من العجائب.. سطح القمر في تونس

الأحد 3 مارس 2019 - 14:12 بتوقيت غرينتش
من العجائب.. سطح القمر في تونس

تونس - الكوثر: لست بحاجة إلى مركبة فضائية أو أن تكون رائد فضاء لتزور" سطح القمر"، فبإمكانك الذهاب مشيا على الأقدام في تونس والاستمتاع بمنظره الفريد والرائع والتقاط صور تذكارية.

يتراءى لزائر مدينة السمار في محافظة تطاوين جنوب شرقي تونس موقع "عين شرشارة" الذي بات يعرف اليوم باسم "سطح القمر" فهو شبيه جدا بالقمر، وحال دخولك المكان سرعان ما تنسى كوكب الأرض لتبحر في عالم من الأحلام.

صخور بأشكال هندسية متنوعة وغريبة يتخذ أغلبها شكل الفطر وألوان مختلفة فضية وحمراء وبنية نحتت عليها خطوط لولبية في تناسق عجيب يطغى عليها لون أسود قاتم، مكان يكاد يخلو من أي نباتات إنه "سطح القمر".

المكان ليس كالأماكن العادية التي توجد على الأرض، والصخور هنا تتخذ أشكالا غريبة تختلف عن أشكال صخور الكوكب الأزرق، إنه مثل لوحة فنية عملاقة امتزجت فيها الألوان الترابية وتنوعت فيها الأشكال الهندسية.

ويمتد موقع "سطح القمر" على مساحة تزيد على خمسة هكتارات، ترتفع فيه آلاف الصخور المتحجرة التي يبلغ طول البعض منها نحو مترين، كما تمتاز في الأغلب بلونها الأحمر الشبيه بلون الرمال الصحراوية.

موقع في عمق الصحراء التونسية بتضاريس وفوهات توحي لزائره أنه في ساحة ديكور فيلم تاريخي أو فيلم رعب، أو أنه أمام أحد اللوحات الفنية أو المنحوتات الأثرية، وما زاده جمالا مياه العين المتدفقة بين الصخور. 

توافد الزوار يوميا من داخل البلاد وخارجها على الموقع وعلامات حب المغامرة تعلو محياهم وكأنك بهم على سطح القمر فعلا، يمشون بحذر بين الصخور المتفاوتة الأحجام.

أحدهم يلمس سطوح الأحجار في غرابة ليتثبت من نوعيتها، والآخر يدقق في ألوانها وأشكالها الغريبة، في حين يهرع آخرون إلى اختيار مكان مناسب لالتقاط صور وفيديوهات ونشرها سريعا على مواقع التواصل.

الجميع هنا نسي أنه على كوكب الأرض وسرح بخياله بعيدا، يقول عماد "أحس أنني على سطح القمر، فعلا إنه شعور رائع"، وعلى مقربة منه أم تقنع ابنتها الصغيرة بالعودة بعد أن رفضت باكية، فهي تظن أنها فعلا خارج كوكب الأرض.

مراد مصور فوتوغرافي أتى مع صديقه خصيصا لالتقاط صور في المكان المميز، يقول للجزيرة نت "أقل ما يقال عن المكان إنه مذهل وساحر، أتيت لألتقط صورا وأستمتع بالمنظر الطبيعي الخلاب".

يقول المختصون في الجيولوجيا إن موقع "عين شرشارة" يعود تاريخه إلى أكثر من مئتي مليون سنة، أي إلى العهد الترياسي الذي ظهرت فيه الديناصورات.

ويستند هؤلاء المختصون إلى عثور مجموعة من الباحثين من جامعة بولونيا الإيطالية برفقة باحثين من تونس على هيكل عظمي لنوع فريد من الديناصورات يرجح الباحثون أنه يعود إلى ما بين 100 و150 مليون سنة قرب الموقع.

ويشبه البعض الموقع بقاع البحر، الأمر الذي أكده خبير الجيولوجيا علي هادي للجزيرة نت بقوله إن "سبخة الصمار هي عبارة عن بحر ميت، فقد كانت منذ قرون بحرا ضحلا ثم جفت وانجرفت بفعل الملح المكثف بعد تبخر الماء وبالتالي تشكلت تلك الترسبات على شكل صخور".

ومن الصدف الطريفة أن للقمر أسماء عدة في اللغة العربية، من بينها "السمار".

المصدر : الجزيرة