وأضاف المركز انه “رَوَى الشَّيْخُ الصَّدُوقُ فِي “عُيُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا (ع)” عَنْ أَبِي العَبَّاسِ الخَرَزِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْبَانِيُّ قَالَ: كَانَتْ لِأَبِي الحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) بِضْعُ عَشْرَةَ سَنَهً كُلُّ يَوْمٍ سَجْدَةٌ انْقِضَاضَ الشَّمْسِ إِلَى وَقْتِ الزَّوَالِ، فَكَانَ هَارُونُ رُبَّمَا صَعِدَ سَطْحًا يُشْرِفُ مِنْهُ عَلَى الحَبْسِ الَّذِي حُبِسَ أَبُو الحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَكَانَ يَرَى أَبَا الحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سَاجِدًا فَقَالَ لِلرَّبِيعِ: يَا رَبِيعُ مَا ذَاكَ الثَّوْبُ الَّذِي أَرَاهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي ذَلِكَ المَوْضِعِ؟! فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مَا ذَاكَ بِثَوْبٍ وَإِنَّمَا هُوَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) لَهُ كُلُّ يَوْمِ سَجْدَةٌ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى وَقْتِ الزَّوَالِ. قَالَ الرَّبِيعُ: فَقَالَ لِي هَارُونُ: أَمَا أَنَّ هَذَا مِنْ رُهْبَانِ بَنِي هَاشِمٍ. قُلْتُ: فَمَا لَكَ قَدْ ضَيَّقْتَ عَلَيْهِ الحَبْسَ؟ قَالَ :هَيْهَاتَ لَابُدَّ مِنْ ذَلِكَ! [ج1ص89]”.
وأشار المركز الى ان المراد بالرهبانية المشار اليها هنا هي كثرة العبادة والانقطاع الى الله تعالى، ولا ينافي هذا الاطلاق مع ما ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم: (لَا رَهْبَانِيَّةَ فِي الإِسْلَامِ)، مبينا ان المراد بها الرهبانية التي كان عليها النصارى الذين عطلوا المعاش وضيقوا على أنفسهم فيما لم يضيق الله عليهم، فنهى الإسلام عن ذلك.