فلقد أبدت القوى السياسية العراقية رفضها القاطع لمواقف السفارة الاميركية في بغداد، حيث عبر تحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري امس الجمعة عن رفضه الشديد لمزاعم نشرتها السفارة الامريكية بالعراق.
وقال التحالف في بيان، انه "يرفض استخدام البعثات الدبلوماسية المتواجدة على الأراضي العراقية للإساءة الى اي دولة او الإساءة للمرجعيات الدينية التي لا يسمح ابناء الشعب العراقي بالمساس بها مطلقا ويعد هذا الفعل مخالفا لأعراف وقواعد العمل الدبلوماسي"..
واضاف البيان ان "ما صدر من تجاوز كبير على احد المرجعيات الدينية لدى ابناء الشعب العراقي من خلال الموقع الرسمي لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية هو تجاوز سافر وتعد غير مقبول وعليه"، مردفا بالقول انه "نطالب بحذف هذا البوست المسيء اولا ونطالب الخارجية باستدعاء القائم بأعمال السفير الأمريكي وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة".
فيما قال رئيس تحالف الاصلاح والاعمار العراقي السيد عمار الحكيم في بيان، "نعلن عن رفضنا القاطع لأي مساس وتطاول على مقام المرجعية الدينية ومن أي دولة أو جهة أو شخص ما، ونحذر من تكرار مثل هذه الإساءات، و محاولة استفزاز مشاعر المواطنين".
واضاف "ان استخدام العراق منطلقا للحرب الإعلامية أو التجارية أو السياسية يمثل انتهاكا لسيادتنا الوطنية وخرقا واضحا للأعراف الدبلوماسية المتبعة بين الدول".
من جهته، قال فالح الخزعلي عضو كتلة بدر البرلمانية، السبت، انه "يجب وضع حد للاستهتار الأمريكي في العراق وخروج القوات التركية وكل القوات الأجنبية من العراق".
واضاف ان "ما حصل من استهداف مقصود للمرجعية الدينية من قبل السفارة الامريكية يمثل استخفاف بمعتقداتنا وعازمين لوضع حل لهذه الحماقة الامريكية".
وفي نفس السياق اعلنت قيادات سياسية عراقية عدة رفضها للتصريحات الامريكية حيث اعلن زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، السبت، بأنه "قلق فيما يخص الصراع (الإيراني) مع الاتحاد الثنائي (ترامب ونتنياهو)، الذي أخذ على عاتقه تركيع الشعوب وتجويعها بأبشع الطرق وأذلها محتجا بحجج الارهاب وماشاكلها"، موضحا انه "لست هنا لاختار ما بين دعم (الجارة) ايران أو دعم الاتحاد الثنائي فدعم الاخير ممنوع ومحرم في ديننا وعقيدتنا وشرعنا".
جاء ذلك في وثيقة تضمنت عدة مقترحات قدمها الصدر، اليوم، 27 نيسان 2019، حيث أبدى زعيم التيار الصدري قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي.
واقترح السيد الصدر اقترح غلق السفارة الأميركية في بغداد في حال زج العراق بالصراع بين طهران وواشنطن، والا ستكون السفارة في مرمى المقاومين مرة أخرى".
من جانبه دعا الامين العام لحركة عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، اليوم السبت، السفارة الاميركية في العراق الى الالتزام بالحدود.
وذكر الخزعلي في تغريدة على حسابه بتويتر أن، "تصريحات ومواقف السفارة الأمريكية المباشرة والعلنية فضلا عن السرية، هي محاولات لزرع الفتنة وارباك الوضع الداخلي وكذلك هي وقاحة واستخدام العراق للتدخل قي الشؤون الخاصة بجيرانه بل والاعتداء عليهم".
وتابع قائلاً: "عليهم ان يعلموا ان للضيف حدود واداب عليه ان يلتزم بها وإلا فانه غير مرحب به".
النواب العراقيون ايضا اتخذوا اجراءا هاما ضد التدخلات الامريكية، اذ اكد عدد من النواب العراقيين، ان البرلمان سيناقش التدخل الامريكي في العراق مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال استضافته بمجلس النواب.
وقال النائب عن كتلة صادقون نعيم العبودي في مؤتمر صحافي عقده اليوم بمبنى البرلمان، "تقدمنا بطلب لرئاسة البرلمان لمناقشة التدخل السافر للسفارة الامريكية بالشان الداخلي العراقي مرفقا بتواقيع تجاوزت الـ65 نائبا"، مبينا ان "هذا التدخل غير مبرر وخارج السياقات الدبلوماسية، اضافة الى الحادثة الاليمة في الرياض بكركوك".
واضاف انه "تم الاتفاق على ان يتم مناقشة الموضوع واستضافة رئيس الوزراء بحسب ما وعدنا النائب الثاني لرئيس المجلس بشير الحداد"، بحسب ما أفادت السومرية نيوز.
وما زالت ردود الفعل العراقية تتوالي معلنة رفضها لمثل هذا التدخل السافر في شؤون البلاد، ومؤكدة ان الشان العراقي والوحدة بين ايران والعراق خط احمر لا يجب المساس به.