لكن ما خرجت به القمة الاخيرة فيما يتعلق بالملفات الساخنة لاسيما في فلسطين وسوريا وموضوع التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، يستدعي تعليقا عليه..
اولا
في موضوع سوريا وتحديدا الجولان السوري المحتل.. كان ملفتا الاجماع بين الحاضرين العرب حول رفض الاعلان الاميركي بالاعتراف بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان. فالبيان الختامي وقبله جميع الكلمات في القمة رفضت الاعلان، ونقول الكلمات رفضت وليس القادة العرب، لان الواقع يقول غير ذلك. ورفض الاعلان الاميركي يثير الخوف اكثر من قبوله، لانهم رفضوا قبله اعلان الولايات المتحدة حول الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال الاسرائيلي، غير ان رفضهم على الورق المختوم بشعار الجامعة العربية لم يقدم ولم يؤخر، وواشنطن اكملت مشروعها ونقلت سفارتها لدى كيان الاحتلال الى القدس ولحقت بها دول اخرى كانت اخرها البرازيل قبل يومين. كما يطرح سؤال ملح هنا هو كيف يمكن لدول عربية تفتقر للجرأة والقدرة ان تتكلم في موضوع الجولان وبعض هذه الدول يعرقل عودة سوريا المعني الاول الى الجامعة؟
ثانيا
في الموضوع الفلسطيني.. كان ملفتا ايضا دعوات خرجت من بعض الكلمات تدعو الى انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها شرقي القدس. لكن هذه الدعوات اصبحت بروتوكولا يجب ذكره في بيانات القمم العربية.
لكن الواقع الفلسطيني يقول بوضوح ان الدعوات العربية لا تقدم ولا تؤخر ايضا. فالقدس ازيحت من على طاولة اية مفاوضات حول عملية التسوية، وحل الدولتين صار في خبر كان والولايات المتحدة تسعى لتمرير صفقة ترامب بدون هذا الحل. كما ان الدول العربية التي دعت لحل الدولتين منها من طبع علاقاته مع الاحتلال الاسرئيلي ومنها من وافق ضمنيا على الغاء قضية القدس من اية عملية تسوية مستقبلية. فيما الدول الاخرى مشغولة بكيفية تمرير التطبيع والترويج له لدى شعوبها ومجتمعاتها، والذي لم يتم ذكره في القمة.
ثالثا
في موضوع اليمن.. لم يسمع اي مواطن عربي خلال القمة اية اشارة الى الوضع الكارثي والمجاعة التي يعيشها اليمنيون ولا الى المجازر التي ترتكب ولا البنى التحتية التي تدمر ولا الكوليرا التي تفتك بارواح الاطفال والكبار، لكن اي عربي قد يتساءل لماذا لم يتم ذكر هذه الامور؟ هل لان السعودية وتحالفها مسؤولون عن ذلك؟ وحتى لو ذكرت هذه الامور فهل كان سيجرؤ احد على الدعوة لمحاسبة الرياض وتحالفها؟؟
واذا ما تذكرنا الخلافات الثنائية والجماعية بين الدول الاعضاء في الجامعة العربية، فان ما قررته القمة العربية وما ستقرره القمم المقبلة، سيبقى حبرا على ورق لاثبات انه قيل لا اكثر. اما القضايا والثوابت العربية، فالافضل احالتها الى الشعوب علها يوما ما تستعيد حقوقها وتصحح مسار البوصلة.
حسین الموسوی