وجاء في الوثائق التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، بحسب موقع "هسبرس" المغربي، فإن المخابرات المغربية علمت بالصدفة عام 2016 معلومات بشأن التونسي أنيس العمري، الذي نفذ لاحقا هجوم الدهس في برلين، وذلك بسبب صلاته بتكفيريين منحدرين من المغرب في ألمانيا.
ووفقا للوثائق، التي اطلعت عليها الوكالة فقد قدمت الاستخبارات المغربية للمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ذلك الحين معلومات مفصلة عن مغربي، ومغربي-فرنسي، والعمري. وكانت الاستخبارات المغربية تركز في ذلك على اتصالات محتملة للثلاثة مع أنصار لتنظيم "داعش" في سوريا أو ليبيا أو العراق.
وبحسب الوثائق، فقد حذرت المخابرات المغربية من أن العمري تكفيري لديه استعداد للقتال ويعتزم تنفيذ "مشروع" لا يمكنه التحدث عنه عبر الهاتف.
ونفذ العمري هجوم دهس بشاحنة في إحدى أسواق عيد الميلاد في برلين في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016، أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة أكثر من 70 آخرين، وفر العمري في وقت لاحق إلى إيطاليا وهناك لقي حتفه في مدينة ميلانو برصاص الشرطة الإيطالية.
وتكشف الوثائق أن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية أطلع سلطات الأمن على المستوى الاتحادي والولايات على المعلومات.
وطلب من المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية)، في ذلك الحين، التحري عن المعلومات القادمة من المغرب.
وكشفت التحقيقات التي تجريها اللجنة البرلمانية المختصة بالهجوم أن الاستخبارات الداخلية الألمانية لم تتحر عن المعلومات سوى لدى الاستخبارات الأمريكية، التي لم تقدم ردا إلا عقب وقوع الهجوم.
العمري أوقف مرات عدة بسبب استهلاك المخدرات قبل الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
وهاجر العمري بشكل غير شرعي إلى إيطاليا، حيث أمضى ثلاث سنوات قبل أن يسافر إلى ألمانيا، بحسب المسؤول الأمني التونسي.
ووصل العمري، في تموز/ يوليو 2015، إلى ألمانيا التي رفضت، في حزيران/ يونيو الماضي، طلبا منه بمنحه اللجوء ولم تتمكن من طرده لأن تونس احتجت لأشهر على كونه من مواطنيها.
وحاول الشاب، بحسب صحيفة "بيلد" الألمانية، تجنيد آخرين لتنفيذ اعتداء قبل عدة أشهر.
وقد كان موضع تحقيق قضائي للاشتباه في تحضيره لاعتداء قبل الهجوم بالشاحنة في برلين.