نيويورك تايمز تكشف عن فضيحة جديدة للسعودية

الأحد 3 مارس 2019 - 10:50 بتوقيت غرينتش
نيويورك تايمز تكشف عن فضيحة جديدة للسعودية

الولايات المتحدة- الكوثر: قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الطبيب السعودي الأميركي وليد فتيحي المعتقل في السعودية منذ نحو 15 شهرا تعرض لتعذيب شديد، وإن ذلك من شأنه أن يهدد العلاقات السعودية الأميركية.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته امس السبت على موقعها الإلكتروني، أن فتيحي (54 عاما) اعتقل في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 خلال حملة الاعتقالات الواسعة التي نفذتها السلطات السعودية تحت شعار مكافحة الفساد، والتي استهدفت رجال أعمال وأمراء ومثقفين ودعاة.

وتابعت أن الطبيب، الذي احتجز في البداية في فندق الريتز بالرياض مع عشرات آخرين، ما زال رهن الاعتقال منذ ذلك الوقت دون توجيه أي تهم رسمية له أو تقديمه للمحاكمة.

وحصل وليد على الجنسية الأميركية بحكم أنه درس وامتهن الطب في الولايات المتحدة، وتلقى تدريبا في جامعة هارفارد الأميركية، وأحد أبنائه يقيم بالولايات المتحدة، وبعد عودته للمملكة شيّد مصحة خاصة به في مدينة جدة.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن صديق للطبيب أن الأخير تعرض خلال احتجازه لمدة أسبوع في الريتز للضرب والصعق بالكهرباء والجلد بعد تجريده من ملابسه، ولاحقا نقل مع آخرين إلى السجون.

وروى الضحية لصديقه تفاصيل ما تعرض له خلال جلسة التعذيب التي استمرت ساعة بعد سحبه إلى غرفة أخرى في فندق الريتز، وبسبب الضرب الذي تعرض له لم يستطع النوم على ظهره عدة أيام.

وأكد شخص قريب من العائلة تعرض وليد للتعذيب، في حين قالت الصحيفة إنها المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن الانتهاكات التي تعرض لها الرجل، وذكرت أن أحد محامي الطبيب عبّر في رسالة بعث بها للخارجية الأميركية في يناير/كانون الثاني الماضي عن خشيته على حياة موكله.

ووفق ما نقله صديق الطبيب، فإن تعذيبه كان يستهدف الحصول على معلومات لاستخدامها دليل إدانة ضد معتقل آخر تربطه به صلة مصاهرة، وهو الوزير السابق عادل فقيه الذي اعتقل خلال الحملة نفسها، وقالت الصحيفة إن فقيه كان مساعدا مقربا لولي العهد محمد بن سلمان.

وذكرت نيويورك تايمز أن 17 آخرين ممن اعتقلوا خلال ما سميت حملة مكافحة الفساد في خريف 2017 نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج جراء التعذيب الذي تعرضوا له، في حين أن أحد المعتقلين -وهو ضابط سعودي- فارق الحياة متأثرا بجراحه.

وقالت الصحيفة إن أصدقاءه هناك أطلقوا حملة تستهدف دفع الإدارة الأميركية للتدخل. ونقلت عن متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن أنها تأخذ على محمل الجد أي ادعاءات بشأن سوء معاملة سجناء ينتظرون محاكمتهم.

وتعليقا على تقرير نيويورك تايمز، قال المحامي المتخصص في مجال حقوق الإنسان كول بوكن فيلد إن موضوع الناشطين والموقوفين في السعودية بالغ الحساسية.

وأضاف أن الممارسات غير اللائقة للسلطات في السعودية بحق الموقوفين ومن يحملون الجنسية المزدوجة لا يمنع السلطات الأميركية من التدخل لبحث الأدلة ضدهم والاطلاعِ على ظروف اعتقالهم كحال الطبيب السعودي الأميركي.

وكان فتيحي أحد الأشخاص المعتقلين الذين علق الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي على أوضاعهم.

فقبل أشهر من اغتياله داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعرب خاشقجي في تغريدة له عن استغرابه من اعتقال فتيحي. وتساءل عن مبررات ذلك، ووصف الوضع في السعودية بالمحير.