المرجعية الدينية اشارت وخلال خطبة صلاة الجمعة من الصحن الحسيني المطهر بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الى الاستخدام الامثل لمنظومة النشر الالكتروني كالفيس بوك وتويتر وغيرها،خصوصاً وأنها سلاح ذو حدين، ومع انتشار هذه الوسائل واهميتها فانها قد تتحول الى نقمة لها ضرر كبير على الامن الاجتماعي والوطني،كما ان المرجعية الدينية وضعت معايير الاستفادة من المنظومة الالكترونية هو التفكير والتأني والتدبر بعاقبة ما ينشره الفرد، وما ينعكس من ضرر من هذا النشر،لان النشر قد يكون ضاراً بالآخرين ولايمكن حذفه بعد أن ينتشر الى الملايين وبعدها لاينفع الندم، لذلك على المتدين الواعي ان يضع الضوابط لنفسه في عملية النشر،وان يتامل جيداً فيما ينشر، وهل هذا النشر فيه ضرر لشخصيات أو مكونات او مذاهب .
المرجعية الدينية أشارت بوضوح الى ضرورة التاكد من المعلومة قبل الذهاب الى نشرها،وان كانت نافعة وفيها خدمة للمجتمع فلابأس بنشرها،لان النشر الغير المنضبط كالرصاصة الطائفية او القنبلة التي أخطات الهدف قد تقتل الاخ والصديق والمحب وقد تهتك حرمات الناس، وتؤذي مجتمع بأكمله وتقتل العشيرة والاهل أو الامة باكلمها،لان مثل هذه المواقع مليئة بالآراء والتحليلات ربما قد تكون مصدرها مجهول وبعناوين براقة وربما من اناس ضالين وفاسدين، كما ينبغي على القارئ والمتابع ان يتاكد ويثبت الاخبار ومدى صدقيتها وهل هي حق ام باطل، وعدم الاضرار بالآخرين من خلال هذا النشر والابتعاد عن الكذب والبهتان على الآخرين، كما انه ليس حجة شرعية في المحاججة العلمية، وقد يؤدي هذا النشر الى الفتنة بين المجتمع عموماً .
المرجعية الدينية اكدت كذلك على ضرورة عدم نشر أي شي ياتي صحيحاً، فبعض الاحيان قد يؤدي نشر الاخبار الصحيحة الى إحداث فتنة بين الناس وخصوصاً الطوائف والاديان والقوميات، ما يعكس الخطر على تماسك المجتمع عموماً، لان قد تكون بعض المعلومات والصور صحيحة ولكن نشرها إذا أدى الى فتن ينبغي التوقف عن النشر،لانها تسبب ضرراً بليغاً بمكونات المجتمع العراقي، والتأكيد على ضرورة أن يكون الفرد نافعاً في مواقع التواصل الاجتماعي الى وسائل سب وشتم لجميع هذه المكونات، والحذر من عملية الابتزاز التي يمارسها البعض على مواقع التواصل لايقاف نزعاته الشريرة ونزواته الشيطانية، مما يؤدي الى هتك أعراض الناس وخصوصياتهم .
التاكيدات التي جاءت من قبل المرجعية الدينية العليا تطلق جرس الانذار في ضرورة أن تستشعر الحكومة مسؤوليتها امام مثل هذه السلبيات،وتأخذ دروها في حفظ كيان المجتمع من التمزق،والوقوف بوجه هذه الخروقات الخطيرة،كما ينبغي على جميع مؤسسات المجتمع المدني أن تكون هي الاخرى الدور الرئيسي في الوقوف بوجه هذه المواقع ومتابعة أصحابها وملاحقتهم قانونياً، ونشر التوجيهات الطرقية والتأكيد على ضرورة عدم تصديق الاخبار الكاذبة، والدقة في عملية النشر،وأم الحفاظ على مكونات المجتمع العراقي هو خط احمر لاينبغي تجاوزه، والحفاظ على حرمات الناس وخصوصياتهم وتماسك المجتمع عموماً .
محمد حسن الساعدي
المصدر: وكالة شفقنا