تمت ازاحة الستار عن مقبرة الفردوسي الحالية بمدنية طوس القريبة من مشهد المقدسة في اكتوبر – تشرين الاول لعام 1934، وذلك بمناسبة مرور الذكرى الألفية لميلاد هذا الشاعر. مقبرة الفردوسي والتي يرمز مظهرها الى المعالم والأبنية المتبقية من العهد الإخميني وتحديداً الملك الإخميني كوروش بمدينة باسارغاد في محافظة فارس، تشكلت من أجزاء ثلاثة هي: أولاً: الجزء الداخلي وهو عبارة عن حجر قبر من الرخام في أبعاد 1/5X1، حيث كتب عليه بخط النستعليق الجميل وبهامش مزين: باسم من خلق الروح والعقل... هذا القبر مدفن استاذ ورائد الشعراء المنشدين باللغة الفارسية وناظم القصص الوطنية الايرانية الشاعر الحكيم ابوالقاسم الفردوسي الطوسي الذي تبعث أشعاره على الحياة في مملكة ايران، ومقبرته هذه لها مكانة خالدة في قلوب سكان هذه الأرض... وتاريخ ولادته عام: 329 هـ. ووفاته: 411 هـ. ثانياً: قاعة مربعة الشكل مبنية من حجر الرخام، وداخلها مزخرف بالقاشاني، وتقوم القاعة على أربعة أعمدة عالية يعلوها رأسا عمود كبيران مزينة بتجيصصات عالية جميلة على شكل السلالم. ثالثاً: المظهر الخارجي للمقبرة وهو عبارة عن مجموعة سلالم مكسوة بحجر الرخام، حيث شيدت البناية عليها، ويطالعنا عدد من أشعار هذا الشاعر الملحمي الفردوسي منحوتة على جدران البناية، فضلاً عن نقوش حجرية بارزة منحوتة على الجزأين الجنوبي والشرقي لقبو القاعة. وتحكي هذه النقوش قصصاً وحكايات عن كتاب الملحمة. تبلغ مساحة حديقة مقبرة الشاعر الفردوسي نحو ستة هكتارات وتضم متحفاً ومكتبة، حيث يرتادها سنوياً اكثر من مليون سائح ومحبّ للفردوسي وأشعاره من داخل ايران وخارجها. كما يتقدم مدخل هذه الحديقة، حوض ماء مستطيل الشكل يعكس صورة عن بناية المقبرة.