وأكد الخبير لوكالة "سبوتنيك" على أن استخدام الأنفاق في الحروب قديم جدا، ويعود لزمن الإسكندر المقدوني، واستخدمت في عدة أماكن من العالم، كأفغانستان وفيتنام وغيرها، واستخدمتها المقاومة اللبنانية في الجنوب ضد الكيان الإسرائيلي.
وقال الخبير: لا أعتقد أن مسألة الأنفاق جديدة في الحروب، خاصة وأن معظم المدن مليئة بالأنفاق، للخدمات وشبكات الصرف الصحي وغيرها، التي يمكن استخدامها عسكريا. والتجربة السورية خير دليل على ذلك.
وأكد اللواء أن الجيش السوري خاض تجربة صعبة ضد الأنفاق، وتحدث عن الإمكانيات الكبيرة التي امتلكها المسلحون في سوريا، وقال: الإرهابيون في سوريا استخدموا أنفاق الخدمات، وحفروا أنفاقا أعمق بكثير من شبكات الصرف الصحي، والدول الغربية مع الولايات المتحدة وفرت أنظمة وأجهزة للحفر، ربما كانت مستخدمة في المناجم وأماكن أخرى، وقد طور الإرهابيون هذه الأجهزة والحفارات، حيث زودت بجنازير ورؤوس حفر، سمحت بمرور الشاحنات والدبابات والعربات الثقيلة داخل هذه الأنفاق، وعلى أعماق تزيد عن 30 و40 مترا تحت سطح الأرض.
ميزات إضافية تمنحها الأنفاق
وأضاف اللواء المتقاعد: إن هذه الأنفاق تعني تقنيات جديدة وأساليب جديدة، في الصراعات والحروب المستقبلية، وهي منحت الحماية للمسلحين من نيران المدفعية والضربات الجوية، ووفرت لهم سرية التنقلات، وبالإضافة إلى كونها شكلت حماية لهم، فهي كانت مخزنا آمنا للعتاد من سلاح وذخيرة، وأمكنتهم من البقاء في ملاجئ لفترات طويلة، خاصة وأنها كانت مزودة بأنظمة تكييف وتهوية.
الحرب المضادة
وكشف الخبير أن حرب الأنفاق دفعت بالجيش السوري إلى إيجاد سبل لمكافحتها، من أجل القضاء على الإرهاب على الأراضي السورية وقال عن ذلك: هذه الأنفاق لم تنفع معهم كثيرا، لأن الجيش السوري اكتشف ما يسمى بالأنفاق المضادة، فكان الصراع على شكل سباق بين الجيش السوري والمسلحين، لمن يمكنه اكتشاف نفق الطرف الآخر أولا، ومن يلتقي بالنفق المعادي قبل الثاني، فعندما كان المجموعات المسلحة تحفر نفقا على عمق 30 متر، كان الجيش السوري يحفر على عمق 35 متر، ويقوم بتفجير النفق تحت المجموعات المسلحة.
الاتهام يوجه نحو الولايات المتحدة
وأضاف عباس: تم تشكيل منظومة متكاملة لمكافحة الأنفاق وحروب الأنفاق، واكتسب منها الجيش السوري خبرات كبيرة، أمكنته من مواجهة تكتيكات الأنفاق التي اخترعتها وطورتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقواتها الوكيلة في سوريا، لينجح الجيش السوري بحسم هذه المعركة لصالحه.