ثلاث قصائد في ميلاد الاقمار الشعبانية

السبت 13 إبريل 2019 - 10:13 بتوقيت غرينتش
ثلاث قصائد في ميلاد الاقمار الشعبانية

مناسبات – الكوثر: ثلاث قصائد للشاعر حميد حلمي البغدادي بمناسبة ذكرى ميلاد الأقمار الشعبانية الإمام الحسين (ع) والإمام زين العابدين (ع) وأبي الفضل العباس (ع):

 

عُرفَ الحسينُ مدى الزمان مجاهدا

 

قصيدة جديدة بمثابة اُنشودة في ذكرى ميلاد سيد الشهداء الإمام الغيور سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) 💕💕💕💕💕

 

(مستهل القصيدة)

 

سجدَتْ لِنورِ أبي الفِداءِ الأنجُمُ

والشمسُ صلّتْ والبُدُورُ تُسلِّمُ

فلقد تضوّعَ بيتُ أحمدَ زاهراً

بشذا الحسينِ مُطهَّراً يتبَّسمُ

 

(١)

 

واستبشرَ الهادي البشيرُ محمدُ

والمرتضى الكرارُ ذِكْرٌ يَحمَدُ

والطُهرَةُ الزهراءُ تشكرُ ربّها

بوليدِ حيدرَ ثائراً يتبرعَمُ

 

(٢)

 

وتعطَّرَ البيتُ الشريفُ بثَغْرهِ

سبطاً سيفتخرُ الزمانُ بذكرهِ

أعظمْ بذُخرِ المُصطفى وبِصبرهِ

يومَ الشدائدِ حينما يتحزّمُ

 

(٣)

 

وُلِد الحبيبُ أخو الحبيبِ الأوّلِ

وأخو الإباءِ المستنيرِ الأنبلِ

وأخو المخدّرةِ التي لم تنكُلِ

في يومِ عاشوراء خَطْباً يُلهِمُ

 

(٤)

 

وُلدَ الإمامُ المستفيضُ درايةً

وأبو الكرامِ المُستحِثُّ صلابةً

فخرُ الحسينِ بأن يدومَ علامةً

في كلِّ ملحمةٍ بها نتقدّمُ

 

(٥)

 

عُرِفَ الحسينُ مدى الزمانِ مجاهدا

حُرّاً يقاومُ مستبدّا جاحدا

ومدادُ نهضتهِ تَسطَّرَ خالدا

ومقامُهُ في كربلاءُ يبلْسِمُ

..............

 

 

 

سعُدتْ بزينِ العابدينَ قلُوبُنا

______

 

قصيدة في ذكرى ميلاد الامام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) خاص بيوم 5 شعبان المعظم

____

 

بُهِجَ الهزارُ وغرَّدَ الشّحرُورُ

فلقَدْ تشَعْشَعَ كوكبٌٌ وسُرُورُ

 

بزغَ الذي يرثُ الإمامةَ ثورةً

من بعدِ عاشوراءَ وهو أسيرُ

 

حِرزٌ يصونُ بَني النبوَّةِ كوثراً

ميلادُ زينِ العابدينَ بشيرُ

 

سِبطٌ هو العلمُ الغزيرُ هدايةً

برِحابِ طيبةَ وهو بعدُ صغيرُ

 

يُفتي بعلم الأطهرينَ إمامةً

في المسجد النبويِّ ثَمَّ يُنِيرُ

 

عَشِقَتْهُ أفئِدةُ التُّقاةِ بيثربٍ

وَجْهاً تلألأَ دُرُّهُ المنثُورُ

 

في يومِ مَولِدهِ استدامَ محمدٌ

ذرِّيةً هُمْ للأنامِ بُدُورُ

 

طلبَ النبيُّ من العبادِ مَودَّةً

لهُمُ فهمْ أجرٌ يُرادُ يسيرُ

 

وضياءُ زينِ العابدينَ مفازةٌ

للمؤمنينَ وهم بِلاهُ خَسِيرُ

 

وَجْهٌ تَعظَّمَ بالعِبادَةِ ساجِداً

فهو ابنُ مَن وفَّى وكان يُجيرُ

 

وهو الهُمَامُ ولو أُغيثَ بصِحّةٍ

لمضى الى الهيجاءِ وهو هَصُورُ

 

ووَقى الحسينَ المستغيثَ بنفسِهِ

في يومِ عاشُورٍ فِداهُ يصيرُ

 

إقدامُ زينِ العابدينَ مسلَّمٌ

سِبطاً تخلّدَ صبرُهُ الموفُورُ

 

فأبُو التصابُرِ كانَ ثَمَّ ذخيرةً

في كربلاء فلم يَصِلْهُ مُبيرُ

 

قد ذاقَ ألوانَ البلايا مِحنةً

ومظالِماً مِنها الجبالُ تَمورُ

 

لكنّه قَهَرَ الطغاةَ بخُطبةٍ

خَلُدَتْ بها الذكرى وذَلَّ نكِيرُ

 

ما أعظمَ السجّادَ صوتاً صارِخاً

بالجاهلينَ : ألا فنحنُ النُّورُ

 

إنّا وأيمُ اللهِ آلُ محمدٍ

ولتشهدِ الأكوانُ أنّا السُّورُ

 

سُورُ العَقِيدةِ ليس يَطلُبُ هَدْمَنا

إلا ظلومٌ مارقٌ وكفُورُ

 

هاتِيكَ صرختُهُ استطالتْ نهضةً

في كلِّ أرضٍ سادَها مغرورُ

 

وصحيفةٍ بالأدعياتِ مَليئةٌ

بتراثِ أحمدَ ليس فيها زُورُ

 

فازَ الذينَ تشرّبُوا برَحِيقِهِ

خلُقَاً كريماً فالإمامةُ نورُ

 

هذا عطاءُ محمدٍ لأَمانِنا

وعطاءُ آلِ البيتِ وهو كثيرُ

 

سعُدتْ بزينِ العابدينَ قلُوبُنا

ولَيَومُ مولدهِ هدىً وحُبُورُ

 

أرواحُنا تسمو بآلِ محمدٍ

أبداً وذِكْرُ عُلاهُمُ تطهيرُ

...................

 

 

يا سيدي العباس يا قَمَرَ التُقى

 

____

 

قصيدة بمناسبة ذكرى ميلاد قمر بني هاشم وحامل راية أخيه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في واقعة عاشوراء الخالدة سنة 61 هجرية ، سيدنا الشهيد أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) :

 

___

 

يا ذائداً قد أبهَرَ الأفلاكا

عبَّاسُ ما بَرِحَ الخُلُودُ لِواكا

 

يا شِبْلَ حيدرةَ الفداءِ تحيةً

لكَ مِنْ قُلُوبٍ كرَّمَتْ ذِكراكا

 

ميلادُكَ الميمونُ هلَّ مُبارَكاً

للعاشقينَ مدى الزمانِ عُلاكا

 

فالسُؤْدَدُ الوضَّاءُ ينثُرُ عِطرَهُ

والمَكرُمَاتُ غدَتْ عبيرَ ثَراكا

 

سَقْياً أبا الفضلِ النجيبَ لِمولدٍ

نُذِرَتْ بهِ كِرْمَى الحُسينِ يَداكا

 

فلقد صرَخْتَ وأنتَ طفلٌ ناصراً

لبيَّكَ يا ابنَ أبي أجَبْتُ نِداكا

 

فأنا ابنُ ماجدةِ الأُصولِ ووالدي

حامي الرِّسالةِ قائداً ضَحَّاكا

 

لم يَعْيَ صارمُهُ وِقاءَ نُبوَّةٍ

وأنا ابنُ حيدرَ في الطُّفُوفِ وِقاكا

 

ولقد عَشِقْتُ مَلاحِماً لَمحمدٍ

وأبي عليٍّ ذاكرَيْنِ فِداكا

 

فسأَلْتُ ربّي بالحُسينِ تَقرُّباً

رَبَّاهُ أبْلِغْني بهِ مَرضَاكا

 

بُشرى أبا الحسنينِ ميلادٌ أتى

بالمُقمِرِ العباسِ شبلاً جاكا

 

بالجُودِ ملحمةُ العطاءِ جميعُها

بالتضحياتِ متابعٌ مَمْشاكا

 

هو ما أرَدْتَ أبا تُرابِ مُعَبِّئاً

لغدِ الحُسينِ مُعاضِداً دَكّاكا

 

لا يعتريهِ الشكُّ يومَ ظليمةٍ

جارتَ على سِبطِ النَبيِّ مَلاكا

 

طُهِّرْتَ نَفْساً يا ربيبَ إمامةٍ

أبداً أتاحَتْ نهضةً وحِراكا

 

دامَتْ بآلِ البيتِ نهجَ مآثِرٍ

يَحيا ويرفُضُ حاكماً أفّاكا

 

أكبَرْتُ أُمَّاً أنجَبَتْكَ مُضحياً

دُونَ الكرامِ وقد حَكَيتْ أباكا

 

أعظمْتُ تضحيةً بَذَلْتْ خلالَها

بِفَمِ الظَّما يُمناكَ مَعْ يُسْراكا

 

يا سيدي العباسَ يا قَمَرَ التُّقى

يا أُسوةَ المُستَلهِمينَ خُطاكا

 

يا مانحَ العُظماءِ إكسيرَ العُلا

بفِدىً تخلَّدَ في السَّماءِ سِماكا

 

وتمثَّلَ الأبطالُ عَزمَكَ واهباً

جيشَ الطغاةِ بكربلاءَ هَلاكا

 

مِنّا السلامُ عليكَ يا بنَ المُرتضى

يا خيرَ مَنْ عشِقَ الكُماةُ وَفاكا

 

__

 

بقلم الکاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي

١١ ابريل نيسان ٢٠١٩