ردود فعل مستنكرة وغاضبة لقرار ترامب بشأن الجولان

الإثنين 25 مارس 2019 - 19:46 بتوقيت غرينتش
ردود فعل مستنكرة وغاضبة لقرار ترامب بشأن الجولان

سوريا _ الكوثر: وعد من لا يملك لمن لا يستحق .. في هذه الخانه يدرج قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشؤوم بالاعتراف بسيادة كيان الاحتلال "الاسرائيلي" على الجولان السوري المحتل وبسذاجته المعهوه لم ير في هذا القرار الخطير ما يقلق، ووقع على مرسوم اعتراف بلاده بشكل كامل بسيادة "إسرائيل" على مرتفعات الجولان التي احتلتها في حرب عام 1967.

وقال ترامب، قبل لحظات من التوقيع على المرسوم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، عقب لقاء بينهما، إن "إسرائيل لديها حق تام في الدفاع عن نفسها" بما في ذلك من أي هجوم من الأراضي السورية.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن أي تسوية في الشرق الأوسط يجب أن تعتمد على حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها. وتعهد ترامب بأن الولايات المتحدة ستقف إلى الأبد جنبا إلى جنب مع "إسرائيل".

وأعلن الرئيس الأمريكي، يوم 22 مارس، أن "الوقت حان للاعتراف بسيادة "إسرائيل" الكاملة على هضبة الجولان" السورية المحتلة من قبل القوات الإسرائيلية منذ حرب 1967، وذلك في إجراء يتناقض مع جميع القرارات الدولية حول هذه القضية ولقي معارضة من قبل كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وروسيا ناهيك عن دول المنطقة باستثناء إسرائيل.

الخارجية السورية: قرار ترامب لا يغيير الحقيقة التاريخية

وزارة الخارجية السورية أكدت أن تحرير الجولان بكافة الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم هو حق غير قابل للصرف وأن عزيمة السوريين وتصميمهم وإصرارهم على تحقيق هذا الهدف هي اليوم أكثر صلابة من أي وقت مضى.

وقال مصدر رسمي في الوزارة إنه “في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية أقدم الرئيس الأمريكي على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الصهيوني”.

وأكد المصدر في تصريح لـ سانا أن القرار يأتي تجسيداً للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” في العداء المستحكم للأمة العربية ويجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحماية التي تقدمها الإدارات الأميركية المتعاقبة للكيان الإسرائيلي الغاصب.

وشدد المصدر على أن قرار ترامب يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها من خلال الانتهاك الأمريكي السافر لقراراتها بخصوص الجولان السوري المحتل وخاصة القرار 497 لعام 1981 الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة ويرفض قرار الضم لكيان الاحتلال الإسرائيلي ويعتبره باطلاً ولا أثر قانونياً له.

وقال المصدر: “ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة وهذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجاً في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح”.

وأكد المصدر أن سورية إذ تعلن الرفض المطلق والقاطع للقرار الأمريكي تؤكد وبكل قوة أن الكون بأسره لا يستطيع تغيير الحقيقة التاريخية الخالدة بأن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً وأن تحريره بكل الوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم سورية هو حق غير قابل للصرف وأن عزيمة وتصميم وإصرار السوريين على تحقيق هذا الهدف هي اليوم أكثر صلابة من أي وقت مضى.

وأضاف المصدر إن السوريين على امتداد الوطن السوري وكما كانوا على الدوام يؤكدون اليوم في مواجهة القرار الأسود للرئيس الأمريكي على تلاحمهم مع أهلنا الصامدين المقاومين في الجولان السوري المحتل يتقاسمون معهم مرارة الاحتلال والعدوان ويشاركونهم العزيمة والإصرار على دحر العدوان وتحرير الجولان وإن يوم اللقاء الوطني على ثرى الجولان الطاهر المحرر من رجس الاحتلال أقرب مما يظن الكيان الغاصب وداعموه.

الاتحاد العام للاذاعات والتلفزيونات الاسلامية يندد بقرار ترامب

اكد الاتحاد العام في بيان رفضه للقرار الامريكي المخالف للمواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الامن والامم المتحدة، معتبرا ان هضبة الجولان المحتلة كانت وستبقى جزء لا يتجزء من الاراضي السورية.

واضاف البيان ان القرار الاميركي هو قرار استفزازي للشعوب العربية والاسلامية ويستهدف تاريخها وحضارتها ووجودها موضحا ان كل القرارات الاميركية تتماشى مع سياسة الاحتلال الاسرائيلي وتستهدف الهوية العربية والاسلامية، داعية وسائل الاعلام الى الوقوف الى جانب فلسطين وسوريا في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بهما البلدان.

الأمم المتحدة: وضع الجولان لم يتغير

أعلنت الأمم المتحدة أن موقفها بشأن الوضع القانوني للجولان السوري المحتل لم يتغير إثر اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا بالسيادة الإسرائيلية عليه.

وجاء هذا التصريح على لسان ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش، أثناء موجز صحفي عقده اليوم الاثنين، عقب توقيع ترامب على مرسوم رئاسي بشأن الجولان بحضور رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في وانشطن.

وقال المسؤول الأممي: "يبدو للأمين العام أن وضع الجولان لم يتغير. موقف الأمم المتحدة تعكسه القرارات المناسبة لمجلس الأمن الدولي".

وتبنى مجلس الأمن الدولي عام 1981 بالإجماع قرارا ينص على أن فرض إسرائيل قانونها وإدارتها على الجولان المحتل من قبلها منذ حرب الأيام الستة عام 1967 خطوة باطلة وغير قانونية.

روسيا تحذر من عواقب قرار ترامب حول الجولان

من جانبه أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الامريكي مايك بومبيو بأن اعتراف واشنطن بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل يشكل انتهاكا للقانون الدولي.

وقال لافروف إن توجه واشنطن إلى الاعتراف بإسرائيلية الجولان "يقود إلى انتهاك سافر للقانون الدولي ويعرقل تسوية الأزمة السورية ويزيد الوضع في الشرق الأوسط تأزما".

وفي انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.. وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين قرارا يعترف بسلطة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل.

كما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن قرار الولايات المتحدة بشأن مرتفعات الجولان يتناقض مع القوانين الدولية وقد يؤدي لتصعيد التوتر في المنطقة.

وقالت زاخاروفا "وقع السيد ترامب وثيقة تعترف بسيادة إسرائيل على الجولان. ماذا يمكن أن نقول؟ لقد سبق أن تحدثنا عن ذلك مرارا بشكل مستدام، ولسوء الحظ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى جولة جديدة من التوتر في منطقة الشرق الأوسط".

تركيا : قرار ترامب لن يشرعن أبدا احتلال الهضبة السورية

أكدت تركيا أن اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان لن يشرعن أبدا احتلالها للهضبة السورية المحتلة، معتبرة أن واشنطن تجاهلت من جديد مبادئ القانون الدولي.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في تغريدة نشرها اليوم الاثنين: "إن الولايات المتحدة تجاهلت من جديد مبادئ القانون الدولي. لكن هذا القرار لن يشرعن أبدا الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف تشاووش أوغلو: "بالعكس، هذا الإجراء سيزيد مرة أخرى من التوتر في المنطقة بعرقلته جهود السلام في الشرق الأوسط".

وأكد وزير الخارجية التركي: أنقرة ستتخذ إجراءات ضد قرار أمريكا بشأن الجولان بما في ذلك في الأمم المتحدة.

الجامعة العربية: قرار ترامب باطل وينتهك القانون روحا ونصا

استنكر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبرا إياه "قرارا باطلا شكلا وموضوعا".

وشدد أبو الغيط، في بيان وزع على وسائل الإعلام اليوم الاثنين، على أن إعلان ترامب يعكس "حالة من الخروج على القانون الدولي روحا ونصا تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم.

وذكر الأمين العام للجامعة العربية أن الإعلان الأمريكي لا يغير شيئا في وضعية الجولان القانونية، مؤكدا أن الجولان أرض سورية محتلة لا تعترف أية دولة بسيادة إسرائيل عليها.

الخارجية اللبنانية: لا يمكن لأي بلد أن يزور التاريخ

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان أن “الإعلان الرئاسي الأميركي بخصوص أحقية إسرائيل بضم هضبة الجولان السوري، هو أمر مدان ويخالف كل قواعد القانون الدولي ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل”، ولفتت الى ان “مبدأ الأرض مقابل السلام يسقط، إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا يبقى من سلام ليعطى”.

وأشارت الخارجية اللبنانية في بيان لها الاثنين الى ان “هضبة الجولان أرض سورية عربية ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة ولا لأي بلد أن يزور التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر”.

وتابعت “إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها لا قوتها ولا عنصريتها وهي لن تجد أمنها إلا بالسلام العادل والشامل”، واضافت “كما لن تنفعها حربها الجديدة على غزة والتي ندينها بشدة”.

ويحتل كيان الاحتلال منذ حرب يونيو 1967 حوالي 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، بينما لا يزال حوالي 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.

وتعتبر الهضبة التي كانت قبل ذلك جزءا من محافظة القنيطرة السورية، حسب القانون الدولي، أرضا محتلة، ويسري عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على ضرورة انسحاب إسرائيل منها.

وفي ديسمبر 1981 تبنى كنيست الاحتلال قانونا أعلن سيادة "إسرائيل" على هضبة الجولان، لكن مجلس الأمن الدولي رفض هذا القرار، وكذلك أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدم شرعية احتلال الهضبة داعية إلى إعادتها لسوريا.

ويقيم في الجانب المحتل للجولان حاليا حوالي 25 ألف سوري مقابل 23 ألف مستوطن إسرائيلي، فيما تخطط سلطات الكيان لتوسيع مستوطناتها في المنطقة.