وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان، فاضل الغراوي، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية عراقية، إنّ “الأطفال النازحين يتعرضون لانتهاكات، منها فقدانهم فرص التعليم والاضطرار للعمل ساعات طويلة وفي أعمال شاقة لا تتناسب مع أعمارهم، وتعرضهم لخطر الدهس في الطرقات والاستغلال الجنسي”، مطالباً الحكومة بالتدخل فوراً وإعادة النازحين طوعاً وتأمين متطلباتهم الاقتصادية والمعيشية.
وأكد المتحدث أن النقص الحاد في الغذاء والدواء ومستلزمات المعيشة اليومية، وعدم وجود فرص للعمل وتأمين المنح المالية من الحكومة للنازحين هي التي دفعت العوائل النازحة إلى إجبار أطفالها على التسول.
من جانبه، ذكر الناشط مجيد التميمي، أنّ “معظم الأطفال النازحين في العراق بحاجة ماسة وعاجلة إلى الدعم النفسي والمعنوي من جميع فئات المجتمع، كونهم تعرضوا لأزمة صعبة خلال فترة النزوح، وما زال كثير منهم يعيشون في المخيمات بعيداً عن الحياة الكريمة التي تحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم التي امتهنت في النزوح”.
وأكد التميمي أن كثيراً من الأطفال النازحين يعانون من أزمة نفسية نتيجة معايشتهم مراحل النزوح والخطر الّذي تعرضوا له، ما يستوجب الالتفات إليهم وإيجاد حلول سريعة لاحتوائهم من قبل المنظمات الدولية والمحلية، فضلا عن الجهات الحكومية المعنية بالأمر لإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية، أسوة بأقرانهم ممن لم يتعرضوا لذلك الخطر.
ولفت إلى إمكانية إطلاق نداءات عاجلة لمساعدة الأطفال النازحين، وفتح مراكز تعليمية ونفسية بالتعاون مع المنظمات المحلية والمدارس لدعمهم وانتشالهم من التسول واستغلالهم في أعمال غير لائقة نتيجة عدم وجود معيل لكثير منهم، كما أن تأمين المتطلبات الإنسانية لهم، وخصوصاً الموارد الاقتصادية وفرص العمل، بما يضمن عدم انتهاك كرامتهم الإنسانية وحقوقهم المسلوبة، من الأمور التي يجب توفرها بشكل عاجل وضمن الإمكانات المتاحة.
إلى ذلك أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، بياناً قالت فيه إنّ مئات آلاف من أطفال النازحين في العراق تتعرض حياتهم للخطرِ بسبب التجمد وانخفاض درجات الحرارة والفيضانات التي اكتسحت أجزاء كبيرة من البلاد.
ونقل البيان عن ممثل المنظمة في العراق، بيتر هوكينز، قوله إنّ الشتاء من الفصول القاسية في العراق، حيث يعيش معظم الأطفال والعائلات النازحة تحت خط الفقر في مساكن متداعية تفتقر إلى التدفئة، أو في مخيمات لا تقيهم البرد بشكل كافٍ.
وأكد بيان اليونيسف وجود العديد من الأطفال المحرومين في العراق الذين “ما زالوا بحاجة إلى دعمنا” حتى مع انتهاء أعمال العنف.
وبالرغم من مرور أكثر من عام على تحرير الأراضي العراقية من تنظيم داعش، إلا أن مخيمات النازحين لا تزال مكتظة بعشرات الآلاف منهم، من دون أي اهتمام حكومي، ما يعرض حياة كثير من الأطفال للخطر نتيجة الإهمال وعدم تناسب مخيمات النزوح مع الوضع الإنساني.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الأطفال النازحين يشكّلون نحو النصف من بين 2.6 مليون شخص نزحوا في العراق، بسبب الحرب التي استمرت 3 أعوام على تنظيم داعش، كما أن العنف المستمر يعرقل جهود تخفيف معاناتهم.