(١)
_________
جاءنا نوروزُ حيّاهُ ربّي
ضيفٌ كريمٌ يَهواهُ قلبي
شعرٌ يُغنِّيهِ دفءُ الحياةِ
نورٌ مضيءٌ يُؤنسُ دربي
تسعدُ فيه بلابلُ صُبحٍ
تُزجي تغاريدَها وتُلبّي
تغفو على راحتيهِ قلوبٌ
تاقت إلى اُقحوانٍ بقلبِ
قاستْ طويلاً من مارقينَ
هاجوا وماجوا في كلّ حدبِ
أقبلْ أنوروزُ بالمفرحاتِ
ما دام يومُكَ نفياً لجدبِ
وانشُر نسيماً واْبزغ ضياءً
وانثُرْ عبيراً نوروزُ لبِّ
نوروزُ أَكثِرْ يُسراً كثيراً
أزِحْ جبالاً من كلِّ صَعبِ
نوروزُ طالَ انتظارُ سِبطٍ
فهلْ تُراهُ آتٍ بقُرْبِ؟
أنعِشْ شُعوباً تَهوى حياةً
ربّانُها قارىءٌ باْسم ربّي
(٢)
____________
جاء نوروزُ بالربيعِ الجميلِ
بالأقاحي وبالنسيمِ العليلِ
جاءَ يشدُو يُريدُ مِنّا وئاماً
فهُو العيدُ زاخراً بالهُطُولِ
وهُو الفَجْرُ لالتقاءٍ عظيمِ
لجميعِ الورى على التّهليلِ
رايةُ العَدْلِ في الرِّحابِ تنادي
يا بَني الخَيرِ أذِّنُوا بالوَصِيلِ
فيدُ اللهِ فوقَ أيدِي البرايا
مَجدُنا وحدةٌ كشَأْنِ الجُبُولِ
قد شبعْنا أذىً وحُزناً مبيراً
آنَ نَصْرٌ على الظَّلومِ الوبيلِ
إنَّ نوروزَ يومُ سعدِ الأماني
يومَ عمَّ الهُدَى بصدقِ الرسولِ
يومُ عيد الغديرِ فيه اكتمالٌ
لذُرا الدينِّ بالوصيِّ الدليلِ
عادَ نوروزُ للتهاني سُرُوراً
واشتياقاً إلى لِقا المأمُولِ
فهُو العدلُ والتقى والتسامي
وهْو ميراثُ أنبياءِ الجليلِ
وسَيأتي عمّا قريبٍ مُغيثاً
ليُقيمَ الهُدى بقصدِ السبيلِ
قصدِ طه الهدى وبيتٍ عظيمِ
طهَّرَتْهُمْ حقائقُ التنزيلِ
صلواتُ الله الكبيرِ عليهمْ
آيةً للعُلا وكلِّ جميلِ
(٣)
___________
هاتِ نوروزُ فرحةً باضطرادِ
وربيعاً يُفضي إلى الإسعادِ
فإلى إخوتي جزيلُ احترامٍ
ودعاءٌ أبُثُّه باجتهادِ
وإلى قُربَتي وخِلَّةِ دَهْري
كلُّ حُبٍّ يَسري بعُمْقِ فؤادي
أَصدقائي دُمتُمْ كراماً وإني
بِكِمُ أبتغي عظيمَ المُرادِ
بدُعاءٍ يؤولُ بي نحوَ بِرٍّ
وصلاحٍ وعفّةٍ وسَدادِ
وسلامٌ على الحُماةِ دياراً
وعلى نَهضةٍ نَمَتْ في البلادِ
نهضةُ الخيرِ إذ أزاحتْ مُرُوقاً
كانَ يسعى الى اضطهادِ العبادِ
فتصدى لهُ الكُماةُ انتصاراً
لديارٍ شكَتْ ونهرٍ ووادِ
هاتِ نوروزُ مِنْ رُوائِكَ شِرباً
يرتوي منهُ مَغنماً كلُّ صادِ
ووُرُوداً تضُوعُ بالعطر أُنسَاً
يُسعِدُ الخلقَ في القُرى والبوادي
_______________
بقلم : حميد حلمي البغدادي
٢١ آذار.مارس ٢٠١٩