من نوفل لوشاتو، القرية الصغيرة والهادئة الواقعة جنوبَ غربِ العاصمة الفرنسية باريس، فجر الامام الخميني الراحل قدس سره، اعظم ثورة اسلامية في التاريخ المعاصر.
نوفل لوشاتو التي تبعد خمسة وثلاثين كيلومترا عن جنوب العاصمة كانت آخر مقر للامام الخميني قدس سره في المنفى قبل عودته الى ايران منتصرا في مطلع شباط عام الف وتسعمائة وتسعة وسبعين، وما يزال الايرانيون الى الآن يحيون ذكرى انتصار الثورة بالتوافد الى منزل الامام الخميني الذي خرجت منه تعاليم الثورة الاسلامية الايرانية.
فبعد ضغوط نظام الشاه المتزايدة الذي كان يخشى من النشاط السياسي للامام الخميني في مدينة النجف الاشرف، اضطر الامام الى مغادرة المدينة متوجهاً الى الكويت. إلّا أن الحكومة الكويتية رفضت دخول الامام الخميني الی أراضيها، ما اضطره في النهاية التوجه الى باريس ليستقر بعد يومين من وصوله في قرية نوفل لوشاتو.
وخلال مدة اقامة الإمام الخميني فيها والتي دامت اربعة اشهرٍ، تحولت القرية الصغيرة الى أهم مركزٍ خبري في العالم، وعرض الإمام الخميني من خلال اللقاءات الصحفية المتعددة التي اجريت معه وجهات نظره حول الحكومة الإسلاميّة واهداف نهضته المستقبلية أمام العالم أجمع، وبذلك تعرف الكثيرون على فكر الإمام وثورته، ومن هنا ابتدأت قيادته لأصعب المراحل في الثورة الإسلاميّة الايرانية.
وفي منزل قبالة الحديقة، أمضى الإمام الخميني آخر أشهر المنفى الذي شمل تركيا والعراق إضافة إلى فرنسا، قبل أن يعود إلى طهران بعد خمسة عشر عاماً من النفي القسري.