منذ متى كان لدى العرب فائض من العطف والحنان يغني القابعين تحت الهيمنة الوهابية عن (الارتماء في الحضن الإيراني) كما يزعمون؟!.
كم من الضربات الوحشية تلقاها العراق بأغلبيته الشيعية العربية التي نفذها وخططها نبع الحنان العربي قبل أن يكتشف هؤلاء أن لديهم مثل هذا الفائض فقرروا التبرع به بدلا من التخلص منه في البحر أو الصحراء!.
ثم لو كان العرب يعرفون معنى الإنسانية والحنان فلماذا لا يتصدقون بها على رعاياهم بدلا من استمرار سياسة الذبح والإعدامات والسجن المؤبد وسحب الجنسية كما رأينا بأم أعيننا مؤخرا في السعودية والبحرين!!.
المعنى أن رعاة داعش بعد أن خسروا هذه الجولة رأوا أن من الضروري تهدئة الأجواء وربما التقاط الأنفاس فربما تواتيهم فرصة أخرى لتنشيط الإرهاب وتوجيه ضربة أخرى لمن يكرهونهم ويحقدون عليهم من رفاق العروبة والإسلام والمهم أن الحقد العربي الأصيل ما يزال كامنا ومستقرا في نفوسهم وهذه الكراهية والتحاسد والتباغض هو أهم مكونات الحالة النفسية العربية السيكوباثية التي لا يرجى برؤها.
مشكلتكم مع الشيعة ليست إيران ولا سياساتها بل هي في الكراهية العمياء التي عشعشت في نفوسكم وهي كراهية غير منطقية ولا عقلانية قد تقودكم وتقود المنطقة كلها إلى مزيد من الكوارث وساعتها لا ينفع الندم.
كيف يمكن لنا أن نصدق تلك الخرافات بينما يشتعل العالم العربي بالحروب البينية الطاحنة في كل مكان خاصة في اليمن الواقعة في قلب الجزيرة العربية والتي تشترك مع المملكة الوهابية في الأصول العرقية والقبلية فضلا عن الدين الذي يزعم هؤلاء الانتماء إليه.
دعنا من أسطورة الحضن العربي غير الموجود أصلا، تماما كهذا الذي سمي ذات يوم بالتضامن العربي والذي أقام له هؤلاء احتفالا صاخبا بمناسبة عودته ثم اختفى ولم يعثر له على أثر لا في السجون ولا المستشفيات وربما عثر عليه قريبا في إحدى المقابر الجماعية رغم أنه الحقيقة كائن وهمي مثل العنقاء والخل الوفي لا يموت ولا يستحدث من العدم!!.
ماذا لو قررتم اعتماد الحضن الإنساني فربما كان هذا أكثر واقعية من تلك الهرطقات التي سئمنا منها ومن تكرارها فلا أحد يصدقكم.
دكتور أحمد راسم النفيس
29/04/2019