هي سكينة بنت الحسين(ع)..أم..آمنة بنت الحسين(ع)؟

الأحد 13 يناير 2019 - 10:12 بتوقيت غرينتش
هي سكينة بنت الحسين(ع)..أم..آمنة بنت الحسين(ع)؟

هي غفلة متعمدة أكّدتها مشاريع الزبيريين، ومن ورائهم مشاريع الأمويين، حتى صار ذلك أحد المرتكزات لدى العوام، واستشرى ذلك إلى كتابات الآخرين، فجعلوها من المسلَّمات غفلة منهم...

إنّ المتتبع لكتب الأنساب والسير، ليجد شيئاً أغفلته كتابات السير التي ترجمت للسيدة آمنة بنت الحسين ونسبتها إلى سكينة، وهي غفلة متعمدة أكّدتها مشاريع الزبيريين، ومن ورائهم مشاريع الأمويين، حتى صار ذلك أحد المرتكزات لدى العوام، واستشرى ذلك إلى كتابات الآخرين، فجعلوها من المسلَّمات غفلة منهم، وقلة تحقيق لديهم في هذا المضمار.

إن الاسم الحقيقي للسيدة سكينة، والتي اشتهرت على الألسن، هو آمنة بنت الحسين، وإنما سكينة لقب لقّبتها به أمّها الرباب، وذلك لسكينتها وهدوء في طبعها غلب عليها، حتى كانت السكينة صفة لها.

إختلف المؤرخون في اسمها بين آمنة وأميمة، واتفقوا على أنّ «سكينة» صفة لها، وممن ذهب إلى ذلك:

1 ـ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق، قال: أخبرنا الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبدالله ابنا البناء، قالوا: نا أبو جعفر، نا أبو طاهر، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير [ابن أخ مصعب بن الزبير] قال في تسمية ولد الحسين:

وسكينة، واسمها آمنة، وإنّما سكينة لقب لقبتها أمها الرّباب بنت امرئ القيس. وتزوج سكينة بنت الحسين، عبدالله بن حسن بن عليّ، أمّه بنت الشليل بن عبدالله البجلي ... فقتل مع عمّه الحسين بالطفّ قبل أن يبني بها...

2 ـ ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة»، قال: واسمها آمنة وأمّها الرّباب.

3 ـ ابن الجوزي في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم»، قال: سكينة بنت الحسين واسمها آمنة، وقيل: أميمة، وسكينة لقب عرفت به.

4- أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني، قال: اسم سكينة أميمة، وقيل: أمينة، وقيل: آمنة، وسكينة لقب لقّبت به.

وقال أيضاً: وروي أنّ رجلاً سأل عبدالله بن الحسن [بن الحسن] عن اسم سكينة، فقال: أمينة.

فقال له: إن ابن الكلبي يقول: أميمة. فقال: سل ابن الكلبي عن أمّه، وسلني عن أمي.

ونقل عن المدائني قوله: حدثني أبو إسحاق المالكي قال: سكينة لقب، واسمها: آمنة.

ثم أردف الأصفهاني قوله: وهذا هو الصّحيح.

وقال في «مقاتل الطالبيين»: واسم سكينة أمينة، وقيل: أميمة، وإنما غلب عليها سكينة وليس اسمها.

5ـ ابن خلّكان في «وفيات الأعيان» قال: اسمها آمنة، وقيل: أمينة، وقيل: أميمة، وسكينة لقب لقبتها به أمّها الرّباب... وأورد سؤال عبدالله بن الحسن لمحمد بن السائب الكلبي المذكور آنفاً...

على أنّا نرجّح ما رجّحه أهل التحقيق، بأن اسمها آمنة بنت الحسين وميلهم إلى ذلك، بل هو الأقرب على ما في رواية أبي إسحاق المالكي، كما نقله أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني عن المدائني، قال: حدثني أبو إسحاق المالكي قال: سكينة لقب، واسمها آمنة، ثم تصحيح الأصفهاني عقيب الرواية بقوله: وهذا هو الصحيح. وقد أشرنا إليه آنفاً.

كما أنّ أبا الفرج نقل في موضع من الأغاني: قال مصعب فيما أخبرني به الطوسي، عن زبير، عنه: اسمها آمنة.

وهذا ما حدا بالسيد محسن الأمين العاملي في «أعيان الشيعة» إلى القول: هذا يدلّ على أنّ اسمها آمنة. رغم أنّه عنونها باسم أميمة، ولعلّ اختياره كان مسايرة لما عليه الأكثر ليس إلا.

من هنا، يتأكد لنا الاسم الحقيقي للقب سكينة، وهو آمنة بنت الحسين (عليهما السلام)، لذا، فالأمانة العلمية تدعونا إلى إثبات اسمها الصّحيح، والتعامل معه تعاملاً جدياً، وذلك لغلق الطريق على الأكاذيب التي عهد إليها البعض للإساءة إلى بيت النبي الأطهر، وتمحلات الآخرين الذين حسبوها أنها مرتكزات تاريخيّة، دون أن يتكلفوا أدنى مطالب التحقيق في شأن هذه الحادثة الخطيرة. لذا، فإننا نأمل من ذوي التحقيق وأهل الإنصاف، أن يرتكز في أذهانهم اسم آمنة بنت الحسين، والتعامل معه تعاملاً حقيقيّاً، والإعراض عن لقبها الذي استغله بعض أهل الأهواء والسذّج من بسطاء العوام، الذين لا خلاق لهم بتحقيق الوقائع، ومعرفة الأحداث، وما لهم بذلك إلا المطامع، أو النعيق مع كلّ ناعق .

المصدر:كتاب "عقيلة قريش آمنة بنت الحسين (عليهما السلام) الملقبة بسكينة