إذ شهدت الوحدات الخدمية أعمال انهاءات وتغليف الواجهات الخارجية للمشروع بنسبة إنجاز تجاوزت (90%)، استخدم خلالها المرمر (التراورتين)، وأفخر أنواع الكرانيت، فضلاً عن تزيينها بالطابوق أو ما يُسمّى بـ( الجف قيم ) وستنتهي تلك الأعمال بوضع المشبكات المعدنية ذات زخارف ونقوش المتناغمة مع النسيج الهندسي والطراز الإسلامي للعتبة المقدسة.
ويهدف هذا المشروع إلى توفير خدمات جديدة للزائرين الكرام وعلى وجه الخصوص خلال الزيارات والمناسبات الدينية الحاشدة التي يشهدها الصحن الكاظمي الشريف.
کما قامت ملاكات الورشة الفنية في وحدة مكتبة القرآن الكريم التابعة إلى شعبة الخدمات وبالتعاون مع شعبة الشؤون الفكرية بمشروع صيانة المؤلفات ونوادر الكتب والمخطوطات في مكتبة العتبة المقدسة، والتي تحمل عناوين بمختلف العلوم والاختصاصات بل وتعدّ تراثاً حضارياً، ومستودعاً لكنوز المعرفة الإسلامية.
وللتعرف على الجهود التي بُذلت في هذا المشروع تحدث مدير وحدة مكتبة القرآن الكريم الحاج همام عدنان قائلاً: باشرت الورشة الفنية بعد توجيه الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بإعادة تأهيل وصيانة الكتب والمؤلفات النادرة والدواوين القيّمة لأبرز الشخصيات والعلماء والمفكرين والأدباء بعد مرورها بعمليات الإدامة والترميم.
وأضاف: ان هذه المؤلفات تحتاج إلى دقة متناهية في التعامل معها وذلك لقِدمِها حيث تجاوزت أعمارها عقوداً من الزمن، وأغلبها كانت في مكتبات لشخصيات دينية وعلمائية تبرّع بها أصحابها ومتوليها إلى العتبة الكاظمية المقدسة للحفاظ على تلك النتاجات المعرفية، وأغلب تلك المؤلفات تعرّضت إلى عوامل التلف الطبيعية والخارجية، حيث تولّى عددٌ من الخدم مهمة المعالجة بطرق فنية حديثة، تم تأهيل ما يقارب (425) كتاباً لحد الآن، بعد مرورها بمراحل عدّة بدءً من جمع الرزم المتفككة، وتثبيت ورق “الكارب”، وانتهاءً بصناعة الغلاف الخارجي وتركيبه.
ونطمح بإذن الله تعالى وببركة الإمامين الكاظمين “عليهما السلام” إلى استثمار هذه الجهود المباركة وأن تأخذ طريقها في تطوير هذا المشروع وإدامة تلك المؤلفات وبعث الروح فيها للحفاظ على هذا المخزون المعرفي الخالد.