلاة العيد في الميادين وتنظيم فعاليات للتوعية بالإضراب السياسي والعصيان المدني.

حميدتي: تشكيل حكومة مدنية سيكون نوعا من الفوضى!

وفي سياق متصل، حذر نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" (القريب من السعودية)، من تشكيل حكومة مدنية في ظل الأوضاع الحالية.

وقال إن تشكيل حكومة مدنية في الأوضاع الحالية، والتي تشهد تصاعدا في المواجهات بين قوات الأمن والمعتصمين المناهضين للمجلس، سيكون نوعا من الفوضى!

المفاوضات..

والجمعة الماضية، أعلن مصدر من قوى الحرية والتغيير أن المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي المتوقفة منذ أسبوع ستستأنف بين الطرفين في غضون الساعات المقبلة.

وجاء ذلك بعدما قال قائد المنطقة العسكرية المركزية بالخرطوم اللواء بحر أحمد بحر في بيان إن اعتصام الخرطوم يشكل خطرا على تماسك الدولة وأمنها القومي.

هذا ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس المجلس العسكري وقادة الاحتجاجات في السودان إلى استئناف المفاوضات بهدف التوصل سريعا إلى اتفاق لتسليم السلطة لحكومة يقودها مدنيون.

كما دعا غوتيريش في بيان إلى احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في حرية التجمع والتعبير، وعدم التضييق على وسائل الإعلام.