الاعجاز العلمي للقرآن الكريم...جعل الجبال أوتاداً

الثلاثاء 21 مايو 2019 - 06:22 بتوقيت غرينتش
الاعجاز العلمي للقرآن الكريم...جعل الجبال أوتاداً

الكوثر - يقول تعالى : (وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) (الحجر/ 19).

 

معنى قوله تعالى: (وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا) أي حركناها حركة بطيئة، وكان من نتائج هذه الحركة لقشرة أو لقشور الأرض هو اصطدام هذه القشور وإلقاء ما بداخل الأرض لتتشكل الجبال، لذلك يقول تعالى: (وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ).

 

لقد كشفت البحوث الجيولوجية الحديثة أنّ الجبال هي كالوتد المغروس في الأرض. والذي قاد هذا الكشف هو وجود جذر للجبل داخل الأرض. فعند رسم مخطط لهذا الجبل نراه كالوتد منه جزء بارز على الأرض هو الجبل، والجزء الأكبر في عمق الأرض.

 

وقد درس الباحثون سرّ تكوّن الجبال والهدف منها وما هي فائدتها، فتبيّن أنّ الجبال تمثل مثبتات للأرض خلال رحلة دورانها. فالأرض تدور بسرعة كبيرة تتجاوز الـ1600 كيلومتراً في الساعة. وعند هذه السرعة يختل توازن الأرض لولا هذه الجبال التي هي بمثابة موازنات لهذه الكرة الدوارة!

 

ثمّ إنّ دراسة سطح الأرض وتوزع الجبال والمحيطات فيه يبيّن نوعاً من التوازن في الهيكل العام للأرض. وهنا يأتي البيان القرآني ليقول لنا: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) (النبأ/ 7).

 

إذن الجبال عبارة عن أوتاد أليس هذا وصفاً دقيقاً للجبل؟

 

إنّ القشرة الأرضية تقوم على الألواح التي تتحرك باستمرار، وبما أنّ الجبال لها جذور تمتد لأكثر من خمسين كيلومتراً من التثبيت والإحكام لهذه الطبقات. والألواح بدورها ترتكز على طبقة أعمق أثقل من الألواح بدورها ترتكز على طبقة أعمق أثقل من الألواح وهكذا يزداد الثقل كلّما اتجهنا نحو المركز الأرضي. لذلك فإنّ الله تعالى قد أرسى هذه الجبال لنستمتع باستقرار الأرض، يقول الحقّ تبارك وتعالى: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) (النازعات/ 32).

 

هنالك شيء آخر وهو أنّ الألواح الأرضية التي نعيش عليها تتحرك حركة بطيئة جدّاً لا يمكن رؤيتها ولكن يمكن قياسها بالأرقام. إنّ وجود كتل الجبال الضخمة التي تخترق هذه الألواح يساعد على تنظيم حركتها وتبطيئها. ولولا هذه الجبال لتحركت هذه الألواح بسرعة مما يؤدي إلى ميلانها، وذلك لأنّ هذه الألواح أخف من الطبقات التي تحتها. فكما نعلم تزداد كثافة طبقات الأرض كلّما اتجهنا لداخلها تماماً كأنّنا نطفو داخل سفينة على سطح البحر، هذه السفينة لها كتلة ذات وزن كبير لتثبيت حركتها، فإذا ما أفلتت هذه الكتلة مالت السفينة مباشرة وفقدت استقرارها.

 

وهنا يتجلى قول الحقّ سبحانه وتعالى: (وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (الأنبياء/ 31).

 

لقد اكتشف العلماء حديثاً أنّ الجبال تتحرك حركة خفيفة جدّاً بحدود بضع ميليمترات كلّ سنة، وهذه الحركة لا يمكن ملاحظتها أبداً ولكن لغة الأرقام والقياسات لعمر الأرض وشكلها قبل ملايين السنين، كلّ هذه معطيات تؤكد وجود الحركة للجبال مع الألواح التي تقوم عليها.

 

فالألواح الأرضية كما قلنا تتحرك وبما أنّ الجبال تقوم على هذه الألواح فهي تتحرك معها.

 

هذه هي الحركة الأولى للجبال والتي لم يتأكد وجودها إلّا حديثاً جدّاً. ولكن هنالك حركة ثانية، فعندما تدور الأرض حول محورها تدور معها الجبال، وهذه الحركة يمكن رؤيتها مباشرة من الفضاء الخارجي.

 

 

 

المصدر: مجلة الرياحين/ العدد62 لسنة 1432هـ