وبحسب موقع منظمة الصحة العالمية، فإن السعال هو رد الفعل الفسيولوجي واستجابة الجسم غير الطوعية، التي تجري من خلال الزفير العنيف، حيث يحاول الجسم طرد المخاط والأوساخ والجزيئات الأخرى من الشعب الهوائية.
وفي هذا الصدد نشر موقع "ستيب تو هيلث" تقريراً تحدث فيه عن السعال الليلي عند الأطفال وقدم بعض النصائح للأمهات.
وأوضح التقرير بأنه يمكن لطفل في سن المدرسة ويتمتع بصحة جيدة وليس له تاريخ من التهابات الجهاز التنفسي أن يسعل ما يصل إلى 34 مرة في اليوم، ومع ذلك فإن السعال هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الآباء يعرضون أطفالهم على الطبيب، رغم أنه عادة لا يحتاج إلى علاج طبي، لكن السعال قد يعتبر مزمنًا إذا استمر لأكثر من أربعة أسابيع، ووفقا للأطباء.
لماذا نسعل؟
وعن سبب السعال قال التقرير، إن مستقبلات السعال تقع على طول الشعب الهوائية، من الحنجرة إلى الشعب الهوائية، ويتم تحفيزها من خلال وجود العوامل التالية:
التهابات الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك التهاب الأنف، التهاب البلعوم الأنفي، التهاب الحنجرة.
نزلات البرد.
فرط الاستجابة القصبية.
الربو والحساسية.
مرض الجزر المِعَدي المريئي والمعروف بـ"الارتجاع المِعَدي المريئي".
وأشار التقرير إلى أن الأطفال قد يسعلون قليلا في النهار، وذلك لأنهم يتحركون ويقفون كثيرا أثناء النهار، مما يعني أن مخاطهم يتحرك أيضا، فيما تبقى فتحات الأنف مفتوحة ويمكنهم التنفس بشكل جيد، مما يقلل من السعال، لكن لا يمكنهم التوقف عن السعال بمجرد ذهابهم إلى الفراش.
ومع ذلك، عندما يستلقي الأطفال على الفراش تصبح الشعب الهوائية أكثر ازدحاما، لأن المخاط لا يتحرك بنفس القدر الذي يفعله في النهار، مما يسبب حدوث احتقان، يؤدي مع وضعية الجسم الثابتة في الليل إلى تجفيف المخاط والممرات الهوائية، وهذا هو السبب في أن الأطفال لا يمكنهم التوقف عن السعال.
علاج السعال
ولفت التقرير إلى أنه يمكن علاج السعال الليلي بشكل عام في المنزل بهذه التوصيات:
تجنب البيئة الجافة للغاية، فمن الضروري توفير الرطوبة في غرفة الطفل، وتعتبر أجهزة الترطيب مفيدة للغاية في هذا الأمر لكن يجب تنظيفها جيدًا، وإذا كنتِ تستخدمين التدفئة، يجب أن تتأكدي من أنها ليست عالية جدا، وأن تضعي حاوية مياه فوق "الرادياتير" لتوفير الرطوبة للهواء.
منع تجمع المخاط، فمن المهم الحفاظ على رطوبة جسم طفلكِ لتخفيف المخاط حتى يمكن طرده بسهولة أكبر، وذلك عبر التأكد من شربه الكثير من الماء، ويمكنكِ أيضًا منحه ماء جوز الهند أو مزيج من عصير الفاكهة.
النوم في وضعية نصف الجلوس، فالنوم الأفقي يساهم في زيادة السعال الليلي عند الأطفال، لذا يمكنكِ محاولة جعلهم ينامون جالسين قليلاً "نصف جلسة"، ارفعي رأس السرير قليلاً، وإذا كان السرير ثابت ضعي بعض الوسائد خلف ظهر الطفل، بحيث يصبح رأسه أعلى من بقية جسده.
تحسين التنفس الأنفي، وإذا كان لديهم مخاط سميك، جرّبي المحاليل الملحية التي يمكن العثور عليها في البخاخات أو القطرات، نعم هي غير مريحة للأطفال، لكنها فعالة للغاية وتحسن تنفسهم الأنفي.
تدليك الصدر، فيمكنكِ أيضًا تدليك صدر الطفل "طالما كان عمره أكبر من سنيتن" بمزيج من الزيوت الأساسية ومنها: (2قطرات من زيت الأوكالبتوس "الكينا" الأساسي، 10 قطرات من زيت البخور العطري
½ كوب من زيت اللوز الحلو)، اخلطي جميع الزيوت جيدا في وعاء، ثم ضعي كمية صغيرة على يديكِ وقومي بتدليك صدر طفلكِ لتخفيف احتقانه.
تخفيف جفاف الحلق، حيث ثبت علميا أن العسل يرطب الحلق، وبالتالي يخفف من السعال الجاف، ويمكنكِ إعطاء طفلكِ ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم أو عند بدء السعال، كما يمكنكِ أيضا خلطه مع الحليب الدافئ.
ويمكن تقديم العلاج المنزلي للسعال الليلي أيضا بتقطيع وهرس بصل أبيض، أو أحمر، وسكب بعض العسل فوقه، ويمكنكِ إعطاء طفلك هذا الشراب كل يوم.
ويعتبر البصل من الطرق الفعالة للغاية لتخفيف السعال الليلي عند الأطفال، ويمكن وضع البصل المفروم بجانب سرير الطفل، وهذا العلاج القديم فعال لأن البصل غني بالبوليفينول، ومضادات الهيستامين الطبيعية التي تخفف أعراض الحساسية وتقلل من التهاب مجرى الهواء، وإذا قمتي بإضافة بعض السكر إلى البصل، فرائحته سوف تملأ الغرفة بأكملها وسوف يتوقف طفلك عن السعال.
تجنب التطبيب الذاتي
وبشكل عام، لا يحتاج السعال الليلي عند الأطفال إلى أدوية من أي نوع، إذا كنتِ في شك من أن السعال ليس طبيعي وسببه مرضا ما، استشيري طبيب الأطفال.
ويفضل عدم إعطاء الطفل الأدوية التي تحتوي على الكودايين ، ديكستروميثورفان، أو الكلوبيستين بدون استشارة الطبيب، فهذه الأدوية يمكن أن يكون لها آثار جانبية ضارة.
وختم الموقع تقريره بالقول: "إذا كان طفلكِ يعاني أيضًا من صعوبة في التنفس والنوم، فيجب عليكِ استشارة طبيب الأطفال، ومن المهم أيضًا إزالة المهيجات البيئية مثل دخان السجائر وتنظيف المواد الكيميائية من المنزل، وأيضا قبل استخدام هذه النصائح يجب استشارة الطبيب".