فيما علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المعارك الجارية في ليبيا. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن طرابلس تعرضت لغارات جوية قبل منتصف الليل، ونقلت عن شهود أنهم سمعوا دوي انفجارات ضخمة ترافق مع هدير طائرات في السّماء.
وقال أحد سكان أقصى غرب طرابلس "نسمع طلقات مستمرّة بلا انقطاع وغارات جوّية بين حين وآخر، لكننا لا نعرف أين بالضبط".
وأضاف أن هناك أشخاصاً "يقولون على فيسبوك إنه يتوجّب حتما مغادرة المنزل إذا كنّا نعيش قرب ثكنة أو في مكان تنتشر فيه جماعات مسلحة، لكنّنا نخشى الخروج إلى الشارع في وقت متأخر من الليل".
ومنذ 4 أبريل/نيسان الجاري يشهد جنوب طرابلس اشتباكات عنيفة ين قوات حكومة الوفاق الوطني والقوات الموالية لخليفة حفتر التي تحاول اقتحام العاصمة.
وحتى الحين أدّت المعارك إلى مقتل 278 شخصًا على الأقل وإصابة 1332 ونزوح 38900 آخرين، حسب الأمم المتحدة.
أردوغان يتحدث
وتعليقا على المعارك الجارية في جنوب طرابلس، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستقف إلى جانب الليبيين في مقاومتهم للدكتاتور المدعوم من قبل بعض الدول الأوروبية والعربية.
ويشير أردوغان إلى الدعم الذي يتلقاه حفتر من مصر والسعودية والإمارات ودول أوروبية، على رأسها فرنسا.
وقال إن "ليبيا اليوم واحدة من الأماكن التي يحاول البعض تنفيذ سيناريوهات مظلمة فيها، ففي جانب منها هناك إدارة تستمد شرعيتها من الشعب، وفي الجانب الآخر دكتاتور يتم دعمه من قبل أوروبا وبعض الدول العربية".
وفي كلمة ألقاها في اجتماع لحزبه بأنقرة، تعهد أردوغان بأن تسخر تركيا كل إمكانياتها من أجل إفشال مساعي الذين يعملون على تحويل ليبيا إلى سوريا.
نيران قرب النفط
وفي ذات السياق، أرسلت قوات حفتر سفينة حربية إلى ميناء رأس لانوف النفطي شرقي البلاد.
وقال أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر إنهم أرسلوا سفينة الكرامة إلى رأس لانوف في منطقة الهلال النفطي الرئيسية بليبيا، في إطار "مهمة تدريب".
وتسيطر قوات حفتر على رأس لا نوف والموانئ النفطية الأخرى بشرق البلاد والحقول النفطية الليبية، ولكن من الناحية العملية ترك إدارتها للمؤسسة الوطنية للنفط.
ويقع مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، وقد سعت للبقاء بعيدا عن الصراع بين طرفي النزاع حتى تتمكن من مواصلة تصدير النفط الذي يعد شريان الحياة لليبيين.
وأدانت المؤسسة الوطنية للنفط استخدام منشآتها لأغراض عسكرية، دون أن تذكر قوات حفتر بالاسم.
وقالت في بيان "تعرب المؤسسة الوطنية للنفط عن إدانتها الشديدة لعسكرة المنشآت النفطية الوطنية في ليبيا".
من جهته، أكد آمر القطاع الأوسط بخفر السواحل الليبي التابع لحكومة الوفاق رضا عيسى أن القوات البحرية الليبية حصلت على صور للسفينة الفرنسية التي رست في ميناء راس لانوف النفطي، وتقوم بتحقيقات وتجمع مزيدا من المعلومات والأدلة عن تلك السفينة.
من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري إن دعم الإمارات والسعودية ومصر لهجوم حفتر أضر بالعملية السياسية، وجعل العودة إلى الحوار شيئاً من الماضي.