الثورة الإسلامية نموذج حي ورسالي على مستوى العالم

الإثنين 4 فبراير 2019 - 09:35 بتوقيت غرينتش
الثورة الإسلامية نموذج حي ورسالي على مستوى العالم

العالم الإسلامي – الكوثر: بالعودة إلى أرشيف سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)، نستحضر بعض المواقف المهمَّة والدَّاعمة لقضايا الإسلام والمسلمين، والتي كان سماحته يطلقها في أكثر من مناسبة، ومنها موقفه الدّاعم للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وحرصه على نجاحها، لما يشكّله هذا النجاح من قوّة للمسلمين في العالم في وجه الاستكبار العالمي.

 

فقد أصدر سماحته بياناً بتاريخ 27 ذي الحجّة 1425هـ/ الموافق: ٦/٢/٢٠٠٥م، أكّد فيه أنّ الظروف التي تحيط بإيران لا تقلّ خطورة عن تلك التي كانت قبل انتصار الثّورة، معتبراً أنّ الجمهورية الإسلاميّة لا تزال تمثل موقعاً من المواقع المستهدفة من قِبَل الإدارة الأمريكيّة، مشيراً إلى أنّ أمريكا ترصد الحركة السياسية والثقافية والاقتصادية لإيران، وتضعها في نطاق الحصار وتضييق الخناق عليها، ومنعها من أن تتحرّك بهامش سياسي واقتصادي واستراتيجي واسع.

 

ورأى سماحته في البيان أنّ هذه الثورة استطاعت أن تقدّم الإسلام كنموذج حيّ ومتحرّك في صلب الحياة السياسية والثقافية والرسالية على مستوى المنطقة والعالم، وأن تؤكّد الدور الكبير الذي حرص الإسلام على إعطائه لمسألة الحرية في ما هي حرية الشعوب في مواجهة المستكبرين، وفي صياغة مستقبلها وتقرير مصيرها على أسس من الحرية والعدل واحترام حقوق الإنسان.

 

ودعا سماحته الشعب الإيراني إلى أن يقف موقفاً وحدوياً متراصّاً في الداخل، ليؤكّد قدرته في مواجهة المؤامرات الخارجية، لأنّ الظروف السياسيّة والأمنيّة التي تحيط بإيران في هذه المرحلة، لا تقلّ خطورةً عن تلك التي واجهتها في أعقاب انتصار الثّورة، ولأنّ مجموعة من العفاريت تتربّص بها الدوائر، وتضمر لها السوء، وتعمل لإرهاقها وإضعافها، وخصوصاً العفريت الأمريكي.

 

وأشار سماحته إلى أنّ ثمة دوراً أكبر ينتظر إيران في ما تستقبله من ظروف معقّدة في المنطقة، ولذلك ينبغي أن تستحضر أسلحة المواجهة الفكريّة والثقافيّة، لتحاول أن تقدّم نموذجاً وحدوياً إسلامياً، بعدما استطاعت الظروف الضاغطة والأوضاع الدولية القلقة أن تبعثر جهود الحركات الإسلاميّة.

 

وشدَّد على المسؤوليَّة الكبرى الملقاة على عاتق القيادات الإسلاميَّة في إيران وخارجها في العمل وحدويّاً في الساحة الإسلاميَّة العامَّة، حيث إنَّ الهجمة تتصاعد ضدّ الإسلام، وإن تصوَّر البعض أنَّ بعض المحاور الدوليَّة قد يستهدف طرفاً إسلاميّاً معيَّناً، ولا يستهدف الآخرين، لأنَّ المطلوب أمريكيّاً أن تتضاءل كلّ إمكانات المواجهة في الأمّة، وأن تتساقط كلّ عناصر القوّة والوعي والإبداع فيها.

 

وختم مؤكِّداً على المسؤوليّة التي لا بدَّ لإيران من أن تحملها في تأصيل المفاهيم الإسلاميَّة والثقافيَّة، وفي الانفتاح على الواقع الإسلامي الحركي، وفي تهيئة المناخات الداخليّة للحريَّة في مجالاتها الثقافيّة والفكريّة والسياسيّة.

 

المصدر: موقع بينات